ثمة شيء يتزيا بالغامض، لا يُشَتم ولا يلمس ولا يتذوق ولا يبصر، هو ما يجعل الطفولة حاسة سادسة، فسمّوك الحالم من فرط ما ركَّبَت للكلمات من اجنحة لا يراها الكبار ،وتحرشت بالغامض ، واغتربت/ فانهض من هذا الأبيض/ عُدْ طفلاً ثانية/ عَلَّمني الشعر/ وعلَّمني ايقاع البحر/ وأرجعْ للكلمات براءتها الاولى/ لِدني من حبة قمح لا من جرح لِدني/ واعدني،لاضمَّك فوق العشب، الى ما قبل المعنى/ هل تسمعني: قبل المعنى/ كان الشجر العالي يمشي معنا شجرا لا معنى/ والقمر العاري يحبو معنا /قمرا/ لا طبقا فضيا للمعنى/ عُدْ طفلاً ثانية/ علمني الشعر/ وعلمني ايقاع البحر/ وخذ بيدي/ كي نعبر هذا البرزخ ما بين الليل وبين الفجر معا/ ومعا نتعلم اولى الكلمات/ ونبني عشا سريا للدوري: / اخينا الثالث/ عد طفلا لارى وجهي في مرآتك/ هل انت انا/ وانا انت/ فعلمني الشعر لكي ارثيك الان الان الان/ كما ترثيني !
في حضرة الغياب > اقتباسات من كتاب في حضرة الغياب > اقتباس
مشاركة من Marwa_Albar
، من كتاب