أسطورة الجاثوم: سلسلة ما وراء الطبيعة 29

يستحق الجزء الثاني من حكاية "أسطورة آخر الليل" على العلامة الكاملة لنوبات الأدرينالين التي شعرت بها أثناء القراءة! فهذا الجزء أفضل بكثير من جزئه الأول اذ تكتمل الحكاية بشكل صادم وغير متوقع.

الجاثوم ذلك الكابوس الذي يطبق عليك في آخر الليل في ساعة الذئب حين تثقل الجفون وتبدأ بالتأرجح بين الصحو والحلم، حين لن تنفع أكواب القهوة في طرد شبح النوم حيث ينتظرك هناك في كل ليلة خلف الباب الموارب... أسوأ كوابيسك... ولا تنسى أن تحضر معك من هناك ذكرى لتخليد اللحظة التي ستنطلق منها في الليلة التالية :D

تخيل معي أنك في احدى الليالي لا تكتفي بالعودة من هناك بل تترك ذلك الباب المغلق مفتوحاً... نعم أيها الأحمق لقد تركت باب الحلم مفتوحاً ليتسلل الى عالمك الحقيقي... وأُأَكد لك أنك لن تستطيع تخيل ما يمكن أن تنتهي عليه هذه الحكاية!!

أنصح بشدة أن تُقرأ هذه السلسة ليلاً... مواهاهاها....

هل كانت مرعبة ؟ .. لا أدرى ولكنها كفيلة بان تجعلنى انام اليوم دون اغلاق باب غرفتى .. هذا لم يحدث منذ فترة طويلة D:

"لكن زمن تلقي الحنان قد ولى.. علي أن أعاني كُل شيء وحدي.. علي أن أقف وحيداً في العواصف كجدار -بل تصور هذا- أنا مُطالب بأن أعطي الحنان والحماية للآخرين.."

نُكمل قصتنا.. فعندما يحاول بطلنا (هـ) مُغادرة القصر.. يجد أن السيارة مُعطلة.. وسيظل حبيس القصر هو ورفاقه حتى الصباح.. لنعيش في أجواء كابوسية مُرعبة مع ظلال القصر وجاثومه.. والكثير من الأسرار التي تُقال لأول مرة.

لنكتشف أن الأمر أكبر من مُجرد كوابيس.. الأمر مُرتبط بعهد قديم.. من أيام المماليك.. عهد ربط بطلنا بقدره.. قدره الذي حاول أن يهرب منه ولكنه فهم وعرف أن لا أحد يستطيع الهروب من القدر.

بقدر ما كانت قصتنا مُرعبة وحابسة للأنفاس.. فقد كانت مآسأوية لبطلنا.. فتقريباً -وإن لم تخونني الذاكرة- فهذه أول قصة في السلسلة التي ينتصر فيها الشر على الخير.. إنتصاراً واضحاً صريحاً.

فكل تلك الظروف والعوامل والكوابيس التي حولت (هـ) لم تكن هينة أبداً.. ورُبما كان لا يتوقع أن يصل به الحال إلى ذلك.. رُبما كان يتوقع بكل بساطة أن يموت أو حتى ينجو ويعيش داخل كوابيسه للأبد.. ولكني كما ذكرت.. الأمر أكبر من ذلك بكثير.

أسطورة (الجاثوم) من أفضل ما قرأت في السلسلة.. بجزئها الأول الرائع أسطورة (آخر الليل).. والجزء الثاني الأكثر من رائع.. بتفاصيله وأحداثه وربطها معاً.. بكل تأكيد أسطورة تستحق الـخمسة نجوم.

أحبائي

الزميل الصديق الأديب الكبير أحمد خالد توفيق

عمل جيد