ثلاثية غرناطة > مراجعات رواية ثلاثية غرناطة

مراجعات رواية ثلاثية غرناطة

ماذا كان رأي القرّاء برواية ثلاثية غرناطة؟ اقرأ مراجعات الرواية أو أضف مراجعتك الخاصة.

ثلاثية غرناطة - رضوى عاشور
تحميل الكتاب

ثلاثية غرناطة

تأليف (تأليف) 4.4
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم



مراجعات

كن أول من يراجع الكتاب

  • لا يوجد صوره
    5

    ‏دخلتُ غرناطة مع رضوى .. وعادت رضوى .. وبقيتُ أنا مع عليِّ حيثُ لا وحشة في قبر مريمة ❤

    Facebook Twitter Link .
    7 يوافقون
    2 تعليقات
  • لا يوجد صوره
    5

    اروع من انى اتكلم عليها

    من اجمل واحلى ما قرات

    آلمتنى بالقدر ذاته الذى اسعدتنى به

    Facebook Twitter Link .
    7 يوافقون
    4 تعليقات
  • لا يوجد صوره
    4

    قدّمت لنا المبدعة رضوى عاشور، من خلال عملها المميّز "ثلاثية غرناطة" صورة عن الأندلس قبيل وبعد السقوط التاريخي بأيدي ملكي قشتالة وأراغون، فرناندو وإيزابيلا، اللذين أرغما بوعبديل، آخر ملوك بني الأحمر على الرضوخ وبيع البلاد بثمن بخس ومن ثم الفرار بعدما ضاع ملكه، الذي بكاه كما شهدت على ذلك كتب التاريخ، وقيل إنّ أُمه رأته يبكي فقالت له: "ابك مثل النساء ملكا مُضاعا لم تحافظ عليه مثل الرجال"..، وما زالت الرّابية التي ألقى منها آخر نظرة على غرناطة ثمّ تنهّد فيها تنهيدته الحرّى، حيث عاتبته أمّه، تسمّى باسمه إلى الآن (el suspiro del moro).

    وهو ما برع في تصويره أيضا، الشاعر الأندلسي أبو البقاء الرندي، في قصيدته المشهورة عن الأندلس:

    يا من لذلةِ قومٍ بعدَ عزِّهُمُ **** أحال حالهم ْكفر وطغيانُ

    بالأمس كانوا ملوكًا في منازلهم **** واليومَ هم في بلاد الكفرعبدانُ

    فلو تراهم حيارى لا دليل لهمْ **** عليهمُ من ثيابِ الذلِ ألوانُ

    ولو رأيتَ بكاهُم عندَ بيعهمُ **** لهالكَ الأمرُ واستهوتكَ أحزانُ

    وقد جاءت الرواية عبر أقسامها الثلاثة، كتأريخ لتلك الحقبة المؤلمة والقاسية التي عاشها الغرناطيون، الذين قرروا البقاء بعد أن نكث القشتاليون بالعهد الذي قطعوه للمسلمين بعد السيطرة على المدينة، فأجبروهم على اعتناق المسيحية، واستبدال أسمائهم العربية بأخرى إفرنجية، والتخلي عن عاداتهم وتقاليدهم والتخلص من الكتب والمخطوطات التي توارثتها الأخلاف عن الأسلاف، وكانت محرقة باب الرملة، بمباركة "ثيسنروس" كاردينال توليدو، خير دليل على جهل وهمجية المحتل الذي لم يُقدر قيمة الذخائر النفيسة التي أتلفها، والتي ناهزت 600000 مجلّد، كانت تحتويها مكتبة "مدينة الزّهراء" بقصر الحمراء.

    وقد اختارت الكاتبة، عائلة أبي جعفر الورّاق لتحكي لنا عبر تتبع مسار أفرادها، سيرة المأساة التي عاشها الغرناطيون عامة، وما نالهم من تنكيل على يد محاكم التفتيش أو ديوان التحقيق، كما جاء في الرواية، وهو جهاز إرهابي بالمفهوم الحديث، مهمته الأساسية مطاردة الخطاة والمذنبين من الموريسكيين، الذين لا يزالون على دين آبائهم الأولين ولم يبدلوا منه شيئا ضدا على قرارات الكنيسة وسلطات الاحتلال.

    مريمة.. الوجه الآخر لصمود غرناطة:

    لعبت هذه المرأة دورا محوريا في استمرار عائلة أبي جعفر الوراق في غرناطة، بعد أن صدر قرار تخيير العرب بين التنصير القسري أو الرحيل، فجاء الفرج على لسانها: "لا نرحل، الله أعلم بما في القلوب، والقلب لا يسكنه إلا جسده، أعرف نفسي مريمة وهذه ابنتي رقية، فهل يغير من الأمر كثيراً أن يحمّلني حكام البلد ورقة تشهد أن اسمي ماريا وأن اسمها أنَا. لن أرحل لأن اللسان لا ينكر لغته ولا الوجه ملامحه." فكان أن قرر الجميع البقاء ولو إلى حين.

