دروز بلغراد > مراجعات رواية دروز بلغراد > مراجعة Mostafa El-shimy

دروز بلغراد - ربيع جابر
أبلغوني عند توفره

دروز بلغراد

تأليف (تأليف) 3.7
أبلغوني عند توفره
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
0

هي المرة الاولى التي أقرأُ فيها لربيع جابر. بل أظنني، لجهلي أو سوء حظي، لم أسمعْ باسمِ هذا الأديب الرائع من قبل.ولولا البوكر ما كنتُ عرفتُ رجلاً سأسعى لقراءة كل ما يكتب بشغفٍ شديد. فالرواية، رواية حكاية حنا يعقوب. رواية رائعة حقًا. أخذتني من السطرِ الأول ولم أشعر بمللٍ على الأطلاق. كنت أمام كاتب قدير استطاع الامساك بي من السطرِ الأول حتى الأخير، حتى أنني لم أكن أريدها أن تنتهي، لم أكن أريد لهذه الرحلة العبثية القاسية أن تنتهي. لكنها انتهت لحسن حظ بائع البيض المسكين.

لكن؛ هل كَان بائع البيض محظوظًا حقًا؟ ربمَا لا. يقولون أن مقتل فراشة في الصين قد يؤدي إلى أعاصير وفيضانات في أوربا؛ هذا صحيح. لقد صدقت هذا وأنا أرى الغريب لألبير كامو من قبل، وها أنا أصدق هذا مرة أخرى اليوم في رواية ربيع جابر. أدركت كم هي الحياة عبثية وقاسية. مسكين هو بائع البيض الذي سافرَ في رحلةٍ طويلة مَا فكرَ يومها بها. والسبب؟ لا يوجد سببًا. هو القدر ربمَا أو سوء الحظ .. أو بعض العبث.

في هذه الرحلة نعرفُ قيمة الحكي. الحكي هو الهواء بالنسبة إلى كل مساجين الأرضِ. إليّ وإليك. ولولا الحكي لمات المساجين منذ الوهلة الأولى التي سجنتهم في الجدران والسراديب. الحكي هو الحرية. ما قيمة الحياة والوطن سوى الحكي والأنس بمن تحبهم ويحبونك. في هذه الرحلة أيضًا ستعرف معنى الوطن / البيت. ستعرفُ معنى أن تلبسَ قميصًا نظيفًا أو تغتسل أو تشرب قد ماء بارد أو تجلس أسفل شجرة لا تفعل شيئًا.

وفي هذه الرواية أيضًا ستتعلم معنى البناء البسيط الرائع. هنا أديبٌ يعرفُ جيدًا كيف يشدك وينسج حولك خيوط الأحداث. يحكي هنا وهناك في خطين للسردِ؛ فتظل مشدودًا وراء النهاية للنهاية. نجحَ ربيع جابر باللعبِ على هواجس السجين حتى بعدما تحرر؛ من خلال البناء. فقد ظل الخوف مسيطرًا على عقلِ القاري بعدما توحد بالبطلِ تمامًا. إنك لن تدركَ حتى السطر الأخير؛ هل تحرر حقًا أم أن السجين المسكين لا يزال يهلوس في السجن. والسبب هو البناء: التقطيع. التقديم والتأخير. ترى نصف الحقيقة فتصدقها؛ وحين تراها كاملة لا تكاد تصدق سوى بعد حين.

هذه رواية تستحقُ القراءة قبل أية شيء، بلغة ربيع جابر المكثفة والذكية، هذه رواية تبحثُ عن قراءِها من عشاقِ الأدب الراقي. ولهذا سعدتُ أنني كنتُ لها وكَانت لي.

مصطفى الشيمي

11 – 10 - 2012

Facebook Twitter Link .
0 يوافقون
اضف تعليق