يالو هي حكاية شاب تربى على يد والدته و والدها -الذي كانت تريد ابنها أن يصبح كوهنو مثله-إلا أن يالو الصغير كان لاهثاً وراء الرغبات و الخطايا وقد تشرب حبهن من رفاق السوء المحيطين به ، وحاول الكاتب أن يتطرق إلى وحدة الديانتين المسيحية و الإسلام ، و أن يعرض للقارئ كيف يتسلل الدنس إلى الروح البيضاء و ما بعد الذنب من عقاب دنيوي يسلطه الله على من عصاه ، ويالو هو رمز الشاب اللبناني المسيحي -أو المسلم - الذي ضل طريقه بعيداً عن ربه ، وكيف أن حبه للنساء و علاقاته المتعددة وغير الشرعية أودت به إلى جحيم السجن و التعذيب -و إن كانت التهمة كاذبة - ويتضح في الصفحات نائماً بين السطور غرور النفس البشرية و لهاثه وراء الشهوات والملذات حتى يتوصل بالإنسان أحياناً إلى الاضطراب النفسي ولست أدري أيظهر هذا جلياً في غابي بعقدتها مع المرآة التي كان حبيبها صاحب المشغل يسحبها إليها بعد كل لقاء ويقنعها بجمالها الذي يزداد بعد ممارسة الحب معه ، أم في مدام رندة التي كانت تستغل الحارس الشاب جسدياً وتخون زوجها معه ، أم شيرين المتأرجحة في لقاءاتها و قراراتها و علاقاتها و مشاعرها ، أم في الكوهنو الذي يُكثر الحديث عن الدين وشخصيته الغامضة التي لم يتطرق الكاتب إلى ذنوبه ، والعديد من الشخصيات الثانوية و حتى يالو نفسه !
لكن يعيب الرواية التطرق الكثير إلى الجنس بشكل يثير القشعريرة في روح القارئ ، كما يدعو إلى الملل لكثرة التركيز عليه .