مكان جيد لسلحفاة محنطة - ممدوح رزق
أبلغوني عند توفره
شارك Facebook Twitter Link

مكان جيد لسلحفاة محنطة

تأليف (تأليف)

نبذة عن الكتاب

المجموعة ككل تمثل محاولة جادة لتجاوز الحدود (النسقية) للقصة القصيرة، إلى ملامسة الأفق (النصي ـ المتشذر)، وبتعبير آخر، تسعى المجموعة لتفكيك الاستعارة الاقصوصية المعهودة والامساك بالمفارقة، ولا يقتصر هذا على الحدود الضيقة للنص الواحد فقط، بل يتعداه إلى وضع النوع الاقصوصي (كخيال) ـ ومعه السرد عامة (إذ يتضاءل بالتدريج حتى يصل في النهاية إلى بضعة أسطر) ـ أمام استحالتهما القصوى؛ نظرا لاستحالة الواقع نفسه.. هذا ويتكيءالسرد في المجموعة عامة على (تقنية الحلم)؛ إذ يكتنز بالصور والرموز، وبالتداخلات الزمكانية، وبتبادل المواقع بين الشخصيات، وانقسامها.
عن الطبعة
  • نشر سنة 2013
  • 200 صفحة
  • الهيئة العامة لقصور الثقافة

تحميل وقراءة الكتاب على تطبيق أبجد

أبلغوني عند توفره
3 1 تقييم
21 مشاركة

اقتباسات من كتاب مكان جيد لسلحفاة محنطة

أم..

داخل بيتِ قديم عجوزٌ تشعل أعواد البخور، كل ليلةٍ تصِّر على فعل هذا رغم صدرها الذي لا يتحمَّل، توزع خفوت بصرها فوق ملامح الأشياء القليلة التي تشاركها الوحدة والسكون، كأنها تبحث عن شيءٍ تنتظره وتخشى ألا تراه حين يأتي، بعد وقتٍ طويل، وحينما تقارب أعواد البخور على الانتهاء، تخرج صورة الطفل الذي كان يحجب رائحتها وتحتضنها، رغم بكائها تبتسم وتقول لنفسها إن الملائكة لديها بالتأكيد أعواد بخورٍ كثيرة .

مشاركة من إبراهيم عادل
كل الاقتباسات
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم

  • مراجعات كتاب مكان جيد لسلحفاة محنطة

    2

مراجعات

كن أول من يراجع الكتاب

  • لا يوجد صوره
    3

    أبرز ما فيه هذه المجموعة القصصية، بعد حجمها الكبير نسبيًا (200 صفحة) أنها مجموعة مختلفة .. ومتميزة ..

    تحتاج إلى قراءة غير تقليدية، لأنها تتناول عوالم القصص بشكل فريد، تخلط بين الواقعي والفانتازي، والأحلام والحقائق، باختصار لايمكن الإلمام بها ولا بعوالمها في سطور كهذه، وإنما ينبغي أن تُقرأ وبعناية...

    كذلك ختم "ممدوح رزق" المجموعة بقصص قصيرة جدًا مميزة أيضًا

    .

    .

    المجموعة من إصدار الهيئة العامة لقصور الثقافة .. ومتاحة الكترونيًا :)

    ****

    Facebook Twitter Link .
    2 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    0

    مكان جيّد لسُلحفاة محنطة !/ محمد عبد النبي

    بعيدًا عن جدل المركزية الثقافية للقاهرة، الذى لن ينتهى قريبًا لأسباب عديدة، فإن هناك عشرات المبدعين ممن يقيمون بعيدًا عن ضجيج العاصمة ومعاركها واستطاعوا رغم ذلك – أو بسبب ذلك – إسماع أصواتهم وفرض حضورهم الفنى والثقافي، دون أن يلعبوا دور الشهداء المضطهدين أو العباقرة المغبونين.

    ممدوح رزق أحد هؤلاء اللاعبين المهرة، الذى لا يخشى أن يلقى بنفسه فى غمار الكتابة بصنوفها وتجلياتها، مواصلا إنتاجه فى نشاطٍ وهمة يثيران الحسد، فكتب قصائد النثر والروايات وسيناريوهات الأفلام القصيرة وقصص الأطفال والكثير من الدراسات البعيدة حتى عن مجال الأدب، إلى جانب نصوص حُرة من أى تصنيف، لكنى أعتقد أن ميله الأساسى وعشقه الأول يظل للقصة القصيرة، ربما لأنه يكتب حاليًا سلسلة مقالات ثاقبة النظرة عن بعض كلاسيكيات القصة عند روّادها الأوائل، وربما لأن طبيعته الفنية أقرب إلى القنص منها إلى البناء، وإلى تكثيف الرؤية منها إلى الاستطراد. تتجلى أغلب ميوله التقنية وسمات قلمه فى مجموعته (مكان جيد لسلحفاة محنطة) التى صدرت عن الهيئة العامة لقصور الثقافة، تلك السلحفاة المخبأة جيدًا فلن يستطيع القارئ العثور على أى أثرٍ لها فى صفحات الكتاب.

