العمى > مراجعات رواية العمى

مراجعات رواية العمى

ماذا كان رأي القرّاء برواية العمى؟ اقرأ مراجعات الرواية أو أضف مراجعتك الخاصة.

العمى - جوزيه ساراماجو, علي عبد الأمير صالح
أبلغوني عند توفره

العمى

تأليف (تأليف) (ترجمة) 4.2
أبلغوني عند توفره
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم



مراجعات

كن أول من يراجع الكتاب

  • لا يوجد صوره
    5

    من الروايات ما تبهرك , تثير حماستك , وتعتقد أنها أفضل ما قرأت

    لكن بمجرد أغلقها وبمرور يوم واحد فقط على قراءتها , تُنسى

    لكن قليلة هي الروايات التي تجعلك تقف أمامها مذهولاً , مشدوهاً

    تجعلك تفكر

    تغيّرك

    تغير نظرتك لكُل الأشياء من حولك

    ترتفع بك لأعلى لترى الموجودات من ذات أسمى وأنقى وأطهر

    ترى الحقيقة جليّة واضحة

    ترى العفن المُستشري في كُل ما حولك

    تُصدمك حقيقة أن العفن لا ينبع مما حولك فقط , بل ينبع من داخلك أيضاً

    من الروايات ما تستطيع أن تعّبر عن مشاعرنا

    الفرح , الحزن , البكاء , الخوف , الأمل

    تشعر بها أثناء قراءتها , حتى أنك تستطيع لمسها داخلك , تظبط نفسك متلبساً وأنت تبكي مع الأبطال

    تضحك معهم , وتحزن معك

    لكن ..

    قليلة هي الروايات التي تُرعبك

    ليس الرعب الذي تشعر به عند قراءتك لروايات لستيفن كينج , أو إدجار آلان بو

    أو ما تشعر به أثناء قراءتك لأي رواية ما تتحدث عن الأشباح والمذؤوبين

    بل هو الرعب الذي ينتابك أثناء قراءتك لرواية فلسفية رمزية

    الرعب الذي يجعلك تخشى من أن تلقى المصير ذاته مما يلاقيه أبطال الرواية

    تخشى بعد كُل صفحة أن تفقد بصرك , أو أن تغرق في ذلك النهر الحليبي كما وصفه الكاتب

    سارماجوا

    أرعبني

    طول قراءتي للرواية وعيناي مفتوحة على اتساعهما

    ربما من يشاعة الأحداث , أو ربما هي حركة غريزية خوفاً من ملاقاة المصير نفسه

    كيف استطاع رسم هذه المعاناة والمأساة بهذا الإبداع

    كيف يطوع الحبكة والأحداث , ويجعلك تراها أمامك , وتعيش بداخلها

    برهنت الرواية على الطبيعة الحيوانية للإنسان , اجعله يفقد حاسة واحدة فقط من حواسه

    لتكشف غرائزه وطبيعته الحيوانية والتسلطيّة والأنانية عن نفسها

    سيسير هائماً على وجهه , بلا تنظيم , همه الأول والأخير هو إشباع غرائزه

    و إذا تمتع ببعض القوة

    يُصبح همه الثاني هو السلطة و السيطرة

    أكان غريباً أن هذه المرأة هي الوحيدة التي لم تفقد بصرها ؟؟

    كيف للوباء أن يقترب من ملاك مثلها , ملاك يشعر أن مسئوليته وواجبه هو مساعدة هؤلاء الآخرين ممن لا يقوون على مساعدة أنفسهم

    لا تشعر أنها تقدم لهم العون أو المساعدة بل تشعر أنه نداء الواجب

    إنه السبب الذي بقيت عيناها سليمتان لأجله

    كالأم التي تمسك بيد طفلها ليحبو دون أن يسقط , تمسك بيدك لترشدك , لتكن عينيك اللتين ما عاد باستطاعتهما أن يبصروا

    كالأم التي تنظف طفلها دون تقزز أو تأفف , تطهرك من كُل ما يعلق بك من قاذورات المحجر

    كالأم التي تزأر حين يقترب الخطر من أبنائها , تقتل إذا كان هو الخيار الوحيد لتدافع عن مجموعتها

    كالأم التي تظل تشعر بالمسئولية تجاه أطفالها حتى بعد أن يكبروا , تظل هي تشعر بمسئوليتها تجاه مجموعتها , حمايتها وإطعامها

    كيف لوباء كهذا أن يقترب من كتلة حنان وشجاعة وعطاء

    وصفه للحياة في المدينة على لسان الرجل ذو العصابة السوداء أرعبني

    وباء كهذا قد يكشف عن الجانب القذر في الانسان

    قد يقلب مدينة رأساً على عقب

    وقد يرُدها مرة أخرى للبدائية الأولى

    وصفه لحالتهم بلا ماء ولا طعام , جعلني اتسائل , كيف عاش البشر الأوائل ؟

    يبدو أنه من السهل أن تعتاد صعوبة الحياة حينما تجدها على ما هي عليه

    لكن بعد أن تعتاد أنت وجسدك على التقدم والتكنولوجيا يصعب من الصعب عليك أن تتعامل مع الطبيعة بمفردها

    لا تستطيع أنتظار المطر

    ولا أكل زهور وأوراق الأشجار

    ولا البحث عن آبار وتجاويف المياه

    يُصبح بالنسبة لك ضرب من ضروب المستحيل أن تتعامل مع الطبيعة وجهاً لوجه وبدون مراحل تفصل بينكما :)

    قبل شروعي في قراءة الرواية , كُنت أنوى قراءتها ومشاهدة الفيلم ومن ثم قرأت الجزء الثاني منها ( البصيرة)

    حالياً أشعر أن هذه الرواية اعتصرت قلبي ..

    فترة راحة بعدها أستكمل الجزء الثاني

    مُرهقة لكن بعد انتهائي من قرائتها أشعر أني أصبحت أبصر أكثر من ذي قبل

    ربما هي البصيرة التى يجعلك سارماجوا تدركها داخلك , ويأخد بيدك ليجعلك تتلمسها داخلك

    أو ربما هو فقط تقدير لهذه الأعين , بعد ما شاهدته من ويلات فقد البصر

    لا أدري تحديداً

    لكن كُل ما أدركه أنها غيرت شيء داخلي

    أنه الأبداع متجسدً في كلمات :))

    ****

    Facebook Twitter Link .
    36 يوافقون
    1 تعليقات
  • لا يوجد صوره
    5

    العمى

    المؤلف : جوزيه ساراماغو

    المترجم : محمد حبيب

    الناشر : دار المدى للثقافة والنشر

    تنطلق رواية العمى عبر عنوانها عن عمى يصيب مدينة كاملة بالتدريج حيث يبدأ الأمر بشخص واحد ثم ينتقل كطاعون ينتشر بين الناس ، نبتعد عن مجريات الرواية لأنها تصبّ في فكرة واحدة جاهد (جوزيه سارماجو) في إيضاحها على طول صفحاتها ، يبحث الكاتب ضمن العمى الذي ينتشر بين الناس عن إرجاع الناس إلى أصول تفكيرهم وغرائزهم وطبائعهم الأولى دون تكلّف وتصنّع وتجمّل ، فالسيء يعود لسوئه والطيب تظهر طيبته بتجلّ واضح ، مجموعة من العميان تنتقل إلى مَحْجَر صحّي وتبقى امرأة واحدة مبصرة على طول الرواية ، هي عين الراوي لتسرد لنا ما يدور.

    تتضّح جيدا كيف أن الطبيعة البشرية لا بد أن تعود لأصولها عندما يتحول كل العالم من حولك ليعاملك كحيوان منبوذ موبوء فتصبح أنت والحيوان في مستوىً واحد ، وفي الوقت نفسه تظهر واضحة جوانب الخير المتأصلة في مجموعات تأبى أن تعيش في غابة إلا من نواقص الرؤية كالقاذورات والإهمال وعدم النظافة الشخصية ، ثم تنتقل الرواية بعد حريق يشبّ في المحجر الصحي نتيجة نزاع وقتال مع مجموعة من العميان أرادوا الطعام والنساء بطريقة تظهر أن الناس يتساوون في العمى فكأنهم يتساوون في الرؤية " القوي يأكل الضعيف " ويتشكل مجتمع كامل فيه الظالم والمظلوم وفيه كل شيء ما عدا النظر !

