أوديب هو مأساة الانسان في كل مكان وزمان ،الانسان الذي يظن أنه قد بلغ مبلغاً كبيراً من العلم والمعرفة فينتابه الغرور الذي يؤدي به إلى الطغيان حتى تأتي الحياة لتكشف له بأنه ما بلغ مع العلم والمعرفة إلا قليلا وإنه ماكان عليه أن يصدر أحكاماً مسبقة على الناس فقد يكون يوماً ما مكانهم وتطبق عليه نفس أحكامه.
أوديب قاتل أباه وزوج أمه فعل كل ذلك عن جهل وهو يظن بأنه الأعلم ودفعه عناده وغروره إلى البحث وراء الحقيقة التي قلبت حياته رأساً على عقب ، اتهم العراف بانه أعمى لا يبصر شيئاً فاكتشف إنه وبرغم عماه كان يبصر الحقيقة كاملة وهو المبصر لم يستطع أن يراها وعندما عرف الحقيقة أختار العمى وأن يعيش حياته في الظلام لأن الضوء لم يعد له قيمة عنده لأنه لن يرى ما يفرحه، مقابلة رائعة بين الضوء والظلام والمعرفة والجهل .
يختار أوديب العمى وليس الموت لأنه برى أن ذلك الاكثر ملائمة ،الأكثر نبلاً بالنسبة له لأنه لا قدرة له على رؤية أباه الذي قتله في العالم الآخر ولا على رؤية أبنائه بعد الآن وهو مبدا كثيراً مانراه في أعمال سوفوكليس وهو ان الانسان عليه أن يبحث عن الطريقة الأكثر نبلاً ليعيش بها وإن لم يستطع فليمت ميتة نبيلة
أوديب مأساة الحاكم المتشبث برأيه الذي يظنه صواباً حتى ولو كان بنية حسنة حتى ولو كان حاكماً عادلاً إلا إنه يكتشف إنه وبرغم ذلك وبرغم تحريره لمواطنيه في البداية من الخوف إلا إنه سبب البلاء الذي حل بهم .
تراجيديا بمعالجة سوفوكلية رائعة ،الترجمة العربية رائعة كونها متخصصة شديدة التخصص مترجمة عن النص اليوناني مباشرة ، المقدمة مفيدة للغاية والحواشي ثرية
