لأوّل مرّة تفعلُ بي " رواية " كالذي فعلته هذه ..
مخيفة إلى أبعد حد !!
تصف الرواية الواقع الاجتماعي القروي المخيف الذي عاشه الكاتب في قرية القنفذة في المملكة العربية السعودية في السبعينات من القرن الماضي ..
محمّد حمّاد .. أستاذٌ دفعته النكبة وَ الفقر إلى النزوح عن وطنه لتبدأ معاناته مع اغتراب الروح وَ وحشة المكان .. لتنشطرَ شخصيّته بين ذاتين وبين أرضين،
هذه المعاناة المؤلمة الناتجة عن الانفصال الفعلي للأستاذ محمد عن وطنه تولد لديه إحساسا بفقدان المواطنة في المكان الآخر الذي يتحول إلى منفى، بل إلى فضاء للموت.
وكلما حاصرته قسوة أراضي اللجوء الجرداء تبين له استحالة الانعتاق، فيقع في شراك الموت النفسي، وهذا الانفصال هو دليل اختفاء هويتة المطموسة وتجسيد حالة الموت في الحياة.
ومن ثمّ تبدأ شخصيّته بالذوبان في ذلك الوجود الذي وجد نفسه فيه .. وَ عبثاً حاول الخلاص
.
.
مليئة بالرموز من ألفها إلى يائها .. حتى إنّني كلما قلتُ بدأتُ بفهمها أجدني بعيدةً كلّ البعد عن ذلك ..