    في العالم الخارجي لا يختلف الأمر عن الداخل إلا أن الحركة بحريّة فالمحجر الصحي لم يكن أكثر من سجن، ولعله في الرواية أصبح أقرب للمقبرة ، فكل الداخلين يعتبرون في حكم الدولة مفقودين ، أما في الخارج تكثر مشاهد الموت والجثث المتفسخة والقاذورات والحياة الشحيحة ، ثم ينتقل الكاتب في روايته لشيء من الوعظ والحِكَم التي كان من الصعب أن يطرحها في المَحْجَر لأنه كان يبني عالما موبوءًا ضمن عالم أكبر سليم، ولأن العمى كان تدريجيا فالتفكير أيضا لم يصل لمرحلة إطلاق الحِكَم والمواعظ ، عند هذه النقطة تطرح الرواية زبدة أفكارها وحكمتها وتوجهاتها حيث تخبر أن العمى هذا هو إبصار العميان على دواخلهم وإبصار العميان على واقعهم ورؤية للبصيرة لا البصر .

    *******

    زمن الرواية غير محدد والشخوص ليس لها أسماء ولا المكان ولا أي شيء بالرواية يحمل اسم وإنما يحمل صفات (طبيب ، زوجة طبيب ، محجر صحي ، فتاة ذات نظارة سوداء ...) كل هذه الأمور ساعدت في تركيز القارئ على الفكرة أكثر من المكان والأسماء.

    *******

    الحوار تكوّن من نقاط وفواصل ساعدت أيضا في عدم انشغال القارئ بالقائل وإنما القول وفحواه و كيف وصلت الشخصيات لنقول مثل هذه الأفكارـ والملاحظ أن الإدراك والفهم لدى اغلب شخصيات الرواية أصبح تدريجيا ، زوجة الأعمى الأول كانت مثالا واضحا على تدرج الفهم ، الفتاة ذات النظارة السوداء كانت مثالا على تدرج الاقتناع , وكثيرون غيرهم .

    ********

    خاتمة الرواية كانت مدروسة بعناية فالكاتب لم يرد أن يصل بالقارئ إلى الكآبة الكليّة لأنه في نهاية الأمر يطرح رؤية مفادها أننا يجب أن نستيقظ على أنفسنا ويجب أن نُصلح من ذواتنا ما دمنا آدميين، ونملك عقولا "عيونا" ، لذلك بدأ البصر يعود تدريجيا كما ذهب تدريجيا، ويبدأ الناس بالتهليل والسعادة على عودتهم لعقولهم، ولعل تشبّث صَبيّة أحبت كهلا في عماها أبقا عليه يوم عاد بصرها إليها وهذا دليل على تفتّح الرواية على فكرة العقل والإدراك .

    *******

    وجملة القول أن الرواية تستحق أن تقرأ المرة تلو الأخرى والحقيقة أني قرأت رواية اعتقد أنني سأبقى طويلا أتلذذ بمذاق كلماتها في تفكيري

    جميل جدا حين تكون الفكرة سيدة المكان

    رائع يا أيها البرتغالي

    Facebook Twitter Link .
    21 يوافقون
    14 تعليقات
  • لا يوجد صوره
    5

    لم أتخيل يوما أن أقيم إحدى روايات ساراماجو بخمس  نجوم غير منقوصة، فليس بيني وبين الرجل عمار بناء على تجرُبتَيّ السابقتين في القراءة له والتي تراوحت بين المحبطة جداً والمحبطة، وبناء كذلك على امتعاضي من مهاويس الرجل وما يحبطونه به من هالة أراها غير مستحقة، ومن إحتفائهم المبالغ فيه بكل ما يخطه حتى لو كتب ريان يا فجل، إلا أن هذه الرواية أجبرتني على ذلك.

    بداية من الفكرة الألمعية، للمعالجة شديدة الإحكام والتناول الشامل للفكرة من جميع جوانبها الممكنة، للفلسفة والتحليل العميقين، والسرد السلس والبناء المتصاعد والإيقاع المضبوط، كل هذا جعل من هذه الرواية عملا إبداعياً فذاً، مستحقةً للخلود في مصاف الروايات العظام في تاريخ الأدب.

    الرواية على عظمتها شديدة السوداوية والكآبة بما يتناسب مع قتامة الفكرة، وإن كان هذا لا ينتقص من قيمتها ولا من جمالها، كما أنها لا تخلو من بصيص أمل في النوع البشري رغم جسامة تشوهاته التي استفاضت الرواية في إبرازها حد التقزز في كثير من الأحيان.

    الفيلم المقتبس عنها بالمناسبة جيد للغاية في رأيي، وخاصة أداء الجميلة الرقيقة جوليان مور شديد العذوبة والتعبير لدور المبصرة الوحيدة، وإن كانت الرواية أشمل وأثرى في تفاصيلها كثيراً عن الفيلم الذي لا يغني عن قراءتها بالتأكيد.

    Facebook Twitter Link .
    11 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    5

    يبدو أني قد غطست في ضباب أو سقطت في بحر حليبي !

    الى القارئ القادم لهذه الرواية ، إن هذا الكتاب بلوة مرعبة !! .

    اسقاطات في جميع الاتجاهات ، وتوصيفات مجازية على جميع الجبهات دينية وسياسية واجتماعية واقتصادية ، يرافقها غوص في أعماق النفس البشرية .

    يسير بنا جوزيه ساراماجو على جسر معلق بين اليقين واللا يقين ، ثم يزيح الستارة ( وهذه كلمة لا تعبر عن ماهية ذلك الشيء الذي يغطي على كينونة الأشياء ) ليؤكد لنا حقيقة ( غير مؤكدة ككل الحقائق ) أن لا شئ مؤكد في كل ما نراه أو نعتقده .

    فمن أبرز ما حاول الكاتب تسليط الضوء عليه ( او اطفاء الضوء عنه ) هو استحالة إطلاق الأحكام النهائية في ظل تعقيد شبكة العلاقات الاجتماعية و الالتفافات المنطقية اللامتناهية التي يمكن أن تحاط بها أي عقيدة أو نظرية و منهجية فكرية .

    إذن هو انتشار نوع من العمى المجازي بين الناس ، ثم هي طريقة تعامل المنظومة المجتمعية مع هذه الحالة ، وتتبع لممارسات الحكومة والجيش والمواطنين والإعلام ونتائج كل خطوة لهذه الجهات على أرض الواقع ، وكيف تتزايد الفوضى وتتوالد الأزمات مع كل إجراء ، وفي النهاية يكون التطرف هو خيار الجميع .

    و هذه حالة نعرفها جيدا نحن سكان هذه البقعة العمياء من الأرض ، هذه حالة نعرفها وتعرفنا ! .

    تجدر الاشارة ان الرواية كانت لتكون أكثر امعاناً في العبقرية لو ترفع الكاتب عن تفسير بعض الرموز والإشارات بما فيها حجب الأسماء عن أبطال الرواية ، ففي ظني أنه لو ترك للقارئ حرية التحليل لكانت الرواية تجلت على قمة العبقرية .

    على أية حال فلا ينكر المرء بأي شكل من الأشكال أننا أمام عمل أدبي بالغ الرفعة والرقي والجمال .

    فإلى الساقط القادم في هذا البحر الحليبي ......