    يتسع مفهوم السرد هنا ليقترب من الكتابة بشمولها، واحتمالاتها المراوغة بمعزل عن ضرورات السرد ومقاصد القصة بصورتها المتعارف عليها. الكتابة التى تسمح بالتأمل والاستيهام الباطنى وتتبع أفكار الذات وتحليلها، بالاعتماد أحيانًا على أقل قدر ممكن من الوقائع ومفردات الحياة، فليس ثمة افتتان بالواقع هنا بل كفر به يشارف العدمية، كفر مدعوم بألعاب ذهنية بارعة وروح خفيفة مرحة، ليس ثمة ركض وراء الحبك الدرامي، حتى عند توفر إمكانياته فى بعض القصص، بقدر ما نلحظ اعتصار الدراما لصالح الوعى وتقطيره فى نظرة شديدة الخصوصية. حتى فى أقرب قصص الكتاب إلى الشكل التقليدي، المعتمدة على الموقف السريع والمفارقة الواضحة فى سطورها الأخيرة، قصة (ثغرات الخلود) مثلا، يأبى الكاتب الاستسلام التام لهذا الشكل ولا ينهى قصته إلّا بعد تسريب مُعضلة صغيرة جديرة بإرباك القارئ ودفعه إلى إعادة القراءة.

    ثمة حضور للواقع الافتراضى فى أكثر من قصة، ليس بوصفه حِلية أو موضة ما بعد حداثية، بقدر ما يكون قرينًا وبديًلا لما يُسمى بالواقع الحقيقي، يتبادلان الأماكن والأدوار كما تتبدل وجوه الناس فى القصة الأولى، (فيس بوك). تمامًا مثل الدور التى تلعبه الأحلام المتداخلة ورؤاها العجيبة فى بعض النصوص، لذلك كان طبيعيًا للغاية أن يكتب رزق معارضة لقصة بورخيس (الآخر)، وهو المأخوذ بألعاب الزمن الغامضة ومواقعنا منه. إلى جانب كل تلك الإشارات السريعة غير الوافية، يبقى فعل الكتابة حاضرًا بصورٍ متنوعة، بداية من أمثولة الرجل الذى كتب قصة قصيرة عن ماضيه البعيد فاعتبره الناس ساحرًا وأحرقوه حيًا، وليس انتهاء بإشارات واضحة إلى أعمال سابقة للكاتب مثل فيلمه القصير (إخفاء العالم)، حين يعطى صوتًا لفراش الأب الذى تم تصوير بعض مشاهد الفيلم عليه، هنا تختلط المرجعيات تمامًا، فلا يعود التفريق سهلا بين أفعال الفن والخيال وبين دقّات الواقع والزمن، هنا أيضًا تكون أفضل حالات ممدوح زرق قاصًا، إذ كلّما ابتعد عن العاطفية السهلة والمفارقات الواضحة كما فى بعض الأقاصيص الواردة فى نهاية الكتاب، استطاع أن يعقّد نسيجه ويكثف رؤاه فى جدائل محفزة على التفكير واللعب الحر، كما فى أغلب قصص هذه المجموعة المتميزة. وحتى حين تطول بعض نصوصه إلى بضع صفحات لا تفتقر إلى تلك الكثافة والروح المحلقة، ويبقى صادقًا عليها وصفه لإحدى اللحظات فى قصة (رسم الهواء): «كانت ومضة خاطفة جدًا. اختطاف عابر للنَفْس خارج الحاضر ثم استردادها فى غمضة عين».

    جريدة القاهرة

    18/8/2015

    ****

    عمر شهريار عن (مكان جيد لسلحفاة محنطة): (ممدوح رزق) يلعب بالمتاهات

    نظّم مختبر السرديات بنادي أدب قصر ثقافة المنصورة الأحد الماضي أمسية إبداعية لمناقشة المجموعة القصصية (مكان جيد لسلحفاة محنطة) للكاتب (ممدوح رزق) .. ناقش المجموعة الناقد (عمر شهريار) الذي تحدث عن أن (ممدوح رزق) قاص مراوغ، يتعامل مع الكتابة بوصفها لعباً، ويمتلك ملامح مميزة جداً لعل أهمها هو تعاطيه القوي، والعميق مع الفلسفة .. ذكر (شهريار) أن في المجموعة حضور لفكرتين رئيسيتين: (الموت)، و(الزمن)، وهما فكرتان فلسفيتان بالأساس تؤكدان تشبّع (ممدوح رزق) بالمشاريع الفلسفية لـ(هيدجر)، و(نيتشه)، و(فوكو)، و(دريدا) الأمر الذي أنتج تلك الحمولات الفلسفية، الساخرة داخل المجموعة.