    مريمة في ثلاثية غرناطة، تجسّد نموذجا للدفاع عن المقهورين وإنقاذهم بالحكمة تارة وبالحيلة تارة أخرى من الوقوع في براثين مفتشي ديوان التحقيق، وقد احتفت رضوى عاشور من خلالها بالإنسان البسيط العادي، الذي تناساه المؤرخون في غمرة اهتمامهم بالملوك والأمراء والقادة وكبار الشخصيات، فأسندت البطولة لفئات البسطاء من قبيل الوراقين والسمارين والنساجين والمعالجات بالأعشاب وبائعات الكعك وعمال الحمامات... وهي بالتالي تكتب تاريخ هذه الطبقة الهامشية التي ظلت صامدة، بعدما فر الأشراف والكبراء بعد السقوط، وكلها أمل في قدوم مخلّص من المغرب أو المشرق لتحرير البلاد وفك أسرها وإحياء مجدها الغارب.

    ولكن

    هيهات..هيهات..

    لكل شيء إذا ما تم نقصان **** فلا يغر بطيب العيش إنسان

    هي الأمور كما شاهدتها دولٌ ****من سرَّهُ زمنٌ ساءته أزمانُ

    وهذه الدار لا تبقي على أحد **** ولا يدوم على حال لها شانُ

    Facebook Twitter Link .
    6 يوافقون
    1 تعليقات
  • لا يوجد صوره
    5

    مبدع هذا القلم الذي يأخذك بسحر الباخية (القصة) ويعبر أزقة البيازين وغرناطة ليلقيك غريقا في شواطئ الأندلس... تاريخ عظيم لشعب عظيم سطرته أنامل رضوى عاشور بأسلوب يجعلك تبكي على ضياع ارث حضاري عظيم وتزداد شوقا لماض أبقى من أن يضيع في غياهب النسيان والذاكرة...

    شخصيات أكثر من رائعة عشنا معها من خلال 3 حياوات تجعلك تبكي لموت أحدهم تارة وتحرقك شوقا للقاء أحدهم بأحد أزقة الكتاب تارة أخرى وتتمنى لو ان الذاكرة تفيض بتراب أندلس عشنا فيه وعاش فينا وزرعناه حُباً وزيتوناً ولوزا..

    مأخذي على الكتاب هو أنه بعد أن عشنا تفاصيل الباخية والشخوص في الفصل الأول حتى تبدأ الأحداث بالتسارع حتى اخر فصل فتفقد الاثارة التي خلفتها الشخوص وتبدأ بانتظار النهاية. بعض الاحداث لم تخدم القصة ولم أفهم سبب ورودها في السياق ولكنها تبقى الأندلس نقلتها أنامل رضوى بحرص أم رؤوم...

    Facebook Twitter Link .
    6 يوافقون
    2 تعليقات
  • لا يوجد صوره
    5

    كان أكثر ما يحيرني كيف تخلي أهل الأندلس عن اسلامهم ببساطة.وكيف تحولت الاندلس بحضارتها الي اسبانيا.استطاعت رضوي عاشور حقاً ان تبهرني وتنقل لي الروح الأندلسية بدقة وصفها للطبيعة وشجر الزيتون والبرتقال والشوارع والحارات وملامح الاشخاص حتي تنقلنا لنعيش وسطهم

    أستوقفتني حالة الأضطراب في المعتقدات التي مر بها جميع الشخصيات تقريباً ما بين ايمان فطري بأنهم مسلمين وما فُرض عليهم من تنصير

    -وقفت مع سليمة وهي تنظر للكتب وهي تحترق وتتعجب ان النار لن تكون بردا وسلاما عليها

    -حزنت علي سعد واستأت لايجازها لمرحلة موته

    -أحببت مريمة وتعلقها بالأمل بعد رؤياها التي أمنت بتحققيها

    -وتعاطفت بشدة مع علي الذي وصل لعقده السادس بلا زوجة ولا أبناء ولا أرض لا يحمل سوي الذكريات والحنين لغرناطة

    Facebook Twitter Link .
    6 يوافقون
    2 تعليقات
  • لا يوجد صوره
    4

    ثلاثية غرناطة لـرضوى عاشور ارتكزت على ثلاثة فصول: غرناطة، مريمة، فــالرحيل

    رواية تجعلك تعايش الحياة اليومية وأبرز معالم وأحداث سقوط الأندلس، ومعاناة الموريسكيين.