    من وسط الضباب ........تحياتي

    Facebook Twitter Link .
    10 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    4

    عالمٌ مليء بالعميان ... شيءٌ لا يتحمله العقل

    تلك العبارة تثير القشعريرة حقاً تجعلك تتخيلها وهي في بضع حروفٍ فقط ، فما بالك بالرواية الكاملة والتي عمد فيها ساراماغو على ان يضعك في حبكة القصة من اول صفحة يسرد لك الاحداث بعد ذلك متتالية دون ان يجعل لك ولو سطر واحد لتضع فيه كلمة فقدت او تدون فيه ملاحظة لم تكن بالحسبان .

    الرواية ادهشتني وبشدة ووضعتني في ذات العالم حتى أنني تعثرت بما اقرأ لأعيد القراءة من جديد واستوعب منها القدر الكافي لأتابع المسير لا أنكر أنني وصلت عند منتصف الرواية تقريباً وقررت أن اتجاهل بعض صفحاتها التي قللت وبالنسبة لي على الأقل من وزن الرواية فأنا لازلت أؤمن وسأبقى بأن القارئ شخص ناضج قادر على فهم الأحداث عن طريق التلميح والايجاز في الأمورالتي من الحشمة واللباقة عدم الخوض بتفاصيلها وسردها .

    الرواية لا تشبه أخرى كما لو أن لها عالم خاص وهي حقاً كذلك تنفرد بما تصوره لك من احداث في مدينةٌ سكانها عميان لا احد فيها يبصر خطواته وطريقه يمشهد لك الاحداث لدرجة تجعلك تفزع من هول ما تتخيل وانت تقرأ ما جاء فيها يضعك ساراماغو عالم آخر لكنك حقاً لا تراه .

    كنت قد فكرت بالبداية ما معنى أن تظل امرأة واحدة فقط هي المبصرة ؟ كما لو حمل الرواية بثقله ألقي على كاهلها لوحدها ؟ ثم وعند متابعة قراءة الأحداث من لحظة الحجر الصحي او اللاصحي كما صوره ساراماغو الى اللحظة التي يختفي فيها النظام والرقابة و يتحول البشر إلى وحوش عمياء لا تتوقف عند مبدأ أو مسلك أخلاقي ، ثم اختفاء كل مظاهر الحياة من كهرباء و ماء وغذاء لتعم الفوضى في المدينة وتنتشر الأوساخ والأمراض وتصبح الشوارع مقابر جماعية تتوارى على أرصفتها الجثث لتقتلعها انياب الكلاب الجائعة ، ايقنت ان بصيرة هذه المراة بدتوكانها جزءٌ غريب ويصعب تقبله .. بلحظة تقلب الموازين .

    نهاية الرواية كشفت عن الحقيقةعن الجانب المخيف و المظلم من الطبيعة الانسانية والتي أظهرتها لنا جلياً الرواية وجعلتها تطفو على السطح .. حضارة زائفة انسانية مدمرة ومنهكة حتى اعماقها وكلٌ يسعى نحو نفسه ومصلحته بمنتهى الأنانية واللامبالاة بشعور الآخري ..

    الرواية خرافية عابرة لكل زمانٍ وكان تشير لك بحكمة الى معانٍ كثيرة اعمق مما نتخيل .. ولهذا حازت على جائزة نوبل عام 1998 م .

    Facebook Twitter Link .
    8 يوافقون
    2 تعليقات
  • لا يوجد صوره
    0

    صعبةٌ هي المحاولة التي يقوم بها أحدهم في التكلّم عن رواية أو كتاب ما، دون أن يقوم بـ "حَرقه" كما يقال، كنايةً عن قتل أحداث الكتاب بروايته لأولئك الذين لم يقرؤوه بعد.

    حرصنا على أن لا نفعل ذلك، فالأحداث أكثر تشويقاً من أن تُروى في مقال.

    1-الرّواية بتصنيفها الأدبي تندرج تحت المزج بين الفنتازية والواقعية، والتعبير عنهما في خليط سحري يتكلّم عن مجموعة العميان التي جمعها الحجر الصحي.

    2-الرواية هذه ليست كغيرها من الروايات، هي رواية عمياء أيضاً من ناحية عدم الإشارة إلى أي شيء يربطها بعالمنا الحقيقي، لا مكان، لا تواريخ، لا أسماء، لكنّها غاية في الواقعية.

    3-ستتخيل ، أنك أعمى، وستحاول أن تتصدّى لتخبّط العميان حولك،و كيف سوف تتضخّم "الأنا" لتصبح هي ما يهم، وتضمحلّ "القيم والمبادئ" و كل ما يخص "الجماعة والمجتمع". ما يهم كيفية المحافظة على الحياة، لتتّضح في التفاصيل كم هي هشّة وسهلة الانهيار و ثمينة في آنٍ معاً هذه الـ"حياة".

    4-اللغة التي استعملها جوزيه سلسة للغاية، عباراتٌ مقتضبةٌ معبّرة تكاد لا تشعر أنّها جملٌ مكتوبة، بل تغدو كلماتٍ مُعاشة.

    Facebook Twitter Link .
    8 يوافقون
    1 تعليقات
  • لا يوجد صوره
    5

    لقد أنهيت هذه الرواية منذ ثلاثة أيام، وقد حاولت في هذه الأيام أن أكتب ولو مراجعة بسيطة عن الرواية، لكنني عجزت

    منذ زمن لم أقرأ رواية بهذه العبقرية!

    يا لها من مخيلة تلك التي يتمتع بها الكاتب، والتي ساعدته على تخيل مجتمع كامل من العميان، متخيلاً تصرفاتهم، ردود أفعالهم، كيفية تأقلمهم مع العمى، وكيف ستنحدر نفوسهم إلى الهاوية

    أشد ما يلفت الانتباه هو تلك الرسالة التي أراد ساراماغو أن يوصلها لنا، أو بالأحرى طريقة عرضه لهذه الرسالة

    فهو يشبه مجتمعنا هذا بمجتمع من العميان ليرينا حقيقة أنفسنا

    ببساطة كتاب رائع، وأنصح به بشدة

    Facebook Twitter Link .
    8 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    3

    من رحمة الله عليهم ان جعل قائدهم المبصر امرأه

    Facebook Twitter Link .
    8 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    5

    ﺭﻭﺍﻳﺔ ﺍﻟﻌﻤﻰ

    ﺭﻭﺍﻳﺔ ﺑﺪﺃﺕ ﺑﻬﺎ ﻓﺘﺮﺓ ﺗﻮﺍﺟﺪﻱ ﺑـ ﻏﺮﻳﺎﻥ ﻗﺄﺛﻘﻠﺘﻨﻲ ﻣﻊ ﺛﻘﻠﻲ ﺛﻘﻞ، ﻋِﺸﺖ ﻣﻌﻬﺎ ﻭﺑﻬﺎ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﻴﺎﻝ ﺍﻟﺤﺮ ﻟﺪﺭﺟﺔ ﺻﺮﺕ ﺍﺗﺨﻴﻞ أﻧﻨﻲ ﺩﺍﺧﻠﻬﺎ . . . ﻭﺍﻥ ﻛﻞ ﻣﻦ ﺣﻮﻟﻲ ﻗﺪ ﺍﺻﻴﺒﻮﺍ ﺑﺎﻟﻌﻤﻰ ﺣﻘﺎً!

    ﺗﻌﺘﺒﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﻭاﻳﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺮﺭﺓ وﺍﻟﻤﺘﺠﺮﺩﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﻭ ﺍﻷﺳﻤﺎﺀ ﻭﺍﻟﺰﻣﺎﻥ، ﻓﻼ ﺃﺳﻤﺎﺀ ﻟﻠﻤﺪﻳﻨﺔ ﻭﻻ ﻟﻠﺸﺨﺼﻴﺎﺕ، ﺗﺘﺤﺪﺙ ﻋﻦ ﺃﻧﺎﺱ ﻓﻘﺪﻭﺍ أﺑﺼﺎﺭﻫﻢ ﻓﺠﺄﺓ ﺩﻭﻥ ﺳﺒﺐ، ﻓﻘﻂ لأﻥ ﺍﻟﻜﺎﺗﺐ ﺃﺭﺍﺩ ﺫﻟﻚ! ﻭﺑﻘﻴﺖ ﺍﻣﺮﺃﺓ ﻭﺍﺣﺪﺓ "ﺯﻭﺟﺔ ﺍﻟﻄﺒﻴﺐ" ﺗﺒﺼﺮ، ﻛﺬﻟﻚ إﺑﺼﺎﺭﻫﺎ ﺑﻼ ﺳﺒﺐ! ﻓﻜﺎﻧﺖ ﺷﺎﻫﺪﺍً ﻟﻤﺎ ﻳﺤﺪﺙ ﻣﻦ ﺗﻐﻴﺮ ﺍﻟﺒﺸﺮ ﺫﻭ ﺍﻧﺴﺎﻧﻴﺔ إﻟﻰ ﺑﺸﺮ ﺑﻼ إﺣﺴﺎﺱ ‏( ﻭﺣﻮﺵ ‏) ..

    ﻋﻨﺪ ﻗﺮﺃﺗﻬﺎ ﺳﺘُﻮﻗﻔﻚ ﻟﻠﺤﻈﺎﺕ -ﻭﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﻓﻌﻠﺘﻪ ﺑﻲ-، ﻓﺘﺴﺄﻝ، ﻟِﻤﺎ ﻓﻘﺪ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﺃﺑﺼﺎﺭﻫﻢ ﻓﺠﺄﺓ ! ﻓﻼ ﺃﺣﺪ ﻳﻌﻤﻰ ﺑﻴﻦ ﻟﺤﻈﺔ ﻭﺍﺧﺮﻯ !! ﻛﻴﻒ ﻟﻠﻌﻤﻰ ﺃﻥ ﻳُﻌﺪﻱ؟ ﻛﻴﻒ ﻟـ " ﺯﻭﺟﺔ ﺍﻟﻄﺒﻴﺐ " ﺍﻥ ﺗﺒﺼﺮ؟ ﺭﻏﻢ ﺃﻧﻬﺎ ﻟﻢ ﺗﺨﺘﻠﻂ ﺑﺎﻟﻤﺼﺎﺑﻴﻦ ﻓﻘﻂ، ﺑﻞ ﺃُﺣﺘﺠﺰﺕ ﻭﺑﻘﻴﺖ ﻣﻌﻬﻢ ﻑ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ !!! . . . ﻟﻜﻦ ﻛﻞ ﺫﻟﻚ ﺩﻭﻥ ﺗﻔﺴﻴﺮ، ﻭﻣﻨﺬ ﻣﺘﻰ ﻛﺎﻥ ﻟﻤﺎ ﻧﻘﺮﺃﻩ ﺗﻔﺴﻴﺮ، ﻓـﻤﺜﻼ ﺗﺤﻮﻝ " ﺟﺎﺭﻳﺮﻭ " ﻟﺼﺮﺻﻮﺭ ﺿﺨﻢ - ﻑ ﺍﻟﻤﺴﺦ - ﺑﻴﻦ ﻟﻴﻠﺔ ﻭﺿﺤﺎﻫﺎ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻟﻪ ﺗﻔﺴﻴﺮ ﺃﻳﻀﺎً !!

    ﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺔ ﺑﺎﻟﻤﺠﻤﻞ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺆﻟﻤﺔ، ﻓﺒﻘﺪﺭ ﺃﻟﻢ ﺍﺻﺤﺎﺑﻬﺎ ﻳﺘﺄﻟﻢ ﻗﺎﺭﻳﺌﻬﺎ .. ﻳﺘﺄﻟﻢ ﻹﻧﺤﻄﺎﻁ ﺍﻟﺒﺸﺮ، ﻓﻌﻨﺪﻣﺎ ﻓﻘﺪﻭﺍ ﺍﺑﺼﺎﺭﻫﻢ ﻓﻘﺪﻭﺍ ﺍﻧﺴﺎﻧﻴﺘﻬﻢ، ﻻ ﺍﺣﺪ ﻳﺮﻯ ﻭﻻ ﺍﺣﺪ ﻳﺤﺎﺳﺐ، ﻭﻛﺄﻥ ﻣﺎ ﻳﻤﻨﻊ ﻣﻦ ﺍﺭﺗﻜﺎﺏ ﺍﻟﺠﺮﻳﻤﺔ ﺍﻟﺨﻮﻑ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻘﺎﺏ ﻓﻘﻂ ..

    ﺃﻣﺎ ﻣﺎ ﻳﺜﻴﺮ ﻓﻀﻮﻟﻚ ﻭﻳﺠﻌﻠﻚ ﺗﺴﺘﻤﺮ ﻫﻲ ﺍﻟﺒﺪﺍﻳﺔ، ﺣﻴﺚ ﻳﻔﻘﺪ ﺷﺨﺺ ﺑﺼﺮﻩ ﻭﻫﻮ ﻑ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﺩﺍﺧﻞ ﺳﻴﺎﺭﺗﻪ ﻭﺍﻣﺎﻡ ﺍﺷﺎﺭﺓ ﺍﻟﻤﺮﻭﺭ ﻟﻴﻌﻄﻞ ﺣﺮﻛﺔ ﺍﻟﺴﻴﺮ، ﻳﺴﺎﻋﺪﻩ ﺷﺨﺺ ﻣﺎ ﻟﻠﻮﺻﻞ ﻟﻤﻨﺰﻟﻪ ﻭﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻳﻮﺻﻠﻪ ﻳﺴﺮﻕ ﺳﻴﺎﺭﺗﻪ .. ﻓﻴﺼﺎﺏ ﺑﻌﺪﻫﺎ ﺍﻟﺴﺎﺭﻕ ﺃﻳﻀﺎ ﺑﺎﻟﻌﻤﻰ .. ﻭﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﺗﺒﺪﺃ ﺍﻟﻘﺼﺔ، ﻓﻘﺪ ﺍﺻﺒﺢ ﺑﻌﺪ ﺍﻳﺎﻡ ﻣﺎ ﺃﺻﺎﺏ " ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺍﻻﻭﻝ " ﻭﺑﺎﺀً ﻣﻌﺪﻳﺎً، ﻓﻘﺪ ﺗﻌﻤﻰ ﻟﺘﻌﺎﻣﻠﻚ ﻣﻊ ﺃﻋﻤﻰ، ﺍﻻﻣﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﺟﻌﻞ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﺗﻌﻤﻞ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻑ ﻭﺳﻌﻬﺎ ﻟﺘﻀﻌﻬﻢ ﻑ ﻣﻜﺎﻥ ﻭﺍﺣﺪ، ﻑ ﺣﺠﺮ ﺻﺤﻲ - ﻣﺸﻔﻰ ﺍﻟﻤﺠﺎﻧﻴﻦ ﺳﺎﺑﻘﺎ - ﻑ ﻣﻜﺎﻥ ﻏﻴﺮ ﺻﺤﻲ، ﻓﺘﺒﺪﺃ ﺍﻟﻤﺤﻨﺔ ﻭﺍﻟﺨﻄﻮﺭﺓ، ﻭﺗُﻔﺘﺢ ﺍﻟﺼﻌﻮﺑﺎﺕ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﻤﺼﺎﺑﻴﻦ ﺑﺎﻟﻌﻤﻰ .. ﻓﻮﺿﻊ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﻓﺎﻗﺪﻱ ﺍﻟﺒﺼﺮ ﺩﺍﺧﻞ ﻣﻜﺎﻥ ﻣﻐﻠﻖ ﻳﺘﺨﺒﻄﻮﻥ ﺑﻴﻦ ﻭﺣﺸﻴﺘﻬﻢ ﻭﺍﻛﻠﻬﻢ ﻭﺷﺮﺑﻬﻢ ﻭﻓﻀﻼﺗﻬﻢ ﺩﻭﻥ ﻣﺴﺎﻋﺪﺓ، ﻻ ﺿﻮﺍﺑﻂ ﻭﻻ ﺍﻱ ﻧﻈﺎﻡ، ﻣﺎ ﻫﻮ ﺇﻻﻧﺬﻳﺮ ﺑﻜﺎﺭﺛﺔ ﺍﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﺳﺘﻘﻊ، ﻭﻫﺪﺍ ﺳﺮﻋﺎﻥ ﻣﺎ ﺟﻌﻞ ﻣﺠﺘﻤﻊ ﺟﺪﻳﺪ ﺫﻭ ﻣﻘﺎﻳﻴﺲ ﺟﺪﻳﺪ ﻻ ﻳﺒﻌﺪ ﻛﺜﻴﺮﺍً ﻋﻦ ﻣﺠﺘﻤﻌﻨﺎ ﺃﻥ ﻳﺘﻜﻮﻥ .. ﻓﻘﻂ ﻫﻢ ﻣﺠﺘﻤﻊ ﺑﻼ ﺑﺼﺮ، ﻣﺠﺘﻤﻊ ﻛﻤﺠﺘﻤﻌﻨﺎ، ﺳﻴﺪﻫﻢ ﻣﻦ ﻳﻤﻠﻚ ﺍﻟﻘﻮﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﺡ . . ﻭﻣﺎﻟﻚ ﺍﻟﺴﻼﺡ ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺤﺪﺩ ﻣﺼﻴﺮ ﺍﻟﺒﻘﻴﺔ، ﻣﻦ ﻳﺄﻛﻞ ﻭﻣﺘﻰ ﻳﺄﻛﻞ ﻭﻣﺎﺫﺍ ﻳﺪﻓﻊ ﻣﻘﺎﺑﻞ ﺍﻛﻠﻪ . ﺃﻛﻠﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻔﺘﺮﺽ ﺍﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﺣﺼﺘﻪ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ، ﻟﻜﻦ ﺣﺘﻰ ﻑ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ ﻫﻨﺎﻙ ﻣﺴﺘﺒﺪﻭﻥ ﻭﻇﻼّﻡ ﻳﺤﺘﻜﺮﻭﻥ ﺍﻻﻛﻞ ﻭﺍﻟﺸﺮﺏ ﻭﺍﻟﻤﺎﻝ - ﺍﻟﻤﺎﻝ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻔﺘﺮﺽ ﺍﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺑﻼ ﺍﻫﻤﻴﺔ ﻟﻌﻤﻴﺎﻥ ﻑ ﻣﺤﺠﺮ - ﻭﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ..