    أشار (عمر شهريار) إلى أن الموت سؤال مركزي عند الكاتب حيث يطرح مفاهيم مختلفة، ومتباينة له .. (ما الموت)؛ هذا هو السؤال الذي يتناوله (ممدوح رزق) ويفككه طوال الوقت .. كأن الموت ليس فعل الغياب الجسداني فقط، وإنما موت كل شيء، وكثيراً ما قرأنا عن (موت الانسان)، و(موت النص)، و(موت المؤلف) وهذه أسئلة فلسفية يلعب بها الكاتب معنا، ويلعب بنا منذ المفتتح الرئيسي لـ (سيوران) الذي بدأ به المجموعة (تاريخ العالم هو لاشيء سوى تكرار للكوارث، بانتظار كارثة نهائية) .. سؤال زمني كأن الزمن دائماً يعيد نفسه، وأنه لاشيء جديد فيما يتعلق بالموت بشكله الفلسفي الأعمق، والمرتبط بنهاية العالم.

    ذكر (شهريار) أنه من أمارات اللعب داخل (مكان جيد لسلحفاة محنطة) قصة (ماريا نكوبولس) عن حياة البنت التي تمشي بظهرها حيث يتقاطع، ويتناقض المتن مع الهامش في مفارقة صادمة للقاريء فلا يعرف ما هو الحقيقي؛ هل هو المتن أم الهامش .. الهامش يتحوّل إلى جزء هام من لعبة السرد عند (ممدوح رزق)؛ فهو يتخطى وظيفته التعريفية، والبحثية إلى نفي، وتفكيك المتن .. ما هو الأصل: المتن أم الهامش .. فخ يجعل سؤالاً يمتد داخل المجموعة: ما هو أصل الوجود .. هل الموت، والغياب هما الأصل أم الحضور .. ما هو الأكثر جدوى: المتن أم الهامش .. تطرح قصة (المتسول) هذا التساؤل بقوة: هل نشاهد الأفلام، ونضحك، أم نناقش الواقع بجدية حيث تتداخل أحداث الفيلم مع أحداث الواقع .. متى يتبادل المتن، والهامش موقعيهما، وكيف يتم كسر غرور المتن، وتضخمه.

    تحدث (عمر شهريار) أيضاً عن أن (ممدوح رزق) يلعب بالزمن فلا نعرف أين الماضي، وأين الحاضر .. في قصة (العود الأبدي) مثلاً نجد المخاطب الموجه إليه السرد حاضراً دائماً .. كأن الراوي يسرد على الغائب تحولات الزمان، والمكان من لحظة حاضرة كأنه موجوداً رغم موته .. كأن الغياب ليس مادياً بل يمكن استحضاره عبر نتف، ومنمنمات بسيطة، وذكريات، حتى بالصور التي تم قصقصتها .. كأن هذا الغائب يمتلك حضوراً غير منته.

    تناول (شهريار) أيضاً قصة (لا شيء بعد الموت) كي يشير إلى الحضور القوي للمتاهة .. لا نعرف هل هناك طفل اصطحب الرجل إلى هذا المكان فعلاً، أم أن الرجل هو الذي اصطحب الطفل .. أيهما موجود، وأيهما ميت .. هل جميعها شخصيات ميتة تتحدث إلينا من العالم الآخر .. ذكر أيضاً أن (ممدوح رزق) ينسج شبكة عنكبوتية سردية موازية لمواقع التواصل الاجتماعي لا تعرف فيها من مع من .. من الموجود، ومن الغائب .. شبكة معقدة تعتمد على فكرة موت الجسد التي ترسخها مواقع التواصل الاجتماعي، وتقوم عليها الأسئلة التي يطرحها الكاتب: ما الموت .. هل هو فعل نهائي .. هل هو فعل نسبي .. هل الحياة حياة بحق أم حياة تكتنف، وتكتنز في داخلها الأموات، واللاحضور، والغياب .. أسئلة ما بعد الحداثة المتأثرة بـ (الوجود والزمن) عند (هيدجر)، و(مفهوم الخطاب) عند (فوكو)، و(شذرات النص) عند (دريدا).

    تحدث (شهريار) عن أن (ممدوح رزق) يبحث طوال الوقت عن ثغرات العالم، وأن الذات الساردة في كثير من قصصه هجومية .. عنيفة .. ساخرة لكنها لا تنبع من قسوة أخلاقية، وإنما من إدراك عميق لعبثية العالم بوصفه مسخرة لا تحكمها قواعد سببية .. الذات المكرهة على الوجود، والتي تعرف أن كل شيء هو عبث، وبلا روابط منطقية؛ فتحل المتاهة (الخيوط المتشابكة، والمعقدة التي لا تؤدي لبعضها بالضرورة) محل البناء السردي الممنهج .. يسخر الكاتب من المقولات الكبرى، ومن الترتيب المنطقي للعالم؛ فوجه (مجدي وهبة) لحظة قتله في فيلم (حنفي الأبهة) يحيلك إلى وجه (سلفادور دالي) في قصة Facebook .. يطرح (ممدوح رزق) دوال عائمة تحاوطها هالة من الغموض فيعطي لكل قاريء فرصته في التأويل، وفي الربط بين الفقرات حيث الاستراتيجية التي يتبعها هي التفكيك، والهدم، وبناء علاقات غير منطقية .. فقرات تبدو للوهلة الأولى غير مترابطة، ولكن تصل بينها علاقة تفكيكية ساخرة للوجوه، والبشر داخل عالم عبثي لا تحكمه روابط .. في هذه القصة ـ كما ذكر (عمر شهريار) ـ تجاوز لأفكار التشيّوء، والأنسنة، والانمساخ الكافكاوي نحو اعتبار العالم مجرد موجودات تهدم مركزية الإنسان.

