كانت في بادئ الأمر لغزًا دق على حله، بل في الحق لقد سقطت عليَّ بغتة، فدهتني بسحرها فجأة؛ إذ رأيت فعالها وكلماتها على نقيض ما كنت أشهد من النساء اللاتي عرفتهن. وكانت مليحة محببة، حلوة التركيب، ذات عينين نحلاوتين سوداوتين طاهرتين عفَّتين، وفروع سوداء فاحمة كالليل، وإنها لتأتي عليها لحظات تبدو فيها عيناها رانيتين رنوة مسكينة شاكية يائسة مستضعفة، حتى ليخيل للمرء أن ينثني إليها فيتناولها في أحضانه ويحميها بجناحيه، ويقيها بحبه ورثائه، فإذا تكلمت أدرك السامع من لهجة حديثها وروعة منطقها أنها قوية فلا تحتاج إلى ناصر، ولا تسأل عون معين.
ألوان من الحب > اقتباسات من رواية ألوان من الحب > اقتباس
مشاركة من rouwidahm
، من كتاب