    ﻑ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻓﻘﺪ ﺍﻟﺒﺸﺮ ﺑﺼﺮﻫﻢ ﻓﺘﺒﺨﺮﺕ ﺍﻧﺴﺎﻧﻴﺘﻬﻢ ﻓﺄﺻﺒﺤﻮﺍ ﻋﺮﺍﺕ ﺍﻣﺎﻡ ﺍﻧﻔﺴﻬﻢ ﺍﻟﻮﺣﺸﻴﺔ ﻓﺎﺗﺘﻀﺤﺖ ﻫﺸﺎﺷﺘﻬﻢ ﻭﺿﻌﻔﻬﻢ ﻭﺑﺸﺎﻋﻨﻬﻢ، ﻓﺎﻟﻄﺒﻴﺐ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺪﺭﻙ ﺗﻤﺎﻣﺎً ﺍﻥ ﺯﻭﺟﺘﻪ ﺗﺒﺼﺮ ﻭﻫﻲ ﻑ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺤﺠﺮ ﻓﻘﻂ ﻟﺘﺴﺎﻋﺪﻩ ﻭﺗﻜﻦ ﻋﻴﻨﻪ ﻭﻳﺪﻩ ﻭﻗﻠﺒﻪ، ﺭﻏﻢ ﺫﻟﻚ ﻭﺑﺒﺴﺎﻃﺔ ﺧﺎﻧﻬﺎ ﻭﻫﻮ ﻑ ﺍﻣﺲ ﺣﺎﺟﺘﻪ ﺍﻟﻴﻬﺎ .. ﻭﻛﺄﻥ ﺍﻟﻜﺎﺗﺐ ﻳﻘﻮﻝ ﻟﻨﺎ ﺍﻥ ﺑﺸﺎﻋﺔ ﺍﻻﻧﺴﺎﻥ ﻻ ﻣﻘﺎﻳﻴﺲ ﻟﻬﺎ ﻭﻻ ﺷﺮﻭﻁ ﻭﻻ ﺍﺳﺒﺎﺏ، ﻓﻘﻂ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻔﻘﺪ ﺍﻻﻧﺴﺎﻥ ﺍﻧﺴﺎﻧﻴﺘﻪ ﻳﺴﺘﻴﻘﻆ ﺍﻟﻮﺣﺶ ﺍﻟﻜﺮﻳﻪ ﺑﺪﺍﺧﻠﻪ، ﻓﻌﻨﺪﻣﺎ ﺧﺎﻥ ﺍﻟﻄﺒﻴﺐ - ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﻳﺒﺼﺮ - ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻟﻪ ﺳﺒﺐ ﺍﻥ ﻳﺨﻮﻥ ﺯﻭﺟﺘﻪ ﺳﻮﻯ ﺷﻬﻮﺗﻪ ﺍﻟﺤﻴﻮﺍﻧﻴﺔ .. ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﺴﻼﺡ ﻭﺭﻓﻘﺘﻪ ﺍﺣﺘﻜﺮﻭﺍ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ ﻭﺑﺪﻭﺍ ﺍﻟﻤﺴﺎﻭﻣﺔ ﺑﺎﻟﻤﺎﻝ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﻗﻴﻤﺔ ﻟﻪ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻌﻤﻴﺎﻥ ﻣﺤﺘﺠﺰﻭﻥ ﻣﻤﻨﻮﻋﻮﻥ ﺣﺘﻰ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺮﻭﺭ ﺑﺎﻟﻘﺮﺏ ﻣﻦ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﻤﺤﺠﺮ ﺍﻭ ﺍﻻﻗﺘﺮﺍﺏ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺮﺍﺱ !! ﻓﻼ ﺳﺒﺐ ﺳﻮﻯ ﺑﺸﺎﻋﺔ ﺍﻻﻧﺴﺎﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﻣﺴﺘﻌﺪ ﺍﻥ ﻳﺄﻛﻞ ﻟﺤﻢ ﺣﻴﻮﺍﻧﺎﺗﻪ ﺍﻻﻟﻴﻔﺔ ﺍﻭ ﺍﻱ ﻣﺨﻠﻮﻕ ﺣﺘﻰ ﺻﺪﻳﻘﻪ ﻟﻴﺒﻘﻰ ﻫﻮ ﻉ ﻗﻴﺪ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ، ﻭﺍﻱ ﺣﻴﺎﺓ ﻛﻬﺬﻩ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺴﻌﻰ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻻﻧﺴﺎﻥ ﻟﻠﻤﺤﺎﻓﻈﺔ ﻉ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﻭﺍﻥ ﻳﺨﺸﻰ ﻣﻮﺗﻪ ﻭﻓﻘﺪﺍﻧﻬﺎ .!!

