قذائف الحق > مراجعات كتاب قذائف الحق > مراجعة Nàdjwá

قذائف الحق - محمد الغزالي
أبلغوني عند توفره

قذائف الحق

تأليف (تأليف) 4.5
أبلغوني عند توفره
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
5

تزامن الكتاب -و هو ما دفع بالإمام للكتابة - حسب تقديري مع الحروب العربية الإسرائيلية فكان الصراع على أشده بين العرب و الإعتداء الإسرائيلي الصهيوني على فلسطين أي في بداية السبعينيات و ما زامنه من أحداث سياسية و دينية ميزت مناخ مصر و الدول العربية المجاورة ، و أقصد هنا زعامة جمال عبد الناصر لمصر و مناداته بالوحدة العربية مع سوريا ، وجود العقيد القذاقي على رأس ليبيا ، قضية الإخوان المسلمين في مصر و ليبيا ، و ما أثار انتباهي أكثر التقرير الرهيب كما وصفه الإمام الغزالي لرئيس الأقباط في مصر "بابا شنودة" !!

جاَء كتاب الإمام الغزالي رحمه الله في كما لاحظتُ في أغلبِهِ رداً على بعض المقالات التي نشرت هنا و هناك في الصحف المصرية الكبيرة أو في بعضِ الصحف الغربية و كذا الكتب و التقارير ، من كتاب عرب مصريين مسلمين!! و كتاب و قساوسة غربيين ، فأغلب هذه المقالات جاءتْ تتعرض أو تقدح في الإسلام و تكيد له المكائد بإثارةِ شبوهات دينية ، سياسية ، اجتماعية و ثقافية ، فهي مؤامرات على أمة الاسلام الغافلة أو المتغافلة من عدو قديم جديد قريب و بعيد يتربص بها كل حين .

أول ما إستهلَ به الإمام الغزالي الرد على مزاعم اليهود في نفث سمومهم و إدعاءاتهم التي بلغت الذات الإلهية و لا حول ولا قوة إلا بالله ، حيث زعموا أن الله (جل في علاه ) يتعب ، يجهل ، يندم ياكل و يصارع و الأدهى ان هذا الافتراء مذكور في كتابهم المقدس الذي يتلونه طوال النهار!! و ذكروا بعض القصص و التلفيقات عن أنبياء الله المصطفين الأخيار يخجل عبد ذليل ان يفعلها فكيف إن كان نبيا مختارا من الله ليبلغ رسالته للناس!!!

-المنشورات او حرب المنشورات كما سماها الإمام التي شنت على الدين و إستهدفت شباب المسلمين عبر مجلاتٍ وزعت على طلاب جامعات مصر في تلك الفترة و أثارت قضية التثليث في المسيحية و محاولة بائسة لتمريرها على الطلاب و نقلها في شكل آخر في محاولة تقريبها من عقيدة التوحيد فكان رد الإمام صافعا للكاتب و لزعمه حيث قال : اذا كان خالق السماء هو هو المقتولُ على الصليب فمن كان يُدبرُ العالم بعدما قتلَ خَالقهُ؟!!! .

- أثار خبر ظهور السيدة العذراء في إحدى الكنائس المغمورة الرأي العام في مصر و ما كان من الإمام الا أن ذهب هو و شيوخ آخرون يرقبون الافق و يبحثون في الجو طوال الليل ظهور العذراء المزعوم مجددا فما ظهرت العذراء عليهم و لا المسيح!! فكتب الإمام عن الخبر و نفى عن الشيء الذي يروج له فمنعت الرقابة ان تنشر تكذيب الإمام و قالت يهمها أن يبقى الأمر و لو كان مكذوبا و هذا لأغراض سياحية بالمنطقة.

أود الإمام الغزالي تحت عنوان "تقرير رهيب" و فعلا هالني من قرأته في هذا التقرير و لا أدري صحته و موقف الحكومة المصرية منه ، هو يتحدث عن خطاب ألقاه البابا شنودة بصوته في الكنيسة الكبرى بمصر في (إجتماع سري ) جاء فيه خطة مدروسة ممولة من الغرب الصليبي هدفها زيادة عدد النصارى في مصر عن طريق التبشير و وسائل أخرى اكثر خبثا ، كما يهدف الى ضرب الوجود الإسلامي في مصر ككل و محاربة كل ما هو إسلام و إحلال المسيحية بدل الإسلام في نهاية المطاف!!!

تعرض الإمام الغزالي إلى جملة من الشبهات التي أثارها أستاذ جامعي من جامعة "أسيوط" ذكرها في وريقات وزعت على طلابه ، تكذب الآيات القرآنية التي وصفت بعض الظواهر الطبيعية مثل جريان الشمس و سجودها تحت العرش و غروبها في عين حمئة كما جاء في الآية الكريمة ، فقد كذب هذا المدعي جريان الشمس و ظاهرتي الكسوف و الخسوف ، و حتى إدعاءه بجهل الرسول صلى الله عليه وسلم بوجود بلد العراق!! و قال أنهم لم يكونوا قد عرفون أو سمعوا عنه ليأتي الرد الساحق من الشيخ بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم في وصفه لقصور الحيرة كبرى مدن العراق يومئذ و هم محصورون في الخندق!!

