حتى الملائكة تسأل - رحلة الإسلام في أمريكا > اقتباسات من كتاب حتى الملائكة تسأل - رحلة الإسلام في أمريكا > اقتباس

"وكلمة إسلام تعني الاستسلام أو الخضوع، اي التخلي عن المقاومة، أي الإذعان لإرادة الله والنظام الذي خَلَقه، وكذلك لطبيعة الإنسان الحقيقية. إنها محاولة وتجربة تدوم مدى العمر، وطريق ليس له نهاية يقود إلى إرتقاء لا حدود له. إنها مطاردة مستمرة تؤدي إلى درجات لا حدود لها من السلام والطمأنينة من خلال التقرب إلى الله، وهي تحرك القدرات الإنسانية جميعها بعلاقات لا شروط لها. إنها تبحث عن إلتزام طوعي للجسد والعقل والقلب والروح. إن شمولية الإسلام قد تتضح أكثر عن طريق إختبار واحد من الأسئلة الكبرى في المسيحية، وهو: "هل يتأتى الخلاص عن طريق الإيمان أو عن طريق الأعمال الصالحة؟".

أولاً لا بدٓ من إعادة صياغة السؤال لأنه سؤال غير طبيعي لدى المسلم، إذ أن الاسلام لم يعرف شيئاً مثل اللاهوت الخلاصي الموجود في المسيحية البحث عن الخلاص عن طريق المسيح (steriology) . فإذا ما سألنا المسلم كيف تعرف بأنك سوف تنجو؟ فمن المحتمل أن يكون جوابه: "النجاة من ماذا، ومن أين؟" فالحياة الدنيا عنده فرصة وتحدٍٓ وامتحان، وليست عقاباً كي ينجو المرء منه. وسواء عرفو ذلك أم لم يعرفوا، فإن الخلق جميعاً في القرآن يسعون نحو تحقيق غايات الله القصوى؛ وعلى هذا فليس من الواضح بالنسبة إليه إن كان بحاجة إلى الخلاص من الوجود. والقرآن كذلك يُجَّرد إبليس من جميع طاقاته، وينحصر فعله في كونه غاوياً أبدياً على الأرض، ليس إلا، أي كمحفز لإتخاذ القرارات الأخلاقية، ومن ثمَٓ، فهو محفز للتطور الأخلاقي والروحاني. وإذا كان لا بد من الخلاص من شيء ما، فإن المسلمين بحاجة للخلاص من شرور أنفسهم ومن غفلتهم وعدم إستجابتهم لآيات الله العديدة.

هذا الاقتباس من كتاب