    ﻭﺍﻧﺎ ﺍﻗﺮﺍﻫﺎ ﻳﻔﺘﺢ ﺻﻨﺪﻭﻕ ﺍﺧﺮﻯ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ﺍﻣﺎﻣﻲ، ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻜﻮﻥ ﺗﺪﺭﻛﻬﺎ ﻭﻟﻜﻨﻚ ﻻ ﺗﺒﺎﻟﻲ ﺑﻬﺎ ﻛـ " ﻇﺮﻑ " ﻑ ﺩﺭﺝ ﺍﺣﺪ ﺍﻟﺨﺰﺍﻧﺎﺕ ﺍﻟﻤﻬﻤﻠﺔ ﻑ ﺯﺍﻭﻳﺔ ﻏﺮﻓﺘﻲ ﻣﻊ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺨﺮﺩﻭﺍﺕ، ﻟﺘﺄﺗﻲ ﺍﻟﺼﺪﻑ ﻭﺍﻓﺘﺢ ﺍﻟﺪﺭﺝ ﻭﺍﺟﺪ ﺍﻟﻈﺮﻑ ﻭﺍﻗﺮﺃ ﻣﺤﺘﻮﺍﻩ .. ﻧﻌﻢ ﻓـﻬﻜﺬﺍ ﻫﻲ ﺍﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ﺍﻟﻤﻬﻤﻠﺔ .. ﻓﺮﺑﻤﺎ ﺟﻮﺯﻳﻪ ﻟﻢ ﻳﻘﺼﺪ ﺍﻟﻌﻤﻰ " ﻋﻤﻰ ﺍﻷﻋﻴﻦ " ﺭﺑﻤﺎ " ﻋﻤﻰ ﺍﻟﺮﻭﺡ " ، ﺑﻞ ﻣﻮﺗﻬﺎ ..

    ﻭﺍﺧﺘﺼﺮ ﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺔ ﻑ ﻫﺬﺍ ﺑﻴﺖ ﺍﻟﺸﻌﺮ : " ﺃﻗﺒﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﻓﺎﺳﺘﻜﻤﻞ ﻓﻀﺎﺋﻠﻬﺎ *** ﻓﺄﻧﺖ ﺑﺎﻟﻨﻔﺲ ﻻ ﺑﺎﻟﺠﺴﻢ ﺇﻧﺴﺎﻥُ "

    ﻓﺎﻻﻧﺴﺎﻥ ﺍﻧﺴﺎﻧﺎً ﺑﺈﻧﺴﺎﻧﻴﺘﻪ ﻭﺍﺧﻼﻗﻪ ﻭﺿﻤﻴﺮﻩ ﺍﻟﺤﻲ، ﻟﺬﻟﻚ ﻳﺠﺐ ﺍﻥ ﻳﺴﻌﻰ ﺟﺎﻫﺪﺍ ﻻﺳﺘﻜﻤﺎﻝ ﺍﻟﻔﻀﺎﺋﻞ ﻭﺍﻛﺘﺴﺎﺏ ﺍﻟﻤﺤﺎﺳﻦ، ﻭﺍﻥ ﻳﺪﺭﻙ ﺍﻧﻪ ﻗﺪ ﻳﻜﺘﺴﺐ ﺻﻔﺎﺕ ﻣﺸﻴﻨﺔ ﺑﻤﺨﺎﻟﻄﺔ ﺍﻧﺎﺱ ﻏﻴﺮ ﺍﺳﻮﻳﺎ، ﻭﻛﺬﻟﻚ ﻧُﻜﺴﺐ ﺍﻓﻌﺎﻟﻨﺎ ﻟﻤﺘﺘﺒﻴﻌﻴﻨﺎ ﻭﻫﺪﺍ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻳﺮﻣﻲ ﻟﻪ ﺟﻮﺯﻳﻪ !

    " ﻻ ﺃﻋﺘﻘﺪ ﺃﻧﻨﺎ ﻋﻤﻴﻨﺎ، ﺑﻞ ﺃﻋﺘﻘﺪ ﺃﻧﻨﺎ ﻋﻤﻴﺎﻥ، ﻋﻤﻴﺎﻥ ﻳﺮﻭﻥ، ﺑﺸﺮ ﻋﻤﻴﺎﻥ ﻳﺴﺘﻄﻴﻌﻮﻥ ﺃﻥ ﻳﺮﻭﺍ، ﻟﻜﻨﻬﻢ ﻻ ﻳﺮﻭﻥ ."

    ﻭﺍﺧﻴﺮﺍً ﺍﻧﺼﺢ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﺑﻘﺮﺃﺗﻬﺎ ﻭﺳﺘﺄﺧﺪﻙ ﺍﻟﻰ ﻫﻨﺎﻙ . . . ﺣﻴﺚ ﺍﻟﻌﻤﻰ ﻭﺑﺎﺀ ﻻ ﺩﺍﺀ !

    Facebook Twitter Link .
    7 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    4

    لم أقرأ لساراماغو من قبل وكنت أؤجل روايته هذه كلما وقعت عيناي عليها ... لكني عندما قرأت الرواية عرفت أنه يختلف كثيرا عن غيره من الكتاب اللاتينيين...والرواية الجيدة تعرفها من بدايتها.. فالأسلوب إما يشدك أو ينفرك....

    رواية عندما تقرأها تعرف كم هو ذكي ذلك الكاتب البرتغالي... ففكرتها فريدة من نوعها.. وأسلوبها مشوق جدا.... ثم إنني لاحظت أنه لم يذكر اسما واحدا في الرواية كلها... تصوروا رواية كاملة دون أسماء!

    العمى هو موضوع الرواية... وهو يرمز إلى العمى المعنوي – أي عمى البصيرة... ولعل ساراماغو لم يذكر أسماء شخوص روايته عامدا وكأنه يريد أن يقول أن هذا المرض قد يصيب أي مجتمع إذا تخلى الناس عن المشاعر والأحاسيس....

    لا أريد أن أسرد عليكم قصة الرواية حتى لا أفسدها على من لم يقرأها بعد... لكن بشكل عام ..الرواية رمزية وفلسفية لأبعد الحدود.... وتستطيع أن تستخلص منها الكثير من المعاني والدروس... وهذا هو الفرق بين الرواية الجيدة والرواية السيئة...

    هناك في هذه الرواية بعض المشاهد الحسية (الجنسية).. وهذا عادة ما يفسد متعتي في الروايات... ولكن ما عدا ذلك فالرواية متقنة بشدة.. ولا يكاد يخطر ببالك تساؤل معين إلا وتجيبك عليه الأحداث تباعا....

    عندما تعمى بصيرة الناس يتحولون إلى جماعات هي أقرب إلى الحيوانات ... تحكمها الشهوات والرغبات والحاجات الجسدية....فعندما يعمى الناس يفقدون شيئ من إنسانيتهم وحضارتهم...

    والعمى هو أيضا أن يفقد الناس الأمل كليا... ذلك هو العمى الحقيقي...

    تقول الروائية الفرنسية "فرانسوا ساغان" : إن الفن يجب أن يفاجئ الواقع.... وقد فاجأ ساراماغو الواقع فعلا بروايته هذه

    الرواية رائعة وشيقة وتستحق القراءة...

    ملاحظة: لا تحاول مشاهدة الفيلم لا قبل ولا بعد الرواية....

    Facebook Twitter Link .
    5 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    4

    - عمل رااااااااااااااااااااائع و مؤثر ومختلف فعلاً عن كل ما سبق لي قراءته

    - لم يكن هناك أى أحداث زائدة عن اللزوم كل حرف كان في الصميم لم أشعر بالملل البتة حتى في البداية دخل ساراماجو في الموضوع مباشرة عن إصابة أول رجل في الأحداث بالعمى الأبيض

    - فقط النهاية لم تكن على المستوى الذي توقعته فلقد كنت أتوقع أن يرتد إليهم بصرهم حتماً ولكن مع توضيح من الكاتب عن سبب تلك اللعنة التي حلت عليهم بالعمى أو أى شئ في المجتمع نفسه أدى بهم إلى هذه الأمر ...

    - بشكل عام هي من الروائع بحق وقد كان إختياراً صائباً جدااااااااااااااااا ممن رشحوها :)

    Facebook Twitter Link .
    5 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    4

    لو كان للظلم، للقهر، للنفاق، للكره، للسوء بجميع مسمياته أشكال لها ملمس و رائحة تحتل حيِّز فماذا كان سيختلف الوضع الذي نعيشه عن الرواية؟!