إلى غيرها من الشبهات كتخزين مياه الأمطار و المداد القرآني الذي يأتي من محبرة و الذباب الذي يغمس نصفه الآخر في الإناء اذا وقع فيه و قصة الحديث النبوي (نصرت بالرعب) لبين الإمام الشيخ جازاه الله خيراً قصة الحديث الذي فهم كذبا و زوراً عن نبي الرحمة.

بعد سرد جمل الشبهات السخيفة البعيدة عن العلم و الفهم الجاد يأتي رد الإمام ليفحم به الكذاب الأشر ليلقى نظرة خاطفة، بعد ان ذكر في مستهل الكتاب إفتراءات و تزوير الكتاب المقدس ، على تراث القوم و يقصد به كتابهم المقدس المزور ، ذاكراً الأخبار الواردة فيه عن كذبة عدد اليهود الآبقين من مصر المتجهين إلى فلسطين مع موسى عليه السلام و تضخيم عددهم ليصل الى 3 مليون يهودي حيث يقول لو أنها سارت متراصة في صفوف متجهة إلى فلسطين لتعذر على موسى ان يبلغهم أوامره!! ، و لا يخلو الكتاب المقدس من الشبهات التي حشوها الكهان في سطوره بل تجرؤو على منح أنفسهم حقوقا مادية و أخرى دنيئة كحق الاستماع إلى اعترافات النساء و الخلوة بهن دون محرم و من يدري ما يحدث في تلك الخلوات!!

اما المزور للكتاب المقدس فقد أعجبه الدور كثيرا و راح يخبر عن موت موسى و جنازته و من حضرها و نسي نفسه و غلبت عليه صفة المؤرخ لا المؤلف و يقرأ المستغفلون هذا البهتان بل و يتجرأون على الكتاب المنزه الذي لا يأتيه الباطل من تحته و لا من خلفه.

يقول الإمام ان الخلافة هي مسؤولية كبرى و هي رمز الاسلام و صوته أمام العالم ، لكن و للأسف لما تولاها الجنس التركي أصبحت شبحا عليلا كالرجل المريض و ما زاد المرض و أدى إلى موته المريض هو استلاء الذئب الأغبر - و يقصد به القائد التركي مصطفى كمال على حد تعبير "ارمسترونج "- فيكفي أن ننقل عنه قوله لممثل حكومة فرنسا (تستطيعون أن تنالوا سوريا و بلاد العرب و لكن كفوا أيديكم عن تركيا...) و اقتلاعه الدين من ربوع تركيا!.

كما أورد الغزالي عدة أمثلة عن وجوب نشر الدين و الدعوة الي الإسلام عبر العالم خاصة في البيئات و البلدان التي لا يفرض حكامها دينا خاصا على الشعوب و يترك الحرية الفردية للشخص على غرار كوريا ، لكن مع الأسف بقيت الدعاية هناك صفر ، بالاضافة الى اعداء الإسلام من الحكومات هناك فئة لا تقل خبثا و حقارة في سبيل النيل من الإسلام قديما و حديثا بل هم أشد و هم سماسرة الفاتيكان حيث يقول أحدهم بالحرف الواحد (مهمتنا سحقُ الحضارةِ الإسلامية و إحلال الحضارة العبرية محلها و المهمة شاقة).

أطلق الإمام الغزالي على العقيد القذافي لقب العقيد الناصري ، و أدرج قوله في محاضرة ألقاها في مقر اللجنة المركزية للإتحاد الاشتراكي و التي خلص فيها إلى أن المسيحي رجل يعبد الله على طريقة عيسى بن مريم و بذلك فهو مسلم لان أتباع عيسى مسلمون بنص القرآن الكريم !!! يعلق الإمام على هذا الاستنتاج الساذج و يقول أخشى ان أن يطرد القياس و يقال ان اليهودي إنسان مسلم لأنه يعبد الله على طريقة موسى و بذلك تحل المشكلات القائمة بين العرب و اليهود!!!!

أما ما يفعله القذافي من زج الناس في السجون دون محاكمات عادلة فهو لا يمت الإسلام بشيء.