    تناول الناقد كذلك تشكيل المشهدية في المجموعة، وكيفية تحويل تاريخ العلاقات الإنسانية التي كان هناك حرص على تثبيت زمنها إلى قصاصات ممزقة في ألبوم عند (جامع القمامة) الذي يبتسم أثناء تصفح ذلك المتحف، وهي ابتسامة (ممدوح رزق) نفسه الذي يمارس ذلك العبث، واللعب بخلخلة السلطة، والهامش، ويعشق العلاقات غير المنطقية، ويستمتع بالتجريب، وبتدمير مفهوم القصة بمعناها التقليدي، وبتجاوز الكتابة السائدة عن مواقع التواصل الاجتماعي حيث استفاد (ممدوح رزق) من بنية الوعي الجمالي الجديد لتلك المواقع بعيداً عن المحاكاة المعتادة

    ****

    مكان جيد لسلحفاة محنطة

    ﻛﺗب ﻟؤى ﯾﺎﺳر:

    ﺻدرت ﻋن ﺳﻠﺳﻠﺔ "ﺣروف" ﺑﺎﻟﮭﯾﺋﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻘﺻور اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ ﻓﻰ ﯾﻧﺎﯾر اﻟﻣﺎﺿﻰ ﻟﻠﻛﺎﺗب "ﻣﻣدوح رزق" ﺻﺎﺣب

    اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟﻛﺗﺎﺑﺎت اﻟرواﺋﯾﺔ واﻟﻘﺻﺻﯾﺔ آﺧرھﺎ ""ﺧﻠق اﻟﻣوﺗﻰ" و "ﻗﺑل اﻟﻘﯾﺎﻣﺔ ﺑﻘﻠﯾل

    ﻓﻰ ﻣﺟﻣوﻋﺗﮫ "ﻣﻛﺎن ﺟﯾد ﻟﺳﻠﺣﻔﺎة ﻣﺣﻧطﺔ" اﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻟﻘﺻص أﻓﻛﺎرھﺎ ﻣﻧﺗﻘﺎة ﺑﻌﻧﺎﯾﺔ واﻟﺗﻰ ﺗﺧرج ﻋن أﺣﻛﺎم

    ﻧﻣطﯾﺔ ﻟﺗﺻﻧﯾﻔﺎت اﻟﻘﺻﺔ اﻟﻘﺻﯾرة. ﻟﻛن ﻛﻣﺎ ُوﺻﻔت اﻟﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻓﺈﻧﮭﺎ "ﺗﺣﺎول ﺗﺟﺎوز اﻵﻓﺎق اﻟﻧﺻﯾﺔ" ﻟذﻟك ﻗد

    ﺗﺿﯾﻊ ﻣﻌﺎﻟم اﻟﺣﻛﻰ داﺧل ﻣﻧظوﻣﺔ اﻟﻘﺻﺔ اﻟواﺣدة - ﺑﺎﻟطﺑﻊ إذا ﻟم ﯾﻛن اﻟﻛﺎﺗب ﯾﻘﺻد ذﻟك - ﻓﺗﺧرج ﻣن اﻟﻌﺎﺋﻠﺔ

    اﻟﻘﺻﺻﯾﺔ إﻟﻰ ﻋﺑﺎءة اﻟﻧص اﻟﻣﺟرد

    ﻧﺟد ﻓﻰ اﻟﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻗﺻﺻﺎ ﻗﺻﯾرة ﻛﺎﻟطﻠﻘﺎت ﻣﺗﺄﺛرة ﺑﺎﻟروح اﻟﻌﺻرﯾﺔ اﻟﺳرﯾﻌﺔ ﻟﻣواﻗﻊ اﻟﺗواﺻل اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻰ اﻟﺗﻰ

    ﻻ ﯾﺣﺗﺎج ﻣرﺗﺎدوھﺎ إﻻ ﻟدﻓﻘﺎت ﻗﺻﺻﯾﺔ واﻣﺿﺔ ﻛﻣﺎ ﯾظﮭر أﯾﺿﺎ ذﻟك ﻓﻰ اﺧﺗﯾﺎره ﻟﺑﻌض ﻣواﺿﯾﻊ اﻟﻘﺻص ﻣﺛل

