بريد الذكريات > اقتباسات من كتاب بريد الذكريات > اقتباس

عانينا كثيرًا في الأيام الأولى، فكل شيء غريب علينا، وكل ما تقوله الراهبات عصيٌّ على إدراكنا. كُنَّا نخشى البنات، ولم نتحدَّث إلى أيٍّ منهنّ. فلم يتقرَّبن إلينا هنَّ أيضًا، بل كُنَّ يدعوننا الجديدتَيْن كلَّما اضطُرَّت إحداهن لأن تقول لنا شيئًا أو تعلِّمنا شيئًا. في أوقات الراحة كان الجميع يشارك في شتَّى الألعاب الكثيرة، أما نحن فما كُنَّا نعرف أيّ لعبة. في المُصلَّى كانت الأخريات يصلّين ويرنِّمن، في حين لا نعرف نحن ما ذاك ولا ما الغرض منه. كانت الراهبات يتحدَّثن عن الخطيئة، والشيطان، والسماء، والجحيم، وخلاص نفوسنا، ونيل الغفران، والندم على خطايانا، والامتنان للعذراء لأنها أنعمَت علينا وآوتنا في بيتها. لم يكُن أيٌّ من ذلك يعني لنا شيئًا. في تلك الأيام عرفنا ما العزلة المطبقة وما الغياب التام للألفة. بذلنا جهودًا هائلة كي ندرك ذلك الذي يُدعَى باللغة المعاصرة غياب التفاهم المطلق.

⁠‫بدا القلق الجاد على الراهبات. أما نحن فخفنا أن يتخلَّين عنا لأننا آثمات. تُرى، ما الإثم…؟ ومن عساه يكون ذلك الشيطان الذي يأخذ البنات الآثمات؟

مشاركة من haya sultan ، من كتاب

بريد الذكريات

هذا الاقتباس من كتاب

بريد الذكريات - إيما رييس, مارك جمال

بريد الذكريات

تأليف (تأليف) (ترجمة) 4.1
تحميل الكتاب