    تجعلك تضحك، تبتسم... تحزن، تبكي.

    أحداث مؤلمة على الناس، عايشوا فيها إجرام القشتاليين ومحاكم التفتيش، والإجبار على التنصير لمن بقي، وتشبثهم وانتظارهم لإخوانهم للنجدة والإنقاذ من بلاد الشرق والمغرب العربي.

    ولكن هذه النجدة والإنقاذ لم تأتِ إلى يومنا هذا!! وترسّخ السقوط أكثر فأكثر، وبدأت ملامح الهوية تختفي بين الأجيال المتعاقبة لمسلمي الأندلس، من مظاهر وشعائر الإسلام، إلى اندثار اللغة.

    لاحظت هبوطًا في مستوى اللغة عند المقارنة بين البداية والوسط والنهاية، ولكن بالإجمال لغتها متقنة وثريّة.

    رحم الله رضوى

    Facebook Twitter Link .
    6 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    4

    أنقصتها نجمة لأنني شعرت بشيء من الملل خلال قرأتي لها وبالأخص الجزء الأخير منها "الرحيل".

    إستخدمت الكاتبة أسلوب جميل في صياغة وسرد الأحداث، ذكرت أحداث وأمور بتفصيل التفاصيل وذكرت بعضها الأخر بإيجاز مقتصر.

    أن يدخلك الكاتب إلى رِوايته ويجعلك مُرافِقاً لشُخوصِها وأحداثِها مُلازِماً لهم في كُلِّ خطوة يخطونها عَبّر الصَّفحات، ذلك هو التَّميز بحد ذاته وهذا هو الذي تربعت على عرشه "رضوى عاشور" في روايتِها هذه.

    كان لها القدرة على أن تُسّكِنك ذلك الألم كما يَسكُنه أبطال الرِواية، تُشّعرك بتلك الخسارة ومابعدها من ضياع؛ ضياع العُمر، ضياع الحياة، ضياع الأمل، ضياع ما لا يُمكن تعويضه، ضياع الكرامة وضياع الغد معها.

    وبقاء الحال من المُحال.

    Facebook Twitter Link .
    6 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    4

    بين الطنطورية ومائة عام من العزلة

    أرى ان هذه الرواية بها عناصر كثيرة وأوجه شبه مع هاتين الروايتين .. بالنسبة للطنطورية فأنا أرى أن فلسفة الروايتين واحدة تحكي عن تأثير المآسي على البشر العاديين -ان كان يصح تقسيم البشر لعاديين وغير عاديين - تحكي عن الانسان البسيط اكثر مما تحكي عن الاحداث العظام وان كانت الاحداث العظام هي صلب القضية والموضوع .. الطنطورية هي ثلاثية غرناطة وثلاثية غرناطية هي الطنطورية .. لا فرق عندي الا في بعض الشكليات الروائية والاساليب الادبية التي تميزت فيها الطنطورية قليلا فكانت اكثر تاثيرا

    اما مائة عام من العزلة فهي تحكي عن اسرة وما يجري من العجائب لاجيالها المتعاقبة في حقبة زمنية طويلة .. لا فرق الا ان ماركيز اقوى ادبيا لكن رضوى كانت اكثر تاثيرا واقل مللا

    جمال الرواية يعزى بشكل كبير لموضوعها الذي لم تطأه اقدام الادب كثيرا بالرغم من استمتاع الكثير من الهرب باحياء ذكراه والبكاء عليه

    لفت نظري استخدام رضوى لأساليب كنت أظنها مصرية بحتة مثل اضافة مقطع ''سي'' قبل أسماء الرجال وبعض الامثال مثل '' يا خبر بفلوس '' لا اعلم هذه الاشياء اندلسية الاصل ام عربية الاصل ام مصرية الاصل وانتقلت للاندلس ام مصرية الاصل ولم تعرفها الاندلس يوما وفي هذه الحالة الاخيرة تكون رضوى خائنة ادبية وهو ما استبعده وفي غير هذه الحالة تكون رضوى قد قدمت لنا وجبة اندلسية دسمة من عادات وتقاليد واساليب الحياة في الاندلس اظن انها احتاجت الى دراسة وبحث شاقين وعليه فانها رواية رائعة الا ان تكون وقعت في الفخ الذي ذكرته

    Facebook Twitter Link .
    5 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    5

    جولة رائعة في بلاد الأندلس ,,

    غرناطة ,, الحمراء ,, البيازين ,, عين الدمع ,, شعرت أنني انتقل فعليا الى تلك الأماكن مع وصف رضوى عاشور

    عشت الاحداث تماماً .. فكأنني اشعر بالصخب واختلاط الاصوات في وجود ام جعفر وام حسن وسليمة ومريمة ونعيم وسعد ,, ثم ذلك الخواء والوحشة والجو المقبض الذي سيطر على القصة بعدما بقى علي بمفرده ,, وكأن الوحشة التي يشعر بها مطَارداً وحيداً نُقِلَت إلى كاملة وهو يدفن آخر فرد بقى له من العائلة

    !!وحشة مع الوحشة ,, وغربة فوق الغربة .. عندما يُمْنَع الانسان من ممارسة معتقداته حياً ويُحْرَم من الكفن ميتاً !!

