إني أتفهم كون الكتاب مصدر خوف و ممنوعا في الوسط العربي ، ففي مجمل الدول العربية يتم تجميل الواقع و اخفائه للمتابع الخارجي لكن ما خفي كان أعظم. كما أعيب على الكاتب المعجزة محمد شكري نظرا لكونه بدأ تعلم الكتابة و القراءة في سن العشرين فقط و مع ذلك استطاع التعبير بفصاحة و حس أدبي لا مثيل له ، أعيب عليه تمجيده للرذيلة و التدقيق و الإفراط في وصفها ، حيث أنك حين تقرأ الكتاب قد توقظ غرائزك الدفينة وقد تنجرف بك الأهواء و تغمرك أحاسيس شهوانية و تنسى جوهر القراءة الحقيقي وهو تثقيف و تهذيب النفس ،غير ذلك فالكتاب يسافر بك إلى أعماق المجتمع السفلي العربي عامة و المغاربي خاصة و ترى من خلاله وطأة الاستمار و البلطجة التي تعيش فيها الطبقات الكادحة في هذه المجتمعات.