    "" ﻓﯾس ﺑوك، ﻧﮭﺎﯾﺔ اﻟﻌﺎﻟم ، ﺑﺎﻹﺻﺑﻊ اﻟﺻﻐﯾرة ﻟﻘدم أﻋﻣﻰ، اﻟﻣزرﻋﺔ اﻟﺳﻌﯾدة

    اﻟﺧﯾﺎل ﻓﻰ "اﻟﺳﻠﺣﻔﺎة اﻟﻣﺣﻧطﺔ" ﺣﺎﺿر ﺑﻘوة وﺳط اﻟﺗداﺧﻼت اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ اﻟﻣﺿطرﺑﺔ ﻧﺟده ﻣﺧﺗﻠطﺎ ﺑﺄﺑطﺎل اﻟﺳﯾﻧﻣﺎ

    اﻟﻌرﺑﯾﺔ واﻷﺟﻧﺑﯾﺔ وﺳط ﺗﻧوع اﻟﺧطوط داﺧل اﻟﻛﺗﺎب ، ﻓﺗظﮭر روح اﻻﺧﺗﻼق اﻟواﻗﻌﻰ ﺑﺑراﻋﺔ، ﺣﯾن ﯾﺣدﺛك اﻟﻛﺎﺗب

    ﻓﻰ ﺟدﯾﺔ ﻛﺎﻣﻠﺔ ﻋن ﻗﺻﺔ : ﻣﺎرﯾﺎ ﻧﻛوﺑووس ﻓﻰ ذﻛرى وﻓﺎﺗﮭﺎ وھﻰ ﻓﺗﺎة ﯾوﻧﺎﻧﯾﺔ ﻧﺎﻟت ﺷﮭرة ﻋﺎﻟﻣﯾﺔ ﺧﺎرﻗﺔ ،

    ﻓﻛﻣﺎ وﺻﻔﺗﮭﺎ اﻟﺻﺣﺎﻓﺔ ھﻰ ﺗﺳﺗطﯾﻊ أن ﺗﺳﯾر ﺑظﮭرھﺎ ﻣﺳﺎﻓﺎت ووﺳط اﻟزﺣﺎم . وﯾﺣﻛﻰ ﻋن ﺳﻔرھﺎ ﻓﻰ ﺟوﻟﺔ

    ﻋﺎﻟﻣﯾﺔ إﻟﻰ أن اﻟﺗﻘت .اﻟزﻋﯾم ﻋﺑد اﻟﻧﺎﺻر واﻟﺑﺎﺑﺎ ﺷﻧودة

    ﻛﻣﺎ ﺗظﮭر اﻟﺗﻧﺎﻗﺿﯾﺔ اﻟﺣﯾﺎﺗﯾﺔ ﻓﻰ ﻗﺻﺔ "ﺣﻛﺎﯾﺔ اﻟرﺟل اﻟذى ﻛﺗب ﻗﺻﺔ ﻗﺻﯾرة" اﻟﺗﻰ ﺗﺣﻛﻰ ﻋن ﻋﺟوز ﻗرر ﻗﺑل

    رﺣﯾﻠﮫ ﻋن اﻟدﻧﯾﺎ أن ﯾﻛﺗب ﻗﺻﺔ ﺣﯾﺎﺗﮫ ﻓﻰ أوراق وزﻋﮭﺎ ﺑﻧﻔﺳﮫ ﻋﻠﻰ أھل ﻗرﯾﺗﮫ ﻟﻛﻧﮭم ﻟم ﯾﺟدوا ﻓﻰ اﻟورق ﻏﯾر

    ﻛﻠﻣﺎت ورﻣوز ﻏﯾر ﻣﻔﮭوﻣﺔ ووﺳط ﻋﺟﺑﮭم اﻟﻣﺳﺗﻣر أﻋزى ﺷﯾﺦ اﻟﻘرﯾﺔ ﻋﻠﯾﮫ ﻛل اﻟﻣﺻﺎﺋب اﻟﺗﻰ أﻟﻣت ﺑﮭم ﻣﻧذ

    رؤﯾﺗﮫ، ﻓﯾﻘررون اﻟﺗﺧﻠص ﻣﻧﮫ ﺑﺷﻛل ﻓﺎﻧﺗﺎزى رﻏم ﻣﺎ ُﻋرف ﻋﻧﮫ طول ﺣﯾﺎﺗﮫ ﺑﯾﻧﮭم ﺑوداﻋﺗﮫ و ﺣﻛﻣﺗﮫ. أو

    اﻟﻐراﺋﺑﯾﺔ ﻓﻲ ﻗﺻﺔ "ﺳرﯾر" اﻟﺗﻰ ﻓﯾﮭﺎ ﯾروى ﺳرﯾر ﺻﻧﻊ ﻓﻰ اﻟﺧﻣﺳﯾﻧﺎت ﺳﯾرة ﺣﯾﺎﺗﮫ اﻟﻣﻘﺗﺿﺑﺔ. أو ﺣﺗﻰ ﺗﻧﺎول

    ﻓﺳﺎد اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟﺛﻘﺎﻓﻰ واﻟﻛﺗﺎﺑﻰ ﻓﻰ ﻣﺻر ﻣن ﺧﻼل ﻗﺻﺔ "ﺗﺎرﯾﺦ اﻷدب".... وﻓﻰ اﻟﻧﮭﺎﯾﺔ ﺗﺧﺗﺗم اﻟﻣﺟﻣوﻋﺔ ﺑﻘﺻص ﻗﺻﯾرة ﺟدا ﻣﻔﻌﻣﺔ ﺑﺎﻟوﺣدة واﻟﺣﻧﯾن

    ****

    "مكان جيد لسلحفاة محنطة".. ممدوح رزق والوجود الافتراضي

    1ـ نص المتعة هو الذي يضعك في حالة ضياع، ذلك الذي يُتعب، لأنه يجعل القاعدة التاريخية والثقافية والسيكولوجية ـ للقارئ ـ تترنح، ويُزعزع كذلك، ثبات أذواقه وقيمه وذكرياته، ويؤزم علاقته باللغة ... رولان بارت ـ لذة النص.

