الاستبداد والديمقراطية والحركة الوطنية في إيران
تأليف
محمد علي همايون كاتوزيان
(تأليف)
محمد حمادي
(ترجمة)
إن العمر الافتراضي لبعض الأبنية في طهران قصير، ولكنْ، قبل خمسين عاما، لم يكن الأمر على هذا المنوال، فكان يتم تقويض وهدم الأبنية المتينة والقوية، ولا سيما في أحياء الأغنياء والمتمولين، بهدف إنشاء أبنية جديدة مكانها تحاكي آخر التصاميم الحديثة... فإن قُصر المدى للمجتمع هو الذي يتيح إمكانية هدم الأبنية. والقضية أكثر عمقاً وتشعباً من هدم الأبنية من قبل الأفراد والمقاولين والوكلاء العقاريين. فإذا أمعنتم النظر في القرن الماضي، فستلاحظون كم من عمليات تقويض ودمار هائل ألمت بالمعالم التاريخية في طهران والمدن الأخرى ونالت حتّى من بعض القرى أيضاً، وحدث ذلك دون سؤال أحد أو طلب الإذن من أحد. على سبيل المثال، قاموا عام 1946 بهدم مبنى تكية الدولة الكبير الذي كان راسخاً ومتيناً.