    لا أعرف هل هي نعمة أو نقمة أن لا تكون لتلك الصفات ملمس أو رائحة، هذه الرواية هي يوميات حياتنا ولكننا كما جاء في ختام الرواية بتلك الجملة الشهيرة "بشر عميان يستطيعون أن يروا، لكنهم لا يرون"

    أحببت فكرة الرواية التي كانت أشبه بالصرخة، واقع نتحاشى أو نتحايل على أنفسنا لتناسيه يأخذه الراوي ويجعل منه بعبقرية فذة نص يُزكم الأنوف ويثير الغثيان

    Facebook Twitter Link .
    5 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    5

    هل العمى الحقيقي هو فقدان البصر كحاسة أم فقدان البصيرة كرؤية داخلية؟

    هل نحن جميعاً عميان؟!

    العمى الحقيقي هو الجهل، هو أن نتخلّى عن إنسانيتنا، هو رؤية كل شيء إلاّ ما يختلج بأنفسنا، هو فقدان الأمل، اليأس...

    ياإلهي كم هو حجم البؤس والألم والقذارة في عالم أعمى!

    أبدع ساراماغو منتهى الإبداع وخطّ لنا تحفة فنية تلخّص بكل أسى واقعاً نعايشه!

    رواية مؤلمة، صادمة، مخيفة

    "أعتقد أننا عميان، عميان يرون، بشر عميان يستطيعون أن يروا، لكنهم لا يرون"

    Facebook Twitter Link .
    5 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    5

    رواية العمى عبارة عن كابوس و أشك في أن الكاتب قد راوده هذا الكابوس بينما هو نائم، فأراد نقله لنا، و قد ذكرتني برواية المسخ لفرانز كافكا، حيث أن سامسا جريجور لما استيقظ وجد أنه قد تحول إلى صرصور بلا سبب،، وتكرر الأمر مع المصاب الأول بالعمى حيث أصابه عمى مفاجئ بينما كان متوقفا بسيارته في الطريق عند الضوء الأحمر، أما بقية المصابيين فيمكننا أن نستنتج أنهم أصيبوا بالعمى بسبب العدوى، رغم هذا لا وجود لأي دليل على هذا...

    يمكننا تقسيم الرواية إلى شقين الشق الأول هو في بداية انتشار المرض إن صح أن نسميه مرضا، أخذ العميان إلى مستشفى مجانين مهجور خصص لهم ليكون محجرا صحيا، هناك صور لنا الكاتب، الدرجات التي يمكن أن يصل لها إنحطاط الإنسان أين تخلى عن جميع أخلاقياته الإنسانية و حتى الحيوانية، و كانت بارقة الأمل الوحيدة هي تلك المرأة التي بقت مبصرة رغم عيشها مع العميان.

    لم يجعل الكاتب لشخصيات الرواية أسماء، وعوضا عنها كان يدعوهم بصفاتهم، فالمرأة المبصرة هي زوجة طبيب العيون الذي زاره أول شخص أصيب بالعمى فنقل العدوى إليه و إلى كل من كان في العيادة.

    في الشق الثاني من الرواية أين أصبح الجميع عميانا، تمكن من كانوا محتجزين في الحجر من الخروج، و قادت زوجة الطبيب المبصرة الوحيدة الباقية مجموعة صغيرة من العميان، و قد تكونة بينهم رابطة صلبة يصعب تفسيرها، و حافظت على حياتهم و على إنسانيتهم الباقية.

    توقعت أن يستمر العمى كما إستمر تحول سامسا إلى صرصور، لكن هذا لم يحدث فكما أصيب الشخص الاول بالعمى كان أول من استرجع بصره، ثم كعدوى الإبصار هذه المرة إسترجع الجميع بصرهم واحد تلوى الآخر.

    أنهيت الرواية في يومين، و تأثرت بها كثيرا لدرجة كل ما توقفت عن القراءة أحس فعلا في لحضات أن جميع البشر عميان حقا.

    Facebook Twitter Link .
    4 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    3

    هذه الرواية مأساوية محزنة تصور حال المجتمع البشري المتهاوي المنقاد نحو ملذاته واضعا إياها مكان عقله الذي أفرغ الرأس منه إذا تعرض لمحنة ما , حيث تبدأ الأنانية وحب الذات وغريزة البقاء وسلطة القوي على الضعيف وتنحدر حياته نحو حياة الأدغال والسلوك الأقرب للحيواني منه للإنساني ..

    تحدث الكاتب فيها عن وباء العمى الأبيض الذي اكتسح فجأة المدينة فاقتلع منها كإعصار بصر جميع أفرادها (أو بالأحرى بصيرتهم )..باستثناء امرأة واحدة في الخمسين عمرا في العشرين فعلا في الدهر بصيرة وحكمة ..

    نطقت في آخر المطاف كلمات اختصرت مراد سارماغو من الرواية التي أوصلها إلينا بحذاقة رائعة بعد أن بدأ البصر يرتد لأصحابه تدريجيا ..فقالت :(لا اعتقد أننا عمينا , بل أعتقد أننا عميان , عميان يرون , بشر عميان ,يستطيعون أن يروا لكنهم لا يرون )

    اقتبست منها :

    -إن الضمير الأخلاقي الذي يهاجمه الكثير من الحمقى وينكره آخرون كثر أيضا ,هو موجود,وطالما كان موجودا ولم يكن من اختراع فلاسفة الدهر الرابع حيث لم تكن الروح أكثر من فرضية مشوشة فمع مرور الوقت ,الارتقاء الاجتماعي أيضا والتبادل الجيني انتهينا إلى تلوين ضميرنا بحمرة الدم وبملوحة الدمع وكأن ذلك لم يكن كافيا فحولنا أعيننا إلى مرايا داخلية والنتيجة أنها غالبا تظهر من دون أن تعكس ما نحاول إنكاره لفظيا .أضف إلى هذه الملاحظة العامة ,الظرف الخاص للعقول البسيطة فإن الندم الناتج عن اقتراف ذنب ما غالبا ما يختلط مع أنواع المخاوف السلفية وتكون النتيجة بالتالي أن تصبح عقوبة المراوغ من دون رحمة أو شفقة ضعفي ما يستحقه.

    Facebook Twitter Link .
    4 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    4

    “لا أعتقد أننا عمينا، بل أعتقد أننا عميان، عميان يرون، بشر عميان يستطيعون أن يروا، لكنهم لا يرون”.

    عبقريّة ساراماجو تتجلى بين أسطر هذه الرواية، كاشفاً زيف كل المظاهر التي ابتدعها البشر ليغطوا الجانب الحيوانيّ من طبيعتهم، ذلك الجانب الذي أينما هربنا منه سنجده أمامنا. كلُ مظاهر التمدّن والتحظّر، كل ما نسميه: أخلاق، مبادئ، قيم..الخ ليست الّا غطاء تستطيع الطبيعة أن تعرّيه بسهولة تامّة.

    الى أيّ درجة من الانحدار يمكن أن تقودك غرائزك الحيوانيّة اذا ما وجدت نفسك في حذاء أولائك العميان المساكين؟! كم من الوقت ستتمسّك بمبادئك الإنسانيّة التي طالما تفاخرت بها قبل أن تستسلم لجانبك الهمجي التوّاق للظهور؟!

    الرواية تكشف عجزنا الكبير، وضعفنا الهائل أمام ظروف الحياة. فاجعة كالتي حدثت في الرواية يمكن أن تجعلنا عاجزين تماماً، عاجزين أمام أدنى حاجاتنا الأساسيّة التي تبقينا أحياء. فاجعة مثلها يمكن أن تُفقد كل شيء معناه وماهيّته التي عرفناها سابقاً، حتّى الأسماء لن يكون لها وجود في عالم مليء بالعميان، لن يكون هناك الّا الأعمى الأول، الطبيب، زوجته، الفتاة ذات النظّارة السوداء..الخ. يالله كم نحن ضعفاء.

    رواية تستحقّ من كل قارئ الوقوف عندها.