    أبدعت رضوى عاشور في الوصف .. استمتعت بكل حرف واعتقد أنني بحاجة لقراءة كتاب عن تاريخ الأندلس كاملاً

    Facebook Twitter Link .
    5 يوافقون
    1 تعليقات
  • لا يوجد صوره
    0

    قرأتها منذ زمن

    حوالي سنة ..

    أذكر عندما أنهيتها رددت

    صدق القائل :

    الحياة قبل الثلاثية ليست كالحياة بعدها

    لا وحشة في قبر مريمة ..لا وحشة في قبر مريمة

    من أفضل ما قرأت

    و إن كانت جداً مؤلمة لظروف السقوط .. تستطيع أن تدخل بسهولة في الجو النفسي للرواية

    تستطيع أن تقترب من أبطالها و تحبهم كأنهم يتمثلون لك في الساحة

    أحبها بكل تفاصيلها ..

    :)

    Facebook Twitter Link .
    5 يوافقون
    1 تعليقات
  • لا يوجد صوره
    3

    تسلط الثلاثية الضوء على المرحلة الأخيرة من وجود العرب في الأندلس وذلك بتتبع مسار حياة عائلة أندلسية الجد والجدة وزوجة الابن و أحفادهما وابنائهم الى آخر فرد يبقى من هذه المجموعة في تلك البلاد ..........قدرة الكاتبة مدهشة على رصد تفاصيل الحياة الأندلسية ........ ولكن الرواية بالمجمل عادية جدا ولا ترتقي الى مستوى شهرتها

    Facebook Twitter Link .
    5 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    5

    رضوى عاشور. تلك الروح الكبيرة. غرست بيمينها وتدا من خشب الزيتون العربي الأندلسي في قلبي. لا أشعر بأنه يجب علي كتابة رأي في الرواية، بل تحذير إلى كل من كان له قلب: تجنب قراءتها ما استطعت إن كنت تبغي السلامة! فليست الحياة قبلها كالحياة بعدها!

    أحمد الديب

    مارس 2010

    Facebook Twitter Link .
    5 يوافقون
    1 تعليقات
  • لا يوجد صوره
    0

    ماذا فعلتي بي يارضوى اخذتني لعالم لم اتوقع ان اعيشه ابداع وسحر لا يوصف ثلاثة قصص باجيال مختلفه ولكل قصه سحر وانجذاب لا يوصف

    نحتاج كثيرا لروايات تحترم ذوقنا وعقولنا كهذه الروايه ومثيلتها السجينه وغيرهم من الروايات

    شكرا رضوى على هذا الابداع والرقي

    Facebook Twitter Link .
    5 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    4

    هل في الزمن النسيان حقاً كما يقولون ؟ ليس صحيحاً الزمن يجلو الذاكرة كأنه الماء تغمر الذهب فيه ، يوماً او ألف عام فتجده في قاع النهر يلتمع . لا يفسد الماء سوي المعدن الرخيص ، يصيب سطحه ساعة فيعلوه الصدأ . لا يسقط الزمن الاصيل في حياة الانسان.

    Facebook Twitter Link .
    5 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    4

    الجزء الأول- غرناطة

    أي أندلس هذه أندلس المسلمين في أوروبا أم فلسطين بحادثاتها منذ بدايات القرن الماضي؟

    عشت بدايات الأحداث في الرواية كما عشتها واقعا في فلسطين. الضعف والتفرق الذي يوصل الدول الى الاستسلام الصريح أو الاتفاقات المذلة .وفي غرناطة واتفاقية التسليم كما في فلسطين واتفاقية أوسلو ... بعد الضعف استسلام مذل لعدو ماكر لا يلتزم بعهد أو ميثاق. وعزة الناس بالمقاومة وتقديرها لها حتى بدون ان تحقق هذه المقاومة انجاز يذكر او يترك أثرا في حياتهم. وانقسام الناس بين من يريد هذه المقاومة ويتمنى لها الانتصار وبين أصحاب المصالح ومنطقهم في اعتبار المقاومة مؤذية وضارة.