    2ـ تعدد الأصوات إن لم يكن تعدداً في الرؤية والخطاب، واقتصر فقط على ترديد ذات الرؤية وذات الخطاب بأصوات سردية مختلفة، لم يكن تعدداً، وإنما صار ترديداً فقط لصوت المؤلف.

    * * *

    قارئ (ممدوح رزق) سوف يتمتع بجانب قراءته قصصاً تعتمد على ذات فردية، والإبحار في وجودها بالمعنى الوجودي الباحث في كينونته وماهيته في هذه الحياة المهولة، ودروبها العجائبية والغريبة عن الإحاطة، من خلال موقف درامي طازج يحسب للكاتب أنه له وحده، ولا شبيه له في كتاب قصصنا في الوقت المعاصر، سيحصل قارئه على كم من المعرفة، الفلسفية والتاريخية والجغرافية، والسينمائية، والفن التشكيلي أيضاً، إلى جانب مخاطبة قدرته على استيعاب التكنولوجيا الحديثة خاصة ثورة الاتصالات، على الإجمال تقوم قصصه على لعبة (الافتراضية) وكأن الحياة التي يوجد فيها هذا القاريء هي افتراضية محضة، فلا يقين على أنها حياة يمكنك فيها أن تصنع تاريخاً متراكماً، وتدعي الفخر به، كل شيء فيها غير ممسوك في قبضتك لأن الموت يلاحق هذا التاريخ، فلا تركن إلا إلى النسيان في تعاقب فصول هذا التاريخ.

    يلف كل ذلك روح ساخرة تمكننا نحن القراء من عدم السقوط في القنوط، ولكنها مع ذلك تبعدنا عن الوهم .. الوهم بأي شيء يمكنه إبعادنا عن تلك النقطة المركزية.

    في قصة (فيس بوك) أولى قصص المجموعة تذكرت على الفور نصاً شعرياً لـ (ممدوح رزق) كنت قد قرأته في أحد تلك المواقع التي تقدم نصوصاً قصصية وشعرية، والنص الشعري كان يحكي عن هذه الحياة الوهمية ـ وهي حقيقية في ذات الوقت ـ عبر الهوتميل تجري المحادثة بين أحدهم في مصر، وبين إحداهن في بلد خليجي، وتصبح أكاذيب الاثنين هي الحياة، والكاتب يدلنا على هذه الخدعة عبر كتابة تقول الحقيقة المجردة، وهي أن الفتاة سوف تموت بمرض عضال، وأن الشاب لديه مشاكل اجتماعية، ولكن الكذب يمكن له أن ينشيء حياة طالما كانت الافتراضية هي ما نعيشه، أما قصة (فيس بوك) فهي قائمة على الاستدعاء، فمن الأفلام يستدعي ضمير المتكلم ـ المولع به (ممدوح) فمعظم قصصه بهذا الضمير ـ بعض مشاهد من أفلام معينة يُفترض بالقاريء أن يكون قد شاهدها، المقصود منها التأثير الذي يُحدثه المعادل الموضوعي في كتابات أخرى لكتّاب آخرين، وهذه إحدى التقنيات التي يجيدها كاتبنا ويقيم عالمه من خلالها .. الخيبة تلاحق بطل النص ولا ينفعه تذكره لكل هذه المشاهد السينمائية، وكأنها تزيد هذه الخيبة بحدة التناقض بين المعرفة وبين السلوك.

    في قصة (ماريا نكوبولس) تواجهنا هذه الموهبة الطبيعية وعلاقتها بالمنطق البيولوجي والحضاري على حد سواء، والفرضية في النص تتبعها فرضيات أخرى طريفة، أهم ما في النص التزييل بهوامش تزيد من حدة السخرية من موقف الناس تجاه الشيء المخالف للعادي أو المتصالح معه، في هذه النقطة تتحرك نوازع البشر إلى المقاومة، وما المقاومة إلا نوعاً من الحماقة البشرية، ولذلك تتسع الهوة في جوهر الوجود الإنساني ذاته، حيث محاولة تأجيل ما لا يُؤجل في قصة (أشياء الزمن)، ومع ذلك فهذا الوجود دائماً ما يوجد فيه قوة دافعة ذاتية على الاستمرار، وما ظهور الأسنان في فم طفل الراوي إلا استمراراً للحياة بقوانينها، في الخلفية 25 يناير تعبيراً تم اقتناصه لاستمرارية هذا التوالد من رحم العدمية التي تُشكل روح الموقف الوجودي.

