عندما يحشر الدين في خصومات أصحاب المصالح والمقامات
ويزج به في أقفاص الاستبداد والإرهاب
وتتواطئ مع مستغليه الحكومات والأحزاب
يصبح الموت والخراب
هما سيدا الموقف والمسيطران على البلاد
تعبق الأزقة برائحتهما ، وكذلك أنفاس العباد !
يختنق الفن ، يتوارى الإبداع هلعاً خلف الجداران الإسمنتية السميكة
حتى الحب ، يتستر في جلابيب طويلة ، ثم يفضح نفسه في البيوتات المغلقة!
ثقافة اللاتسامح ، وقوانين اللاإنسانية
هما اللتان تحكمان أبطال هذه الرواية الرائعة
كم كان نزولي من على جسر " تليملي " مؤلماً
دوي سقوط جسد الأستاذ يصطخب في رأسي
ورحيل مريم المؤلم تركني في عتمة فراغ مهوّل لا نهاية له
توحدت كآبتي بكآبة أهل تلك المدينة ،
وعشت مأساة بلدهم التي أحسها مستنسخة من مأساة أهل بلدي
و لَكَم أشتهي أن أقف أمام البحر الأزرق في بلدي لأصرخ كما صرخ البطل :
"أيها القتلة ! أخرجوا من قيامتنا ! اخرجوا من أحزاننا وأفراحنا ، اتركونا نموت ونحيا كما نشاء ! أيها القتلة ! اخرجوا من أصدائنا وأشلائنا ! اخرجوا من دورتنا الدموية ! "