عزازيل > مراجعات رواية عزازيل > مراجعة خولة حمدي

عزازيل - يوسف زيدان
تحميل الكتاب

عزازيل

تأليف (تأليف) 4.2
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
2

لم تبهرني و لم أستمتع بها

كان يجب أن تكون بقية الرواية "مدهشة" حتى تغطي على كم الإباحية التي وردت في بدايتها ثم في الفصول الأخيرة، و يرتفع تقييمي لها... لكنها لم تكن كذلك

بداية أشير إلى أنني قرأت الكثير من التعليقات بشأن الرواية قبل الشروع فيها، لذلك لم أسقط في الفخ الذي تحدث عنه الكثيرون من اعتبار الرقوق موجودة حقيقة و يوسف زيدان هو من قام بترجمتها، بل قرأتها على أنها رواية من أحداث خيالية صرفة، و لذلك أيضا كان سقف توقعاتي مرتفعا لكثرة التقييمات ذات النجوم الخمس

الحكاية تروي تفاصيل حياة الراهب هيبا الذي وشت والدته المسيحية بوالده الوثني فتسببت في مقتله، ثم دخل الرهبنة اضطرارا؟ أو تهورا؟ المهم هو أن عقيدته لم تكن بذاك الرسوخ العميق و كان طوال رحلته يبحث عن حقيقة الديانة التي دخلها بمحض صدفة

الخلفية التاريخية للرواية تهم فترة تنازع بين تيارين من أساقفة النصارى يعتقد بعضهم بالثالوث بينما ينادي البعض الآخر بعبادة الإله الواحد. ربما يبهر الحديث عن هذا التيار الثاني بعض القراء الذين يجهلون بوجود هذا النوع من الاعتقاد عند بعض المسيحيين (مع أن عددهم ضئيل جدا في يومنا هذا و لا يكاد يرى مقارنة بالاعتقاد العام بالثالوث) و يجعل من الرواية في نظرهم سابقة على هذا الخط.

لكنني لم أتأثر بالشخصيات و لم أتعلق بها. لم أندمج مع ما أسماه البعض "صراع هيبا النفسي" بين إيمانه الذي يرتفع أحيانا إلى درجات عالية و ينهار على إثر ذلك دفعة واحدة حين تقابله فتنة النساء. ذلك أنني لا أعتبر هيبا مثالا للشخص المؤمن المجاهد، فقدم هيبا زلت مرتين و في كلتا المرتين لم يقاوم البتة، بل كان مستعدا للتخلي عن رهبنته طواعية و بدون تأخير في سبيل لحظات مع امرأة. و ما إيمانه المزعوم إلا وهم يرافقه في لحظات غياب الفتنة،و ما أن تراوده امرأة حتى يهيم بها و يكاد يترك من أجلها كل شيء

الأحداث المؤثرة في الرواية كانت مرتبطة بأشخاص آخرين غير البطل هيبا، مثل العالمة هيباتيا و الأسقف نسطور الذين دافع كل منهما على مبادئه حتى آخر رمق.

أكثر ما أزعجني في الرواية هي المشاهد الإباحية المستفاض في وصفها، حتى أنها لا تبدو أبدا مناسبة لذكريات يرويها هيبا بعد عشرين سنة من وقوعها!!!! هل يعقل أن يتذكر كل تلك التفاصيل و يتفنن في نقلها و هو على تلك الحال من الاضطراب في خلوته الأخيرة؟؟ هذه مبالغة تحسب على الكاتب و لا تحسب له, و لا عذر له في إيراد تلك المقاطع - بل تلك الصفحات الطويلة - مهما زعم من ضرورة التعرض إلى الفتنة التي سقط فيها الراهب، فقد كان التلميح و الإيجاز أولى، احتراما لذائقة القارئ المسلم (مع أن الكاتب مسلم و يا لعجبي) و أيضا احتراما لبنية النص الذي يعد من باب المذكرات و السرد لأحداث بعيدة يكاد يستحيل أن يتذكرها الإنسان بتلك الدقة

عموما، الرواية كتبت لتحدث ضجة، و لتكون عالمية. العنوان... امممم لست أدري، ربما هو مناسب جزئيا مع أن الحوار بين الراهب و عزازيل يضل جزءا بسيطا جدا من الرواية. الأسلوب و اللغة جميلان، وصف كثير. في النهاية، الرواية بالنسبة إلي ليست بمستوى الضجة التي حصلت بشأنها. لا يشفع لها حصولها على جائزة البوكر العربية

Facebook Twitter Link .
5 يوافقون
1 تعليقات