    Facebook Twitter Link .
    4 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    4

    أنهيت الرواية منذ شهر تقريبا و لا زال الإنطباع الأول هو نفسه لم يتغير ألا و هو : الرواية عبقرية جدا من حيث الفكرة العقدة الأحداث الحوار و و و " بالمجمل يعني " :)

    الغريب في الأمر أن الكاتب اختار ألا يحدد لنا الزمان و المكان و أسماء الشخصيات و كأنه يتيح لنا التمتع ببعض صفات العميان في الرواية إذ أنه استعاض عن كل ذلك بصفات أطلقها على شخصياته (المرأة ذات .. , الرجل ذو ..) , و هكذا حتى أحسست بزوجة الطبيب بأنها العصا التي أقودني من خلالها

    النهاية كانت مفاجئة , كما البداية , و كنت أتمنى لو أن الرواي أكمل قليلا ووصف الناس حين استعادوا نظرهم و شاهدوا فداحة ما فعل العمى بهم

    وعلى كل هذا لا ينقص من قدر الرواية

    ممم و كرهت أيضا وصف مشاهد الإغتصاب كرهتها جدا و أحسست بالقرف و لا أحب هذا النوع من التعمق

    بالمجمل الرواية جيدة و تستحق الدراسة و المناقشة .

    Facebook Twitter Link .
    4 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    5

    "هذه الطينة التي جُبلنا منها، نصفها خبث و نصفها استهتار."

    ايه الي يحصل لما وباء يسبب "عمي أبيض" -إن جازت هذه التسمية - يهاجم كل سكان المدينة و يصيبهم بعمي كامل ما عدا شخص واحد، ما دلالة هذا الشيء؟

    لماذا اختار ساراماجو ان يتبع رسالته و التي أبرزها من خلال كل حرف في الرواية ان العمي ليس فقد البصر و إنما البصيرة ، برسالة أخري من خلال عطاء و بذل زوجة الطبيب و دفاعها حتي اخر نفس عن زوجها و مجموعتها

    و لماذا كانت معاناة المبصر في مجتمع العميان أشد ربما من

    معاناة العميان أنفسهم؟

    " لا أعتقد اننا عمينا بل أعتقد اننا عميان يَرون، بشر عميان يستطيعون الرؤية لكنهم لا يروا."

    رواية معتقدش اني هخرج من حالتها بسهولة

    Facebook Twitter Link .
    4 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    5

    رواية العمى هي من الروايات القليلة التي تجعلك تعيش فيها رغم صعوبتها - تجعلك تشم روائحها, تسمع الأصوات المنبعثة منها, ترى صورها المختلفة والمتنوعة وحتى انها تشعرك بانك تلمس من فيها !

    محور الرواية المركزي يدور حول انسانيتنا, وكيف يمكن ان نفقدها وبسرعة مذهلة, حين يصبح الجانب الحيواني في طبيعتنا اكثر وضوحا. وكأن الحضارة شيء مزيف.

    فجأة كل شيء يصبح دون صلة - لا العائلة ولا العمل ولا الشهادات... ثم يطغى ويسيطر علينا هذا الجانب الحيواني الذي ينعكس في مشاهد الاغتصاب بالرواية والانانية.

    لا شك ان قراءة هذه الرواية رغم عناصر التشويق فيها الا ان قرائتها صعبة لما فيها من مشاهد تصور لك النفس البشرية في ابشع حالاتها لدى فقدان التحضر والعودة الى الحالة الإنسانية- البدائية (الأولى) - حالة الغرائز الحيوانية التي ميزت الانسان في عملية تطوره.

    الرواية مليئة بالرموز - ساراماغو يعطيك شعور بانه فكر بادق التفاصيل حين كتب روايته -

    مثلا زوجة الطبيب - هي بقيت مفتوحة العينين وكأنها تمثل الضمير (ضمير الرواية) حتى حين ارتكبت جريمة قتل. اما الاعمى الأول فهو يرمز الى الانانية الذكورية وكلب الدموع فيوازي بينه وبين بني البشر في عملية البحث عن الطعام بين الجيف...

    لا شك ان امرأة الطبيب هي شخصية مركزية في الرواية, ولكن بالرغم عن ذلك هي ما زالت تابعة لرجل(زوجة الطبيب). ربما أراد ساراماغو من خلال ذلك ان يردنا الى خلق الكون والى رواية ادم وحواء, ربما هذه مقولة نوعا ما نسوية أراد من خلالها ان يظهر لنا ان هذا ما بقينا عليه حتى اليوم.

    لقد قرأت هذه الرواية في خضم احداث الربيع العربي في الدول العربية - ولقد دهشت من نفسي حين وازيت بينها وبين ما يحدث في تلك الدول:

    دهشت من نفسي حين رأيت ان مستشفى المجانين في الرواية موازي للدول العربية.

    والعميان في الرواية - هم عامة الشعب.

    العميان السفاحين - الشلة الحاكمة والفاسدة او الشلة المستفيدة في الدول العربية.

    الحكومة في الخارج - النظام الرأسمالي- العالمي الذي يحرك كل شيء بخيوط عن بعد.

    لا أتوقع طبعا ان ساراماغو قصد أي من احداث الربيع العربي, ولكنه طالما نشر روايته, روايته ليست ملكه, بل من ملكي انا وملك باقي قراءه.

    انصح جدا جدا بقرائتها . . . من اكثر الروايات التي تترك في القارئ اثرا عميقا . . .

    Facebook Twitter Link .
    3 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    5

    حتى نفهم الرواية ينبغي أن نعرف " جوزيه ساراماجو" ، توجهاته السياسية و الإقتصادية و العقدية و فلسفته في الحياة عموما . ساراماجو ملحد يؤمن بالفكر الشيوعي و يرى أن الإمبراطورية المالية العالمية التي تسيطر على العالم ما هي إلا إستمرار للتحالف التاريخي بين رجال الإقطاع و الكنيسة أو بلغة العصر : النظام الرأسمالي العالمي و رجال الدين .

    ماذا لو سقطت الأقنعة ؟ ما الذي يبقى ليكون هو "الأصل" إذا إختفت كل الألوان و البهارج التي تشوش على الرؤية ؟ ماذا لو وقف أفراد المجتمع واحدا واحدا أمام أنفسهم دون أي مظاهر خادعة ؟ حتى كلمة "مجتمع " ليست في الحقيقة سوى خدعة ، الدولة خدعة ، أسماءنا خدعة، إرتباطاتنا الأسرية خدعة .. ما الذي يبقى منا ؟ ما هي حقيقتنا التي ينبغي أن نتخذها أصلا ثابتا نبني عليه حياتنا و أفكارنا و معتقداتنا ؟ إنه الحب و الحب و حده . إنه الجوهر الذي إذا غاب إنعدمت الحياة . كل مؤلفات ساراماجو تسير في هذا الإتجاه . حتى "الله" لأنه غير موجود - حسبه - فهو لا يرى إلا من خلال أعين الكاهن . فإذا عمي الكاهن فإن أعين الله ستكون في عطلة !!

    إختار الكاتب "العمى الأبيض" ليكون رمزا للنور و المعرفة عكس "العمى الأسود" الذي يرمز للظلام و الجهل و الليل . لأنه يريد لـ "عميانه" و لقراءه خاصة أن يفهموا و يكتشفوا و يدركوا خاصة أن "العمى الأسود" لا يأتينا بجديد لأننا كلنا تقريبا نعيشه في ساعات الليل و صار من عاداتنا. الرواية فلسفية بإمتياز رغم بساطتها لأنها ترجعنا إلى الأسئلة الفلسفية الأولية بمباحثها الثلاث : الوجود و المعرفة و القيم .

    الكتاب يمكن أن تُكتب فيه مراجعة بعدد صفحات الكتاب نفسه .

    أنصح بقراءته و بشدة .

    Facebook Twitter Link .
    3 يوافقون
    اضف تعليق
1 2 3 4 5 6 ... 22
المؤلف
كل المؤلفون