أن تقرأ كتابا يجعلك تبكي فهذا يعني أنه لمس عمقك , هذا الكتاب عبارة عن عمل فني وجدت فيه برائة هايدي ذات الشعر المجعد , و عطف الجد وليم عليها رغم طباعه الحادة التي اشتهرت في أرجاء المنطقة كلها , أحببت روحها المرحة وفرحها في سياقة الماعز مع بيتر , وأحببت كيف أضافت للبيت روحا بعد أن كان لا يسكنه سو ى عجوز لم ير بشرا لمدة طويلة , في البداية كرهت الخالة لأني طننت أنها ستظلمها إذا تركت تلك الطفلة الجميلة في أحضان شخص لا يعرف كيف يتعامل مع الأطفال , لكني بعد ذلك أحببت كيف معيشتها هناك وكيف تشرب الحليب كل يوم , أحببت جدة بيتر , وعندما أخذتها الخالة ديتي , كرهتها مجددا , وعندما وصلت إلى تجربتها في بيت العائلة , أحسست أنها فعلا قلبها قد تعلق بالمكان الذي تركته , ما جعلني أبكي في الرواية , حين خافت العائلة بأكملها وذلك لأن الباب كل يوم في الليل يغلق ويوصد جيدا وفي الصباح يفتح على مصراعيه , توقعت أن تكون هايدي , وأصبت الظن , المسكينة كانت تحلم بالمكان التي كانت فيه , وتمشي في الحلم , ما أبكاني أكثر لفائف الخبر الأبيض التي تدسها كل يوم في جيبها , وعندما تركت البيت بأمر من والد كلارا فرحت كثيرا , وأحسست أن الرواية تحتوي صورا ,فوجدتني أغوص معها وأتبع حركاتها , حين وصلت إلى جدة بيتر وقرأت لها الكتاب التي كانت تتمنى لو بيتر يقرأه , بكيت مجددا , وعندما وصلت الى بيت الجد الذي بكى من رؤية تلك الشقية ذات القبعة البالية والرداء الابيض فرحت جدا , وأحسست أني أرى وجهها الملائكي وهو نائم بعمق وسلام في فراشها الذي صنعته من التبن وجدها يتفقدها كل حين حتى يراها ويطمئن عليها !
ما أجملها !