اقتباسات من رواية الزمن المفقود

تبًّا، الحياة بالأساس عبث في عبث،

خلال تلك الفترة أيضًا أُطلق سراح الكثير من المجانين، وبدأ الناس يحترمونهم لعمق الهراء الذي يقولونه.

تدفقت السنوات مثل شلال يصب في الفراغ ووصلتُ في لمح البصر إلى سن الأربعين، أصبحت مثل الجميع، بدأت أعتاد تدريجيًّا ما يحدث حولي، ما فات فات، وما سيحدث لن يبهرني مهما كان،

تجري الأيام كما تجري مياه الأنهار، وأنا الآن قابع في سنوات الحيرة أحكي عن الزمن المفقود.

يقول شوبنهاور: ما قبل الأربعين يمر العمر بطيئًا، وبعدها تجري السنوات ويقول كونفوشيوس: في الأربعين تزول الشكوك، وفي الخمسين تعي المصير، في الستين لا تتأفف، وفي السبعين تفعل ما تريد بحدود يبدو الأمر كما لو كان الإنسان يزداد حيوية كلما

ورغم تنوع أشكال الموت، فإن بداخل كلّ منا نوعًا من الطاقة تبقينا أحياء

وانغ شياوبو يشبهني ولا أشبهه، فهو صعلوك مثلي، ولكني لست فيلسوفًا مثله.

وبخلاف ما يقوله الآخرون عن الأربعين، فقد اكتشفت أنني أصبحت أنسى ولا أجد ما أبحث عنه، فمؤخرًا قرأت كتابًا وأعجبني ورشحته لمن حولي، ولكن بعد عدة أيام اكتشفت أنني لا أتذكر أي شيء من محتواه.

تقول أمي إن أكثر عمر يكون الإنسان فيه حزينًا هو سن الأربعين، حينها يصفو عقله، ويميز بوضوح أن سنواته تنفرط من بين يديه، بعدها يدخل عمر الضباب، لا يعي ما يحدث له.

ضاع العمر وهو يجري وبلغت سنّ النضج، نضجت وأنا أشعر بالحزن لأنني لم ألقَ في شبابي ما يُفرحني، وفي ظني أن مَن حولي جميعًا يتظاهرون، يتظاهرون بكل شيء.

ورغم أن السنوات تجري فتتسرب كما الماء، وأن كل شيء يمر ويُنسى، هناك أشياء لا يمكن زحزحتها وسط جريان الماء.

وهكذا هو الزمن المفقود، أمور نتخطاها سريعًا، وأمور تعلق بذاكرتنا لفترات طويلة ولا تنزاح عنا.

مر وقت كان فيه كل الناس بلهاء، ولكن البلاهة لم تكن اختيارًا في هذا الوقت، بل كانت فريضة، لا اختيارات دونه

تقول أمي إن أكثر عمر يكون الإنسان فيه حزينًا هو سن الأربعين، حينها يصفو عقله، ويميز بوضوح أن سنواته تنفرط من بين يديه، بعدها يدخل عمر الضباب، لا يعي ما يحدث له.

على كل حال لم يتبقَّ في العمر الكثير، الآن أنا مثل كثيرين، أعيش وسط الهامش بلا أحداث مهمة.

يا

٩