    أبدعت د. رضوى عاشور في وضع التاريخ بقالب جميل سلس مشوق ما أن تبدأ القراءة لا تستطيع أن تترك الكتاب. تتنقل بين الشخصيات وبين الأحداث بكل سهولة.

    التفاصيل التي تسردها القصة في غاية الجمال والدقة تقرأ وكأنك تشاهد صورا حقيقية. تبدع في التصوير وكأنك تشم الرائحة وتشعر بدرجة الحرارة وتتذوق طعم المأكولات.

    تسير بك الرواية في تسلسها الزمني كنهر يجري في الزمن اذا نظرت اليه تظن ان شيئا فيه لا يتغير في حين أن كل ما فيه يتغير وكذا فعل الزمن بكل شخصيات الرواية من أبو جعفر ونعيم وسعد الى هشام وعائشة.

    تنوعت الابداعات في الرواية فطرقت بعضا من أبواب النفس البشرية وتنوعها، عادات الناس وطبائعهم وانعكاسها على حياتهم. دخلت في بعض التفاصيل المعمارية الجميلة فتحدثت عن بيوت وحمامات واسواق. تحدثت عن شيئا من الدول وصعودها وسقوطها. طرقت شيئا من علاقات المدن والشعوب وتبادلاتها.

    طرحت د.رضوى تساؤلات عبر شخصياتها عن محظورات النقاش في العالم العربي خصوصا تساؤلات حول الله وحول الموت والحياة.

    واخيرا وصفت وبعمق أحداث ذلك الزمان وأظهرت بشكل عميق وواعي الصراع على السلطة والمال الذي لبس ثوب الدين وذلك في الجزء الاخير من خلال أحداث محاكمة سليمة.

    أعجبني وبشدة تركيزها على أن العداء الأكثر قسوة هو العداء للكتب بما تمثلة من مخزون حضاري وأن الأنتصار الأكبر هو الانتصار للكتب والمحافظة عليها. قالت الرواية بشكل واضح وقوي أن من يكره الكتب هو الطاغية الظالم وأن من يحبها ويحافظ عليها هو المنتصر الحقيقي وان أُحرق.

    الجزء الثاني - مريمة

    تبدأ الكاتبة هذا الجزء بحلم فيه أملهم يريدون النصر وعودة عزهم وكرامتهم ثم تكون الحقيقة. أقوى حقيقة خلقها الله وتموت مريمة.

    أبدعت رضوى عاشور باظهار قوة المرأة وقدرتها على التحمل ووفائها. مريمة حافظت على أبو هشام وربت علي وتقبلت نعيم واعالت الجميع. مريمة ذات اليد الخضراء صاحبة البستان المورق الشذي.

    مريمة الصبر والحكمة

    كما في كل الرواية ابدعت في الوصف والتنقل بين الاماكن وبين الازمنة.

    يقول مالك بن نبي الفيلسوف الجزائري "عندما تغيب الفكرة يبرز الصنم" وتؤكد رضوى عاشور على هذه القاعده في هذا الجزء والجزء الذي يليه حيث ابتعد الزمان بعرب الاندلس عن العقل السليم لكثرة تعرضهم للتجهيل والتعذيب والمصائب من كل الاشكال والانواع فباتوا يتعلقون بحبال الاحلام والتمني وباتوا يثقون بالتمائم اكثر من ثقتهم بالبشر.

    الابداع الكبير في كل هذا انهم لم يتنازلوا ابدا عن حق المقاومة لم تُنسَ في اي مرحلة او تحت اي ظرف توارثوها جيلا عن جيل وان دفنت في بعض الاحيان او أخفوها في الاقبية وفي الدهاليز الا انها كانت حاضرة كما الكتب في عين الدمع او في صدور الكبار.

    كان من الرائع استخدام الكاتبة لعلي بن هشام وتوظيف هذه الشخصية من الطفولة الى نهاية الرواية بما مثلة من صواب وخطأ وجهل وتعلم وثبات وتنقل وصداقات وعداوات.

    في الجزء الاخير من هذه الثلاثية قطعت الراوية في نهايتها علاقتنا الحسية بالاندلس فليس بعد علي نسل ولا جيل جديد ابقته وحيدا بلا خلف ورحل الجميع الى المغرب. ولكنها أبقت المدن والقرى وابقت غرناطة والبيازين والقرى المهجورة والقرى العامرة التي هجرها العرب في لحظات الرواية الاخير. ابقت ما هو منتج وممتد أبقت الزيتون بما يمثلة في وجداننا من الأمل. وابقت الكتب ميراث العائلة ميراث العرب في الاندلس مدفونة في صندوق العائلة الاندلس في ارض البستان البستان الاندلس في البيازين بيازين الاندلس في غرناطة غرناطة الاندلس.

