" المخيم رمز النضال" ، " مخيمنا مربع عودتنا"، " أرى وطني من بوابة المخيم"، ....
كله كذب، كلها شعارات أطلقها تجار الأوطان لخنق الفلسطيني و الصاق تهمة "لاجئ" في ماضيه و حاضره و مستقبله و لقمة الذل التي يطعمها لأبنائه. ملعون أبو هيك وطن اذا كنت لن أراه سوى من بوابة مخيم أعيش فيه الذل و الأهانة و امتهان الكرامة الأنسانية صباح مساء على أيدي ذوي القربى.
يبحر أبراهيم نصر الله في أحد ملاحم اللجوء و تفاصيل الحياة في المخيم بعد النكبة و الصعوبات التي عاناها - و ما زال يعانيها في أماكن كثيرة- اللاجئ الفبسطيني في صعوبة أيجاد أساسيات الحياة من مسكن و ملبس و مأكل و مشرب في حياة لا تشبه الحياة كثيرا عن طريق اسقاطات روائية جميلة و تشبيهات من حياة الطيور و مفهومها للحرية و القفص و ما الى ذلك و اسقاطها على حياة البشر في المخيم.
الرواية جميلة و فيها أفكار قيّمة و صعبة لا يقدر عليها الّا روائي متمرس.
ملاحظاتي على الرواية:
- هناك تفاصيل كثيرة مهمة في حياة المخيم تغاضى عنها الكاتب لخدمة الفكرة الأدبية التي انتهجها في تشبيه الطيور بالبشر، و كنت أحبذ لو أنه استطاع الخوض في التفاصيل أكثر لما في ذلك من أهمية توثيقية في تاريخ النضال الفلسطيني.
- التوجه لأقحام الجنس في كل رواية عربية شيء منفر، لا أظن أن القصص التي اختلقها الكاتب واقعية بأي حال من الأحوال لأن مجتمع المخيم متشدد جدا - اجتماعيا و ليس دينيا- فالفتاة هناك قد تكفر بالله جهرا دون رادع و لكنها لن تجرأ على ممارسة الجنس في حمام عمومي في المخيم! لا أدري ما الهدف من أقحام هذه المشاهد الخيالية في رواية من هذا النوع.