تلك العتمة الباهرة > مراجعات رواية تلك العتمة الباهرة > مراجعة خالد الزهراني

تلك العتمة الباهرة - الطاهر بن جلون
أبلغوني عند توفره

تلك العتمة الباهرة

تأليف (تأليف) 4.2
أبلغوني عند توفره
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
5

تقع أحداث هذه الرواية الواقعية بين جدران سجناً بنية جدرانه على اساس من الظلم وسقفاً من القهر جثم فوق صدور اولأك المساجين الذين سلبوا ليس فقط حرياتهم ولكن حتى أنسانيتهم ،فأصبح الواحد منهم مجرد رقم بلا هوية ولا أسم ،توقف الزمن ساعة دخولهم السجن فلا ماضي ولا مستقبل ولكنها حالة من انعدام الزمن ، بلعتهم بئر النسيان فغرقوا في حمم العذاب

تخيل أن تتعذب بسبب عذاب الأخرين حتى تنسى ما أنت فيه من عذاب تخيل أن تقضي حاجتك وأنت في مكانك فتلوث نفسك لأنك من هول ما لقيت من صنوف العذاب لم تعد تقوى على القيام الى الحفرة الموجودة في زاوية الزنزانة والتي كنت في أول الأمر تستنكر وجودها بالقرب منك ثم أصبحة ترفاً لا تستطيعه ، هل قلت زنزانة المعذرة فقد خانني التعبير أقصد القبر (3م-في1.5م ) بارتفاع 1.5م ، تخيل أن تلتصق ساقاك بصدرك وتحفر ركبتيك تجويفاً في قفصك الصدري من طول ما التصقتا تخيل أن تضطر أن تتدحرج لتبتلع جرعة ماء ،تخيل أن يقوم زميلك بمضغ الطعام عنك لأنك لا تستطيع أن تقوم بذلك عوضاً عن تناول الطعام بنفسك ، تخيل أن يقوم زميلك بمساعدتك في قضاء الحاجة .

هل ندمت على قرائت ما سبق وضجرت وأصابك القرف ؟! اذاً لا تقراء هذه الرواية ، لكن مهلاً الم يشد أنتباهك هذا السجين الذي يقوم بكل هذه الأمور المقرفة لزميله ، الا تعتبر ما فعله في منتهى الأنسانية بالطبع هيه كذلك ومن هنا سوف تجد هذه الرواية تحمل أشد الطباع الأنسانية تطرفاً ، انحطاطاً وسمواً ، كحال جميع الروايات أنت لا تريد أن تسرد كل الأحداث حتى لا تفسد متعة القرائه لكنك سوف تعرف أكثر مما عرفة مما عاينه وعاشه هولاء السجناء من شتى صنوف العذاب وسوف يمر بك أنواع من الأضتهاد النفسي والجسدي لم تسمع به من قبل وسوف تنتهي حامداً ربك على تقلبك في نعمه صباح مساء وسوف تتضائل مصاعبك وهمومك مقارنتاً بما بين أسطر هذه الرواية من أشكال الجحيم .

تشكل هذه الرواية مع رواية ” السجينة ” ورواية ” حدائق الملك ” ثالوثاً يدين ويسجل ما وقع من تعسف ودكتاتورية من قبل النظام الملكي في المغرب ابان عهد الحسن الثاني وأن أردة معرفة المزيد فعليك بكتاب ( جيل بيرو ) ” صديقنا الملك ” . بمى أن الحكمة ضالة المؤمن فسوف أستشهد بمقولة قالها كاتب شيوعي ، حيث قال ( لا أصدق أنه بعد كل هذا الظلم الذي يعيشه بعض الناس في هذا العالم سوف لن يعاقب صاحبه فلا بد من أن تقع العقوبة ) فالحمد لله أن لنا رباً حرم الظلم على نفسه وتوعد الظالمين بيوم عدله .

Facebook Twitter Link .
5 يوافقون
1 تعليقات