    ابرز ما شدني في هذا الجزء هو أن الجهل قطعا يؤدي الى الظلم والظلم قطعا ماحق وأشد ظلم هو ظلم المظلوم للمظلوم ففي حكاية كوثر اعلان واضح لكل ما يعيب الحياة من خطأ الاخت وحملها بالزنا الى معالجة الاهل للخطأ بقتلها وجنينها الى تقولات أهل القرية الى وشاية كوثر وفضحها الامر الى رجال الديوان حتى ضياعها ثم قلتلهم اياها.

    أخيرا لم يفت هذه المبدعة في هذه الرواية أن تربط الاندلس بالقدس بكل وضوح واصرار ولم تكن الرسالة عابرة تلك التي ربط القدس المحررة في زمن الاندلس المحتلة ولم تكن الرسالة عابرة تلك التي ربطت القدس المحتلة بالاندلس المحتلة. والجمال كل الجمال كان في ترك الاسئلة مفتوحة لنا نحن لنجد لها الاجابات.

    شكرا رضوى عاشور

    Facebook Twitter Link .
    4 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    4

    يا رضوى ، حددتِ شفرة القلم، وقتلتِ فأحسنتِ القتلة!

    بعض الكتب تسحرك..تجذبك..تشدك شدا.. لتغادر عالمك وتعيش بين صفحاتها..!

    لا أنكر أن هذه الرواية صبغت أيامي الماضية و المستقبلة بالحزن، والكثير من الأسى ، بدءاً المشهد الأول لأبي جعفر الوراق و هو ينظر إلى المرأة العارية ، يشاهد فى عريها موته و نهاية أندلسه المحبوبة .. إلى المشهد الأخير مع آخر أحفاده " على " و هو يعطي ظهره للبحر و للراحلين من المسلمين - الخائفين من الموت و التقتيل حال بقائهم فى الأندلس - ؛ ليعود إلى غرناطة ؛ فالموت و الهلكة - كما استيقن - هو فى الرحيل عن أرض الأندلس و غرناطة ، و ليس فى البقاء على أرضها !

    ما بين الجد الأكبر " أبو جعفر " ، و آخر الحفدة " علي " .. خلال هذه الفترة الزمنية الطويلة تأخذنا رضوى عاشور لنعيش هناك مع الموريسكيين - آخر المسلمين فى الأندلس - ، لنعيش معاناتهم ، نرى عادتهم ، نضحك قليلا معهم و نبكي كثيرا كثيرا ، هناك نسير فى حارة البياذين ، فى دروب غرناطة ، نبكي الدم بدل الدمع و كأننا معهم لحظة التنصير القسري و التعميد ، أو فى لحظات لوعتهم و هم يكتمون إيمانهم و يظهرون الكفر ، لا يكفنون موتاهم ، و لا يسمعون آذان صلواتهم ، حرامٌ عليهم الاستحمام ، حرامٌ عليهم أسماء العرب ، حرامٌ عليهم الإسلام ..! آه و يا حرقة القلب !

    و مع ذلك لم تتركنا رضوى لنموت كمدا على صفحات روايتها ، بل كانت بين الفينة و الفينة تزرع فى القلوب الأمل بأخبار المجاهدين الصابرين هناك .. بالكتب المدفونة تحت ثرى الأندلس هناك تنتظر من يحييها من تحت الثرى ! .. الأمل فى أشجار الزيتون هناك تنتظر أصحابها المسلمين حين يعودون !

    هذا درس يا أمة الإسلام و أى درس ! لكن بعد هذه القرون هل تعلمنا ؟! .. هل تعلمنا ما تصنعه الفرقة " و لا تنازعوا فتفشلوا و تذهب ريحكم " .. و ما يصنع التكالب على الدنيا ...! هل تعلمنا أن قوتنا فى تمسكنا بحبل ربنا و إلا تكالبت علينا الأمم ، لا يرعون فينا إلا و لا ذمة ! .. لكن العراق و فلسطين و أفغان و غيرها من جراحات المسلمين ما زالت تؤكد على أن الخلل لا زال ساريا ... و لعل ثوراتنا العربية تكون هي البداية ، تكون هي جذور شجر الزيتون - هناك فى الأندلس - أينع هنا فى بلاد العرب !

    من عجيب القدر مع هذه الرواية أنه يتبقى أيام قلائل و تدخل الأندلس في الذكرى الـ521 لرحيلها الاخير عن غرناطة و رحيل المسلمين في الثاني من يناير 1492م.. و كأن الكاتبة بروايتها الرائعة تُرسل لنا تذكرة بأنه إن كانت الأندلس سقطت من أيدينا مرة ، فلا تجعلوها تسقط مرة أخرى من الذاكرة !

