١٠ دقائق و٣٨ ثانية في هذا العالم الغريب > مراجعات رواية ١٠ دقائق و٣٨ ثانية في هذا العالم الغريب > مراجعة Soumaya Houssaini

١٠ دقائق و٣٨ ثانية في هذا العالم الغريب - إليف  شافاق, محمد درويش
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
5

رواية "بنات حواء الثلاث" لمؤلفة الرائعة "قواعد العشق الأربعون" إليف شافاك، هي رواية أقل ما يقال عنها أنها تجعلك تسبر أغوار مواضيع الوجودية، والإلحاد، والإيمان، والشك واليقين، والتطرف…تحتوي هذه الرواية على شيفرات تدل على حنكة صاحبتها وورعها بالفلسفة والتصوف، فتراها تارة تتحدث بأقوال اسبينوزا، أو بيرتراند راسل، أو ديكارت، أو كارل ماركس، وتارة أخرى تستدل من خلال شخصيات كتابها بأقوال جلال الدين الرومي، أو شمس التبريزي، هي أضداد يمكن لك أن تعيش معها فقط في هذه الرواية المفعمة بالحياة، والأمل، والألم، وتأنيب الضمير جسدتها في شخصية "بيري" تلك الفتاة الإسطنبولية التي كبرت وترعرعت وسط أسرة "نالباتوغلو" في أحد أحياء الطبقة المتوسطة باسطنبول، كانت أسرة متناقضة الأهداف والمفاهيم بطلاها والداها اللذان لا يمتان لبعضهما أية صلة بل كانا هما التضاد في ذلك البيت المعتمة عواطفه. لقد كان والد بيري ويدعى "منصور" شخصا متمردا على كل ما يتعلق بالدين، كان مدمنا على الكحوليات، مدافعا عن أفكاره وعاداته التي تنم عن الامتعاض والتذمر، أما والدتها "سلمى" فقد كانت زوجة تقليدية محجبة، وورعة بالدين متمسكة بالصلاة والعبادات، متقربة إلى الله تصوم رمضان وتذبح أضحية العيد، وقد كانت متأثرة بأفكار داعية أو شيخ يغالي في الدين بل ويضفي عليه طابع الشعوذة والتطرف، وهذا ما تسبب في تشوش أفكار "بيري" واتجاهها نحو الشك والنفور من كل هذه الصراعات، بيد أنها كانت المقربة من أبيها لكون أخيها "هاكان" يتفق مع والدتها في كل شيء فآثرت نحو منحى أبيها وإن بشكل غير واضح، فقد كانت تشارك أباها تذوق الكحوليات والاستمتاع بها، وكانت تتفق مع أبيها في كل كلمة ينبس بها لا لكونها مقتنعة تماما بما يعتقده ولكن لكي تضفي على البيت نوعا من التوازن. مرت الأسرة من مشاكل ونزاعات واحدة منها كانت اعتقال أخوها الأكبر "أوميد" بسبب أفكاره الثورية المتأثرة بأفكار تروتسكي وماركس وكتابات جورج أورويل، فضلا عن حيازة الشرطة لمسدس كان يملكه مخبئا تحت سرير "بيري" وسط ألعابها، كانت آنذاك طفلة لم تبلغ سن العاشرة بعد، تمر أحداث الرواية مترنحة بين أحداث الماضي "ثمانينيات القرن العشرين" وأحداث أكسفورد سنوات 2001-2002، واسطنبول 2016، مسترجعة أيام الماضي القريب البعيد ففي جامعة أوكسفورد ستصبح "بيري" طالبة مجتهدة كثيرة القراءة، مفعمة بحب المعرفة، وذلك بعد أن شجعها أبوها على الدراسة في أفضل جامعة بالعالم، فحبه للعلم مكن "بيري" من ارتياد هذه الجامعة على الرغم من تخوف والدتها في بادئ الأمر، بعدها تمر "بيري" بمرحلة تصفية الذهن ومحاولة استجماعها كامل قواها والتعرف على أشياء جديدة عن عالمها، فقد التقت بفتاة تدعى "شيرين" طالبة إيرانية انجليزية من أبوين إيرانيين، متحررة ومتقدة ومتمردة، تمر أيام قليلة إلى أن التقت بفتاة مصرية تدعى "منى" مسلمة محافظة، ومتحجبة، التقتا في حفلة عيد ميلاد "شيرين"، تمر الأيام إلى أن اجتمعتا في منزل واحد بخطة متفقة ومدروسة من الأستاذ آزور وطالبته "شيرين"، فتيات مفعمات بالأفكار والجدالات التي لا يتفقن عليها لكن "بيري" دائما ما تكون تلك الفتاة المحايدة التي تدعم أفكار صديقتيها وفي نفس الوقت تضحدها.

أما في الضفة الأخرى من الرواية فثمت الأستاذ "آزور" ذلك الأستاذ الغامض، الذكي الفيلسوف والمشهور بجامعة أكسفورد بندواته عن موضوع "الرب"، وبشعبته التي يدرسها حول "الرب"، انتاب بيري الفضول فقررت الانضمام إلى فصله بعد تشجيع من "شيرين" التي لها علاقة حميمية بالأستاذ "آزور"، لكن واقعة مدوية وفضيحة تسببت في انتهاء صداقة شيرين وبيري وفي عزل الأستاذ "آزور" المظلوم بسبب عواطف "بيري" المتهادية…

هذه الرواية جسدت في طياتها بعض الأحداث السياسية والتاريخية التي مرت على العالم من قبيل، هجمات الحادية عشرة من سبتمبر 2001 ، حيث مزجت بين الواقع والمتخيل، وأدهشت القراء بمتانة القصة، واسترسال أحداثها وترنحها بين أكسفورد واسطنبول، لتنهي إليف روايتها بأحداث الهجوم على قصر يمكله رجل أعمال كانت "بيري" وزوجها قد دعيا إليه من أجل الحفلة، وهناك سوف تعود بذاكرتها إلى الماضي الذي عاشته مع شيرين "الآثمة"، و منى "المؤمنة" و د.آزور، فقد ذكرتها تلك الصورة التي كانت تملكها في محفظتها التي استرجعتها من السارق بهم جميعا وقررت الاتصال بشيرين ود. آزور… للاعتذار منهما.

رواية تستحق القراءة

Facebook Twitter Link .
0 يوافقون
اضف تعليق