اقتباسات خالدة سعيد

هل الحب إلا شرخ وانشقاق الذات على ذاتها أو تعدد محاورها؟

أفق الحداثة هو أفقٌ مفتوح يستقبل الأسئلة والتحليل والنقض. فلا نهائيات، بل رؤى واحتمالات. من هنا التعارض بين الحداثة والعقائد التي ترفع الحدود الصارمة أمام الأسئلة والتصوّرات".

في هذا النصّ، ينزل المقدَّسُ إلى التجربة، يحضر التاريخُ في اليوميّ، ينهضُ اليوميّ إلى المتعالي؛ كأنّ هذا النصّ رحلةٌ في الجرح فانبثاق من اللجّ كمن اخترق عاصفةً سحريَّة وخرج منها بتجربة لا تُترجَم ولا توصف؛ تجربة بلا عبرة غير خسران اليقين بالسكون والثبات".

دائما كان الشعر بناء للرؤية، مسرحًا لظهور الخفي وإشاراته، بناء للقول الفائض عن نفسه، وحتى للقول الذي يدحض نفسه

كل عمل فني مبدع هو، في آن واحد، صرخة جرح وردم غياب. كل عمل فني هو لغة تداوي النقصان

أليست كل ولادة استئنافًا لجرح الإنسانية الأول؟

فما ان يحاول الشاعر رسم خطوط هذه الحياة العديدة الرجراجة الحلمية وعالمها، حتى يفارق الطرق ويسافر في التحولات وفي معارج دروب تتداخل فيها أخيلة الذات والذوات

إن "مفرد بصيغة الجمع" نص يضيع الحدود، ليس بين المفرد والجمع، الآني والمطلق، فحسب، بل أيضًا بين الذاتي والتاريخي، الخاص والعام، الحاضر والماضي، المتحقق والمتخيل.

القصيدة سلسلة اختراقات وغرابات وانشقاقات

النص متحرر من التعليم ومن أي إضاءة من خارج التجربة. لا رسالة ولا تعليم رغم حضور صياغات تشبه الحكمة. مجرد حريق أعماق

كانت لغة محمود درويش لغة التوكيد، وكان نشيده تمجيدًا أو حنينًا، أي استعادة لعناصر الحياة، وتقديسًا لعناصر عالمه المهدد المجروح

إن بعض الأعمال التي تشكل علامات فارقة في تاريخ الحداثة العربية المعاصرة تبدو، لدى التحليل، وفي أهم أبعادها، رسمًا للهوية المتصدعة الممزقة بين عالمين، يمكن أن نذكر "ثلاثية" نجيب محفوظ مثلًا أو أغاني مهيار الدمشقي لأدونيس وقنديل أم هاشم ليحيى حقي، وموسم الهجرة إلى الشمال للطيب صالح...

تحفل الأعمال الحديثة بالنماذج الأبوية الساقطة والآلهة الممسوخة والأبناء الملعونين والشخوص الممزقة أو المنفصمة والمسكونة المزدوجة أو المغيبة

هل ينفصل تصور الذات الكاملة عن تصور عالم مكتمل ومعرفة للكون ومعانيه مكتملة مختومة

إن أفق الحداثة هو أفق مفتوح، يستقبل الأسئلة والتحليل والنقض

الحداثة هي وعي هذا الانزياح. هي اهتزاز الوعي بالعالم، والانتقال من صورة ثابتة نهائية للكون، وغائية أو مجردة غيبية، إلى كون متحرك متحول، وموضوع اكتشاف دائم، أو مشروع دائم للاكتشاف، قابل لأن يعيه الإنسان وأن يتحرك في ضوء مقوماته. وهو ما يعني التساؤل حول هذا الكون وتجديد الأسئلة والتماس الأجوبة بلا توقف

مهما تساءلنا هل الإنسان لا يزال غاية الكون، فلا بد من إدراك أنه الوحيد حتى الآن، الذي يتمثل أو يستوعب الكل الحاضر ويتخيل الماضي أو يحاكمه، ويستشرف التحولات الآتية، الممكن منها وغير الممكن.

أولى مراتب القراءة هي قبول ضيافة الآخر والدخول في فضائه أو عالمه

النصوص العظيمة، وبينها النصوص الفنية، قديمها وحديثها، تستدعي التأويل. فنحن لا نقترب من هذه النصوص وأسرارها البعيدة بقراءة حرفية تقليدية، بل تأويلية

نحن نقرأ ونلتمس الرسائل. نسأل وننتظر التيه. ما الذي نطلب غير الأسرار؟ لأننا مفطورون على المساءلة والمجازفة والتوقع، على اتخيل والافتراض. أما المعرفة المختومة فلا تحرض الشوق أو تحرك البواطن ولا تطلب السفر