    سلامٌ على أندلسٍ و أهلها !

    ===

    على هامش ضياع نجمة من تقييم عمل رائع كهذا .. لماذا؟

    قراءاتي للروايات قليلة حتى الآن لكن هناك أمر صار يستفزني جدا ، و بالنسبة لى أخاف أن يضيع علىّ متعة أعظم الروايات ، و هو الحشو الزائد من الكتاب فى وصف مشاهد إلحاد أو إباحية أو غيرها مما أشمئز منه كقارئ .. لم أر داعيا لتفوه أبوجعفر بكلام يعارض به قضاءربه عند موته ، أو كلام سليمة و تشككاتها أو ما تطفح به الرواية من مشاهد وصف إباحي و كلام كله اعتراض و كفر ..!! و الكاتبة لم تكلف نفسها بتلميح هنا أو هناك لتبين خطأ ذلك ، و أظن -و الله أعلم - أن انحيازاتها الفكرية قد طغت عليها هنا فتكلمت بأيدلوجيتها اليسارية - اليسارية المحقرة للدين - هنا و تريد فرضها على القارئ بقصد و وعى أو دونهما ..! " ما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم و يعفو عن كثير " .. ما ضاعت الأندلس إلا بسببنا نحن و هذه سنة الله فى كونه ، يهلك الدولة الظالمة و لو كانت مسلمة .. و لن يُغير الله ما نحن به من ذل حتى نغير ما بأنفسنا !

    ربنا اغفر لنا و ارحمنا و تجاوز عن سيئاتنا و لا تجعل مصيبتنا فى ديننا، إنك على كل شئ قدير

    Facebook Twitter Link .
    4 يوافقون
    2 تعليقات
  • لا يوجد صوره
    5

    على منوال ماركيز فى ” مائة عام من العزلة ” و نجيب محفوظ فى ” الحرافيش ” تقدم لنا رضوى عاشور رحلة مع عائلة أبو جعفر المنصورى فى الأندلس المفقود .. رحلة الحزن و الآسى .. تبدأ الرواية من حى البيازين فى غرناطة القديمة ثم تنتقل لأرض الأندلس المفقود لتنثر على أراضيه حكايات من الحزن و الألم الذى لاقته هذه العائلة على مر السنين مقاومةً لما تَعرض له المسلمين فى تلك الأيام من إضهاد و تعذيب و تنكيل .

    الألام التى لا تنتهى و المعاناة التى ليس لها نهاية و ما يتعرض له أهل الأندلس من قبل ديوان التحقيق و مفتشيه و عيونه فى كل الأنحاء بهذه الألام تعيش مع الرواية تعيش مع تلك العائلة مع مريمة و حسن و سليمة التى أحرقوها لمجرد أنها عملت بالطب و داوت الناس كما أحرقوا كتب أبى جعفر من قبل .. المشهد الذى أبدعت فيه الكاتبة فى الوصف و التصوير لتجعلك تنتقل بكل كيانك إلى ذاك الزمان المنصرم لترى بأم عينيك ألسنة النار و هى تمزق الكتب و ترى النيران التى تأكل كل هذا الكم من المعرفة لتعود لتلتهم سليمة من جديد .

    ” تبدو المصائب كبيرة تقبض الروح ثم يأتي ماهو أعتى و أشد فيصغر ما بدا كبيراً و ينكمش متقلصاً في زاوية من القلب و الحشا “

    هل كان بوسعهم أن يصمدوا أمام سلطة لم تكن تبحث فقط عن حكم البلاد بل عن إجتثاث كل ما يمت للماضى بصلة ! إلغاء العادات و التقاليد و الأزياء و إعتبار كل متمسك بها جريمة .. تحدثك بالعربية جريمة .. طهوك للحوم فى يوم الجمعة جريمة !! .. يجبرونك على إعتنفاق دينهم و يخيرونك ما بين التعميد أو النفى .. إما أن تؤمن بحقى فى إضهادك و إذلالك أو أقتلك و الأدلة جاهزة فأنت إرهابى تقاوم سلطتنا و تعترض على حقنا الإلهى فى حكم أرضنا !

    تعيش فى الرواية مع مريمة التى أحبتها كل نساء غرناطة .. مريمة ذات الحكايات التى لا تنضب .. مريمة ذات ردة الفعل السريع التى لطالما أنقذت بها المظلومين من براثن الديوان .. مريمة التى ستبكى عليها طويلا و على غرناطة التى أضعناها.

