قشتمر > مراجعات رواية قشتمر > مراجعة Rudina K Yasin

قشتمر - نجيب محفوظ
تحميل الكتاب

قشتمر

تأليف (تأليف) 4
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
5

رقم ثلاث واربعون/ 2024

قشتمر

نجيب محفوظ

تطبيق ابجد

كما كانت الحاره المصريه هي عشق نجيب محفوظ الاول ،، و التي كانت اللبنة الاساسيه التي بنى عليها معظم رواياته ،، فإن العشق الثاني كان عند محفوظ هي المقاهي من منا لا يعشق المقاهي ،، و لأهمية المقهى في حياه نجيب فقد منح احدى روايته اسم مقهى حي العباسيه الشهير ( قشتمر )

هذا المكان الذي جعله بمثابة بيت روحي يجتمع فيه الاصدقاء الخمسه ابناء العباسيه ،،الذين كان اثنان منهم من العباسية الشرقية حيث السرايات و الاغنياء ،،،واثنان من العباسية الغربية حيث سكن الفقراءُ و المنازلَ العشوائيه ،،والخامس الراوي من العباسية الغربية …..خمسه من الاصدقاء جمعهم نجيب على أسمى العلاقات الإنسانية؛ وهي الصداقه ،،على الرغم من اختلاف طبقاتهم الاجتماعية، ووضعِهم المادي، وآرائهم الفكرية…

و استطاع نجيب بمهاره أن يجعل من حواراتهم و لقاءاتهم في قشتمر مرآة لكثير من التغيُّراتِ والتفاصيل الاجتماعية و الفكريه للمجتمع المصري خلال تلك الفتره و ما بعدها .

قشتمر ذاك المقهى الذي جمع الاصدقاء بتجانس روحي وهبهم الصمود امام تحديات الزمن و الاحداث ،، و تجلّت به الصداقه بأبهى معانيها

التقوا فيه منذ الطفولة اليانعه وحتى الشيخوخة المُتعَبه، بل حتى الموت ""وتتابعت الحوادث كالأحلام, فرحل الملك والإقطاع والألقاب, وبرز الفقراء والضائعون من القاع فتربعوا على العرش, وأصبح كل مستحيل ممكناً""

‫"" زلزلت الأرض بغتة ولا تريد أن تسكت تدفقت العواطف إلى قلوبنا لتخلقنا خلقًا جديدًا اجتاح الحماس صادق وإسماعيل وحمادة، وطاهر لم يخلُ أيضًا من حماس المنشورات توزع فتُؤجِّج النيران المشتعلة وحدث في حيِّنا حدث عظيم يوم اعتُقل يسري باشا""‬‬

تدور أحداث رواية قشتمر للكاتب المصري نجيب محفوظ في حيّ العباسية القديم في الفترة ما بين عام 1910 وحتى 1980، من اصدار دار الشروق المصرية 2006 بعدد 180 صفحةتتمحور الرواية حول خمسة شخصيات من فئات طبقية مختلفة جمعتهم صداقة قوية دامت أكثر من سبعين عامًا، أربعة شخصيات ذُكِر أصلها وتابعنا تفصيلات حياتها مع تقدُّم الرواية، وشخصية خامسة مجهولة يتلخَّص دورها في رواية الأحداث على لسانها فقط. ، وهي هي آخر رواية أصدرها الأديب المصري نجيب محفوظ في عام 1988، حيث أنه لم يكتب بعد هذه الرواية أبدا في هذا المجال، والسبب في ذلك هو تعرضه للطعن في رقبته، وهو الأمر الذي صعّب عليه عملية الكتابة وإمساك القلم.

قشتمر هو مقهى في حي العباسية كان الأصدقاء يجتمعون فيه بشكل دائم، فيضحكون ويلعبون ويتبادلون الهموم والمواجع، ويقترح بعضهم بعض الحلول لتلك المشاكل التي يواجهونها , قشتمر هي حياة بأكملها، سبعون عاماً في حياة الأصدقاء الأربعة، ونافذه مطلة على مصر واحداث مصر على مدار الأعوام المتتالية. من النواحي الثقافية والفلسفية .فهي من النوع الاجتماعي الصِرف، بل إنها تتوغل في شوارع حيّ العباسية وتنقل لنا تفصيلات الحياة اليومية والروتينية للأبطال، بدءًا من مرحلة الطفولة وأحلامها غير المكتملة المعالم والنظرة السطحية للأمور، مرورًا بمرحلة المراهقة التي بدأ فيها الأبطال تكوين آرائهم السياسية خصوصًا مع اشتعال الساحة بأحداث مهمة كثورة 1919، وتلك الفترة تحديدًا التي وُلدت خلالها علاقتهم الوطيدة بمقهى “قشتمر” الذي أصبحوا روّاده فيما بعد، ثم مرحلة الشباب واختيار كلٌ منهم طريقه الدراسي والعملي وميلهم واحدًا تلو الآخر نحو خطوة الزواج وتكوين أسرة، ووصولًا إلى مرحلة الشيخوخة وما يرافقها من تغيرات في العقل والجسد معًا. كل هذا يتابعه الكاتب بالوصف والسرد إلى حد الإملال والضيق من كل تلك الرتابة والروتينية؛ لا يوجد حدث واحد غير عادي أو غير متوقع مثلًا، الرواية كلها عبارة عن متابعة لحياة عادية بالسرد.

