لقد زدتَ يا شيخنا كتاب الحكم العطائية، جمالاً فوق جماله ، ونفعاً فوق نفعه ، بشرحك الكافي والوافي له .. أسأل الله أن يجزيك الفردوس الأعلى .
كانت رحلة مميزة مع هذا الكتاب لأنه جاء في وقته المناسب فأحسست أنه يخاطب كياني وروحي في كل فقرة من فقراته .
في آخر كل يوم كان يأتي كلام الشيخ وكأنما يجيب على أسئلة مرت في خاطري أو يعقب على حالة من الحالات النفسية المختلفة التي مررت بها في ذلك اليوم.
وجدت في الكتاب العلم الروحي واستمددت منه القوة النفسية، ففيه ما يعين على تزكية النفوس وسبر أغوارها ومعرفة مداخل الشيطان فيها ، ومراقبتها وحمايتها من كل خاطرة أو عمل يشينها عند الله ، أو كما يقول من " باطن الإثم "
فيه من الحكمة وفيه من التزكية وفيه الإعانة على سلوكك الطريق الصحيح في عملك القلبي أثناء عملك البدني .
فالشعور القلبي لا يقل أهمية عن العمل البدني بل إنه دائماً ما يعلو عليه في الأهمية ، فكم من الأعمال كانت هباء منثوراً بسبب ما صاحبها من شرك أو رياء ؟؟ فكانت على صاحبها وبالاً و نقمة ، وكم من النيات رفعت صاحبها إلى أعلى عليين مع عدم قدرته على العمل ؟؟
فكل الحكم كانت من أجل التنبيه على السلوك الصحيح الذي يوصل للقلب السليم الذي أراده الله عز وجل
لنعلم في النهاية أن القلب السليم طريق جنة النعيم .