    يمكننا القول إن القصة عند (ممدوح رزق) هي ساحة تعبيرية عن الهوية، يلجأ دائماً إلى ما يشبه التقرير للبحث النفسي وعبر النوستالجيا والواقع أيضاً، ويتلمس في تقريره بشتى المعارف والقراءات التاريخية والطبية والكشوف الجغرافية والمرضية كل ذلك في إسلوب كتابة لا فصل فيه بينه وبين القاريء، وكأنه يكتب عند نقطة معينة من حديث يدور بينهما، وها هو يكمله، مزيحاً تلك المسافة التقليدية بينه وبين القاريء، ربما في بعض الأحيان تطغى معرفية الكاتب، فهي تقوده دوماً.

    في قصة (هومر سيمبسون) نفس المنحى الافتراضي، ولكننا هنا مع اتساع عين الكاميرا واللجوء إلى شخصيات من فرط افتراضيتها تقع في وهم واقعي لوجودها، من نتاج كتّاب سابقين وسيناريستات آخرين، شخصيات كارتونية يستدعيها الراوي وكأنه يدفع نفسه دفعاً لأن يكون افتراضياً، وتسقط كل دعاوي التشبث بفكرة ما في حياة يعتبرها رحلة تشبه الفيلم الكارتوني، وليس من الحكمة أن ننغلق على ثبات الفكرة في وجودنا، فلا شيء يمكن أن يكون أبدياً يُعلق على حائط الحياة ويظل له من الوجاهة والمنطقية حضوراً فاعلاً في الحيوات الأخرى.

    يستكمل الكاتب كل ذلك في نصه (ثغرات الخلود) بلا تورية مع هذه المفارقة (غير الفارقة) ولكنها تكمل صورة الفقد أمام سير الحياة وتغيرها وتبدلها وتحولها، وتبدو تلك الحيلة النفسية للاحتفاظ بذكرى شيء ما حالة عبثية كاملة الجوانب.

    في قصة (رسم الهواء) يكون أكثر وضوحاً وتجلياً، وما تلك العبارة الأخيرة إلا ضربة على الصدغ (هل فهمت الآن ماذا تعني محاولة استعادة الماضي؟!).

    في قصة (المرض) كتابة وجودية بامتياز حيث نرى معنى أن يمرض الجسد، وحالة الاندماج الجسدي والنفسي والعصبي معاً في كتلة واحدة يتمنى الإنسان لحظتها أن يكون نموذجاً لا يصيبه العطب، لحظات الصحة هي المؤامرة الصامتة لانهيار آت، وكأن المرض هو الهزيمة المعلنة بينما الصحة هي الهزيمة الأشد خطراً، وآليات القص هنا لا تخرج عما اعتاده (ممدوح) من اقتناص اللحظة والشغل عليها بطريقته الهادئة التي تعتمد تراكماً يعتمد على الزمن النفسي دون أية مفاجآت خارج حدود اللحظة المكتوب فيها وعنها.

    في قصة (تخفيف العمى) الذي يخفف العمى هو العمى نفسه، يقدم الكاتب أو الراوي أو الضمير الذي يكتب به النص مفهموماً آخر يُضاف لما سبق عن التعلق الواهي بأشياء ربما تكون صغيرة ولكنها جوهرية لمن يتعلق بها، إلى جانب تلك المفارقة داخل المفارقة في النهاية فضمير الأنا وربما كان الآخر، وهذه لعبة ـ كما أوضحنا سابقاً ـ يجيدها (ممدوح رزق) بامتياز في كافة نصوص (مكان جيد لسلحفاة محنطة) .. والعنوان أي عنوان المجموعة لم يرد كنص في المجموعة، ولكنه لافت من وجهة نظر النصوص هو تعبير عن نظرة للحياة وعلاقات هذا الكائن الإنساني الذي ينظر إليه على أنه سيد هذا الكون وهو في الحقيقة أضعف مما هو متوقع شبيه بسلحفاة محنطة .. نظرة (ممدوح) نظرة ساخرة ومريرة، ولكنا يمكننا الاقتناع بها، ولا نملك إلا الموافقة.

    في قصة (عيد الأم) تمضي تلك النظرة القريبة من العدمية من خلال التفكير المسبق لما سوف تحل عليه الحبيبة بتغير ملامح الجسد وعوامل الزمن ورغم الحب والمعايشة، الهروب من مجرد سماع أغنية فايزة أحمد عن الأم هو قمة تلك النظرة التشاؤمية نحو عاديات الزمن.

    في قصة (وردة) تدوير الحياة ـ وممدوح له قصة في نفس المجموعة بذات العنوان ـ تدوير الحياة رغم كل ما بها لمحاولة جعلها مقبولة وميسرة للمضي فيها.