تسير الرواية على الصعيد الاجتماعي والسياسي جنبًا إلى جنب، حيث تستعرض الأحداث من خلال حديث الاصدفاء التي وقعت في تلك الفترة كالثورة والحربين العالميتين وحرب فلسطين والنكسة ونصر أكتوبر وعصر الانفتاح ولكن من وجهة نظر شخصيات الرواية التي تعبر كلٌ منها عن شريحة من المجتمع المصري آنذاك، ورغم اختلاف الأبطال الخمس في الطباع والانتماءات وطريقة الحياة إلا إنهم تمكَّنوا من تخطي ذلك كله إلى صداقة صافية وثابتة كثبات قشتمر رغم التحول الضخم لكل شيءٍ حولهم بحيث غطت كل مراحل العمر

تعتبر رواية قشتمر من الروايات صغيرة الحجم مقارنة بغيرها من روايات الكاتب حيث أن محفوظ في هذه الرواية يتطرق للحديث عن مجموعة من الرجال هم أبطال هذه الرواية وهم صادق صفوان، حماده الحلواني، طاهر عبيد الأرملاوي وإسماعيل قدري، فكل من هؤلاء الرجال تربطه بالآخر علاقة صداقة ومحبة قوية وصلت في بعض مراحل الرواية إلى مرتبة الأخوة، فكثير من الأحداث والمغامرات التي يمر فيها كل من هؤلاء الرجال الأربعة تؤكد وتثبت أن لكل منهم له أهميته في الحياة وأنه قادر على فعل شيء لأصدقائه حتى لو كان بسيطا، فالخوف والرهبة والتراجع ليس من صفات وخصال أي منهم، وهذا الأمر هو ما جعل من علاقتهم مع بعض تصبح قوية ومتينة لا يمكن اختراقها أو المساس فيها.

نشأت هذه الصداقة التي ربطت كل من هؤلاء الرجال منذ الصغر، حيث كانوا يعيشون في نفس الحي والشارع، وكانوا يذهبون مع بعضهم البعض إلى المدرسة وطول فترة المرحلة المدرسية، فكان حي العباسية هو الحي الذي جمعهم وعاشوا فيه أجمل ذكرياتهم السعيدة، ومع هذا فإن كل من هؤلاء الأصدقاء له صفات وخصال تختلف عن أصدقائه الآخرين، حيث أن صادق صفوان شاب خلوق لطيف ومهذب وملتزم بقوانين الشريعة الإسلامية ولا يحيد عنها أبدا، فتجده محافظ على الصلاة والصيام وأركان الإسلام المختلفة ويشجع الآخرين على الالتزام بها، وأما حمادة الحلواني فهو يعيش في ظل أسرة غنية لديها كل ما تحتاجه، ومع هذا فإنه شخص متقلب المزاج يميل إلى حب القراءة.

وأما طاهر عبيد الأرملاوي فقد كان مغرما بالشعر وذو قاعدة جماهيرية وأيضا كان ينتمي إلى أسرة غنية عملت على توفير كل سبل الراحة والشهرة له، وأما إسماعيل قدري فكان على العكس من أصدقائه فيما يخص الحالة المادية، فقد كان ينتمي لأسرة فقيرة، وما زاد من عبء الحياة على كاهله هو موت والده الذي طالما كان يرغب في أن يكمل دراسة الأدب، فيلجأ إلى تحقيق حلم والده بالرغم من أنه طالما كان يرغب بدراسة شيء آخر، وهكذا تدور أحداث هذه الرواية ما بين الشد والجذب بين أبطالها لتظهر لنا أن الحياة والدنيا لا تعطي دائما كل ما يرغب فيه الإنسان، فقد يتحقق للغني ما يطمع به الفقير، وقد يتحقق للفقير ما يأمل الغني في الوصول إليه.

Facebook Twitter Link .
0 يوافقون
اضف تعليق