السكرية > مراجعات رواية السكرية > مراجعة حسين معتوق بوحليقه

السكرية - نجيب محفوظ
تحميل الكتاب

السكرية

تأليف (تأليف) 4.2
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
5

هل يمكن أن تتوقف الحياة... أن تنتهي؟ إذاً كيف يمكن أن تنتهي ثلاثية نجيب محفوظ الخالدة؟!!

السكرية هي الفصل الثالث من ثلاثية "القاهرة" وفيها نقلني نجيب محفوظ لمستوى آخر من دوامة الحياة التي بسطها لتدور في عدد قليل من ازقة وحارات القاهرة. أدركت وأنا أعبر صفحات هذه الرواية أن الثلاثية لطالما ارتبطت بمنظور كمال الابن الأصغر لسي السيد أحمد عبدالجواد. في البداية كانت الحياة جميلة وبسيطة ومحددة بما يشاء سيد البيت الكبير لكن مع تقدم فهم كمال لما يحيط به يزداد تعقيد حتى الأفكار التي تدور في عقول الأطفال.

بكل تأكيد رواية السكرية تحتوي على مادة فلسفية عميقة تكاد تتناقض مع البساطة التي كتبت بها أحداث بين القصرين. لا أقول أن الحياة ازدادت تعقيداً حول شخصيات الرواية لأن كمال تقدم في العمر والفهم لكن نجيب محفوظ أعطانا في كل مرحلة من ثلاثيته فقط ما تستطيع شخصية كمال فهمه وتحليله لذلك كانت السكرية مليئة بالحوارات الفلسفية المضنية. قد يكون نجيب محفوظ يوجه رسالة لنا تطلب منا الغوص أكثر في ماهية الأمور التي تهمنا ولا نكتفي فقط بالفهم الطفولي البسيط الذي نسعد بتبنيه في بدايات استيعابنا.

السكرية كذلك أعطتنا حقيقة أزلية وهي أن الحياة مستمرة لكنها عجلة يجب أن تتم دوراتها في اثناء تقدمها. شخصياتنا العزيزات تساقطت بغزارة كأوراق الخريف في هذا الجزء من الثلاثية وبدأت الشخصيات المتأخرة الظهور من أحفاد سي السيد في دخول معترك الحياة كلاً في الفرع الذي استهواه وملك قناعته. هل فعلاً تغيرت القاهرة؟ هل فعلاً ماتت أيام عزها مع موت سادة الرواية؟ أم... نجيب محفوظ فقط قام بوصف دورة واحدة من آلاف مرت بهذه البقعة الصغيرة من الارض وهذه الحياة.

سعيد جداً بأنني وأخيراً قرأت أحد أهم الإنتاجات الأدبية العالمية في القرن العشرين وأتمنى أن تغزوني الرغبة في إعادة مطالعتها في المستقبل.

Facebook Twitter Link .
0 يوافقون
اضف تعليق