كوخ الزمن وزفرة الصغير > اقتباسات من رواية كوخ الزمن وزفرة الصغير > اقتباس

.....

- مساء الخير سيداتي سادتي – الإبتسام يوقفها برهه وتكمل – إسمحوا لي بالحديث عن نفسي ببعض من الثقة.

- ينادي أحد الحاضرين – والتواضع.

- نعم، أيكم قالها – وهي تبتسم وتتابع – ببعض الفخر نعم أنا الإسبانية العادلة، الحيادية، الواقفة بين أيديكم، لم أفكر أبداً في الإشتراك في هذا المهرجان، إلا أن سيدتي ومدرستي الفاضلة أقحمتني في ذلك – تبتسم – شكراً كيت، كل ما أعرفه هو أنني تلقيت دعوة يوم الثلاثاء الماضي لحضور هذه الحفلة، للظهور بهذا الكتاب الذي كتبته قبل الحرب العالمية، شاركني فيه مرافقي أنطوان، الذي إنقطعت أخباره عني منذ سنين، لا أدري ما حل به ولا ما وصل إليه، لكني أؤكد لكم، أني كتبت الكتاب من وحي الواقع والمنطق والتاريخ المصدق، وأشهد على نفسي أنني لم أزل في كلمة، ولا أخطأت في وصف أي موقعة أو معركة أو حرب، وكأني عشت معهم في كل ما مروا به، وكيف مرت ثمانمائة سنة على وجود دولة ذات حضارة على أرضنا لازالت تعيش فينا حتى يومنا هذا ....

- ولكن هذا ليس ما عرفناه ولا درسناه ولا درسناه لأبنائنا في أسبانيا – أحد الكتاب الأسبان بنبرة إستياء.

- نعم العلم المزيف والملوث ولكن قدرك العالي أنك كاتب من بلدي، لكن لا بأس الآن – تواصل - نعم، شعبنا قام بالعديد من المجازر التي حلت بالمسلمين الذين سكنوا في أسبانيا، قبائلهم تعود إلى قشتالة ونسبهم يرجع إلى لشبونة، وقرطبة، قطع الجيش الملكي الأسباني نسل من بقي منهم، بالتعذيب والقهر والقتل والحرق والحجز والحبس والإحتجاز والإجبار والإهانة والذل، وكل ذلك بموافقة الكنيسة وتبعاتها ....

- يقاطعه صوت بعض المؤرخين المتعصبين – لا يجوز هذا لا يجوز هذا الحديث.

- تقاطعهم .... للحق يوم حق ينطق فيه وهذا يومه فدعوني أكمل وإلا غادرت – فصمتوا – لولا أن أهل طليطلة ثاروا على التعذيب، لإستمر رهبان الكنائس بتعذيبهم حتى يومنا هذا – تبكي – العديد منهم في المغرب ومراكش وتونس وغيرها – تصمت ويقاطعها صوت بكاء من الحاضريين – نعم، هذا ما حصل، لم تقم الكنيسة بفعل ما وعدت وسطرت وأعلنت موافقتها على الميثاق المسيحي المغلظ لملك غرناطة، والتي سيظل عاتباً عليها حتى نهاية التاريخ.....

هذا الاقتباس من رواية