    في قصة (لا شيء بعد الموت) رغم صدمة العنوان، والإيحاء بما سوف يأتي بعده، إلا أن (ممدوح رزق) يفاجيء القاريء بشيء آخر هو رحلة الإنسان العجوز عندما يواجه العدم من حوله في مقابل ما تعيه الذاكرة والتي يمكنها أن تمشي على الأرض وتحيا، فتكون رحلة ما بين العجز الآن، والطفل الذي كان، أي أن الحياة تسير في طريق واحدة لا مناص من مسايرتها.

    في قصة (حكاية الرجل الذي كتب قصة قصيرة) بساطة وعمق، بساطة التناول من حيث التكنيك الذي شابه الحكاية وطريقتها في الإعلان عن وقائعها ببساطة تمتزج بشيء من السخرية، وعمق الدلالة في هذا المختلف الذي يؤثر الحياة بلا تساؤل أو تأويل ولا مناقشة.

    في قصة (نهاية العالم) نهاية العالم الحقيقية تبدأ في نهاية القصة ذلك الفعل المجنون العدمي، غير المبرر ـ من داخل النص ذاته ـ والمبرر مع ذلك بعد رحلة القراءة في نصوص (ممدوح)، نستطيع أن نقول إنه غير معني بالمغامرة اللغوية، ولكنه يسير بشكل واضح إلى المفارقة، مما يجعلنا نعيد النظر في كل ما سبق قراءته، فالكتابة عنده كتابة خادعة، لا يمكنك أن تقبض على الدلالة وترتاح إلى نتائجها من أول مرة.

    في قصة (حاسة الانتقام) لاحظ أنه استعمل تعبير حاسة ولم يستعمل تعبير طبع مثلاً، لأن فعلا الانتقام تصوري، لا يتقدم ليكون فعلاً له وجود إلا في داخل الراوي تجاه البنت، ليصبح الفعل خارج الراوي، لأنه الزمن وما يفعله في الإنسان، وليست مؤامرة الراوي إلا نوعاً من التشفي أمام تجليات الزمن.

    في قصة (إعادة التدوير) قصة قصيرة جداً، وفي نفس الإطار السابق، لكن هنا الزوجة ترضخ لمؤامرات الزوج طوال حياتهما الزوجية، ثم تكتمل الرؤية في استمرارية هذا الوضع في قابل الأيام عبر الطفلة، وما ضحكتها في نهاية القصة إلا نوعاً من الرضوخ لنفس المصير.

    في قصة (جامع القمامة) وهي تحمل كل ما في القصة القصيرة جداً من إشكاليات، فهي تعتمد في العموم على وجود مفارقة تنهي القص، إما أن تكون هذه المفارقة حاملة ـ مع مفاجأتها للقاريء، لابد أن تحمل قوة الامتداد إلى شتى التأويلات والمجازات وتعدد الرؤى، جاءت النهاية بها متوقعة نسجت من نفس نسيج ما سبقها.

    إلى هنا نكتفي من 29عنواناً، ويمكننا أن نجمل ما وصل إلينا عبر وعينا بلا أدنى غرور من جانبنا، ولكن علينا أن نستحضر مقولة (بارت) التي بدأت بها، والذي قال عن (ممدوح رزق) وهذه المجموعة أنه يلعب بالمتاهات صحيح القول، ونوافقه عليه، كما أن الموت حاضر بكثرة ومطروحاً في أكثر قصصها، والزمن كمعيار وجود للكائنات بما فيهم الإنسان بالطبع، وأن هناك لعبة تدور من جانب الكاتب بمراوغة مفرحة، ولعل ذلك يجعلنا نفهم لماذا كانت معظم النصوص مكتوبة من خلال فرد، ذات، وحركتها في هذا العالم ومواجهته أحياناً بانكسار ورضوخ، وأحياناً بالثورة عليه ولكنها ثورة لا تُشكل حلاً وإنما تزيد من حدة مواجهة الذات وانسحابها داخلياً، تراكم مشكلاتها، قلنا أن (ممدوح) يتسلح بمعرفة واسعة، ولكنه في بعض الأحيان يقحمها في نصوصه، اللغة لديه لغة حيادية في الغالب، أي أنها لا تلجأ إلى المجازية أو التفاصح، ولكنه يستخدمها استخدام الوسيلة لا الغاية، (ممدوح رزق) يواجهك بتجريبيته، والنظر إلى ما تم إنجازه من كتابات سابقة عليه أو حالية بكسر المعتاد وتلك الروشتة الجاهزة عن الكتابة، مثيراً أسئلة كبيرة عن أصل الوجود، وهي أفكار لا تشغل حيزاً كبيراً في إبداع كتّابنا، (ممدوح رزق) عندما تقرأ نصوصه تصير في حالة شك دائم مما يجري حولك أو مما سبق من معلوم بالضرورة لديك، يُصدر إليك قلقاً، وفي اعتقادي أن هذا النوع من الكتابة هو ابن لعالمنا القائم على العلم والنقد، أو هكذا ينبغي أن يكون ونكون نحن.

    محسن يونس

    ****

    Facebook Twitter Link .
    1 يوافقون
    اضف تعليق
المؤلف
كل المؤلفون