يقول الإمام الغزالي ان موتنا الأدبي هو الذي مهد لقبول و استقرار القوانين المستوردة من الخارج و ما تضمنته من فساد و إلحاد و هو يحكي فساد الأمراء و العلماء جميعا رغم آننا نملك أعظم ثورة تشريعية غير أنها دفينة في صفائح مهجورة غير مترجمة إلى دساتير و قوانين عكس ما فعله الشيوعيون فقد روجوا لقوانينهم و شريعتهم أيما ترويج و من أبرز هذه الوسائل الكتب و الصحف و هي ثورة ثقافية أو إنقلاب فكري كما اسماه بالإضافة إلى كونهم في الصف الأول في التسليح العسكري!! غير أن الشيوعية تضل نظام اقتصادي فاشل فإنتاجها الزراعي أقل من غيره و الصناعي اردأ من غيره.

تطرق الإمام الي قضية الإلحاد ففي حواره مع ملحد أثار نقاش الافتراض العقلي حسب قوله و أنه ليس سواء بين ملحد يؤول خلق الكون إلى الصدفة و تلاحم الغازات في الفضاء في غير تخطيط أو تدبير و ان العالم وجد و تطور في سنة النشوء و لا نعرف التفاصيل أما المؤمن فيعتقد بأن وراء هذا الخلق عقل مشرف و مدبر و ساق الإمام أمثلة لعلماء فضاء و رياضيات على غرار أينشتين الذي أجاب عن سؤال وجه له فقال (نرى كوناً بديع الترتيب خاضعاً لنواميس معينة ، و نحن نفهم هذه النواميس فهماً يشوبه الإبهام فنؤمن بالله ، و لكن عقولنا المحدودة لا تدرك القوة الخفية التي تهيمن على مجاميع النجوم).

📌 ملاحظات القارئة :

-أعتقد ان الكتاب ككل عبارة عن مقالات جمعت في كتاب ، لا أدري ان نشرت كل واحدة على حدى لكنها جمعت في هذا الكتاب الذي أراه غير متناسق الفصول مثلا ذكر الشبهات الموجودة بالكتاب المقدس في بداية الكتاب ثم عاد إليها في أواخره ، قضية الإلحاد ظلت تظهر في جميع الفصول قريبا ، أعداء الدين الدول الغربية و رجال الدين القساوسة تحديدا ايضا....

-ما لاحظته و لمسته من خلال قراءتي للكتاب ، هو النزعة العصبية و الحمية المطلوبة و الغضب المفهوم (الغضب لله) للإمام الغزالي رحمه الله من خلال هذا الكتاب و حتى إسمه دالٌ عليه "قذائف الحق " فكان كمن يرمي #شهاباً_رصداً على كل من تسولُ له نفسه ان يقدح في الدين و في الإسلام و في شخص الرسول صلى الله عليه وسلم و في الشرائع و المقاصد التي جاء بها فكان بحق جندي من جنود الله و سيفه القلم الحسام على رقاب المغرضين.

-أسلوب الإمام الرصين و الهادئ أحيانا في الرد على الشبهات الكثيرة و التي عرضها و التي نقلها لنا من خلال قراءاته للمقالات من هنا و هناك التي حاولت الالتفاف على الدين الاسلامي للنيل منه و من قيمه فكان الرد من خلال شرح و تبيان و تفسير المقاصد و الشرائع الإسلامية مستعينا بالآيات القرآنية المنتقات بعناية و الصائبة للهدف المتوخي ، هذا من جهة و من جهة أخرى كمية العبارات الناقمة و الحادة و التي لا نلومه أبدآ في إستخدامها في دره على جملة الافاكين الذين تجرأوا على رب الخلق فكيف بالخلق!!

- كمية المعلومات و الاستعانة بالتقارير العلمية و الاجتماعية و الدراسات في مجال الفضاء و الفلك و الرياضيات و علم الاجتماع انما يدل على سعة اطلاع الإمام و فهمه و إجلاله للعقل و للعلم و المعرفة فهو حاور و جادل خصومه بالعقل السليم المتزن بعيدا عن العاطفة الفارغة لانه صاحب حق و حجة و كتاب مبين و لا ريب.

-يظهر جليا و واضخا موقف الإمام من كل من الأحداث التي جرت في زمانه و كذا رأيه الذي لا يخشى فيه لومة لائم في الحكام و السياسات المتبعة ،فنرى رأيه في جمال عبد الناصر ، العقيد القذافي ، في القومية العربية في جماعة الإخوان المسلمين ، في الكتاب العرب للمصريين و سواهم .....

- ما أثار إعجابي توصيات اللجنة التي كلفت بإعداد برنامج مدرسي إسلامي يطبق في المدارس المصرية ، تمنيت لو يطبق ذاك البرنامج الرائع في ربوع بالبلاد الإسلامية ككل لعلنا نخرج جيل صلاح الدين فعلا 😢.

طبعا تقييمي للكتاب 🌟🌟🌟🌟🌟خمسة نجوم كاملة

و هو تقييم الكتاب و خسب فليست أهلاً لتقييم الإمام الغزالي رحمه الله

Facebook Twitter Link .
0 يوافقون
اضف تعليق