    ” و كأن همّاً واحداً لا يكفي أو كأنّ الهموم يستأنس بعضها ببعض فلا تنزل على الناس إلا معاً “

    اما زلت تبحث عن معنى ” كنتم خير أمة أخرجت للناس ” ؟؟ حسنا قارن معى بين موقف أمير المؤمنين عمر الفاروق عند فتح القدس و بين ما فعله الإسبان و القشتاليين فى الأندلس هل أغلق عمر دور العبادة على أحرق كتب أهل القدس هل أحرقهم و شردهم و هجرهم قصريا و نفاهم قطعا لا هذا هو ديننا و هذه هى أخلاق خير أمة .

    أهم فكرة خرجت بها من الرواية أن الكتب ما هى إلا كنوز للفكر و الثقافة و هى العامل الأساسى لبناء أى حضارة و هى المقصد الى يجب عليك أن تسدد ضرباتك إليه إذا ما فكرت فى هدم حضارة و هذا بالضبط ما قام به الإسبان فأحرقوا الكتب و حظروا إمتلاكها و إمتلاك أى شئ مكتوب بالعربية صادروا المئات من تلك الكنوز و أحرقوها هكذا بسهولة .. أحرقوا خلاصة العلم و الثقافة و الحضارة لمئات السنين فى لحظة .. تخيل أن هناك من سار على تاريخك بالممحاة فلا تذكر منه شيئا هو بالضبط ما حدث كل تاريخنا هناك أحرق و مُحى و بتقصيرنا أضعنا المتبقى منه فلم نعد نعلم عن الأندلس سوى أنها كانت يوما ما من بلاد المسلمين و لكنها سقطت فقط هذه هى كل ما نعلمه عن بلاد غرناطة و إشبيلية و قرطبة و غيرهم من بلاد الأندلس .

    عظمة هذه الراواية هى دفعها لك للبحث فى تاريخك عن تلك الحقبة المجهولة و تقدم لك ملخصا لحياتهم الممتدة عن عاداتهم و معاناتهم عن تعاملاتهم و حرفهم عن كل شئ جميل فى تلك البلاد التى آمل ان نعود لها مجدداً .

    ختاماً إذا لم تكن قرأت هذه الرواية حتىالآن فأعلم ان الكثير من المتعة ستفقدها إذا ما لم تقرأها فمن يبحث عن هموم التاريخ و أهواله فليقرأ تلك اللوحة الحزينة فى تاريخنا المنسى .

    Facebook Twitter Link .
    4 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    4

    صراحة انا لم أفكر مسبقا ولم اسأل نفسي كيف سقطت الاندلس مننا وكيف تحولت من بلد اسلامي عربي لدولة اوروبية!!!

    الاندلس تلك البلاد الاسلامية والتي كانت عاداتها وحياتها مثل أي بلدة عربية مسلمة

    الاندلس ذلك التاريخ الذي لم نتعمق كثيرا بمعرفة ما حدث هناك، ولم ندرس عن الحضارة الاسلامية وكيف وقعت وما الذي حصل فأخذتنا رضوى إلى هناك،، إلى المسلمين في غرناطة ، ومالقة ، والبيازين ، وعين الدمع والجعفرية

    هي تاريخ مكتوب عن قسوة القشتالين،، عن هدم حضارة اسلامية كاملة ،، قتل أهلها أو تنصيرهم، تحويل المساجد لكنائس واحراق التاريخ والكتب الاسلامية وترحيلهم واقتلاعهم من ارضهم- فهكذا يقتل أي محتل حضارة الشعب

    عشنا أيامنا مع ابو جعفر وام جعفر وحسن وسليمة،، ومن ثم سعد ونعيم ومريمة والأطفال

    حسيت من لما ماتت سليمة الاحداث نطت فجأة ،، يعني البيت اللي كان مليان كبار واطفال ،فجأة ما ضل فيه الا مريمة وعلي !!

    يعني مثلا سعد كيف مات ،، عائشة كيف ماتت ،، حسن كيف صار مقعد،، هاي النقاط تكاد لا تكون ذكرت في الرواية

    مريمـــة شفقت وحزنت عليها كتييييييييييير ،، كتير تحملت وكتير شافت وضلت آآخر شي مع علي وتشردت وماتت وهي بين ايديه ولسه بتحلم باللي راح !!

    ضلت غصااات في القلب وانا بقرأ الرواية وبشوووف سقووط حضارة عظيمة // ذكرتني كتير بفلسطين وكل اللي عمله المحتل بأهلهااا.. دايما الألم والوجع من اغتصاب البلاد بيتشابه !!

    رضوى عاشور كل التحية لك ولقلمك ،، أسلوبك مميز فعلا وعندك قدرة رهيبة ع صياغة جمل رائعة كونت هالرواية العظيمة وعندك قدرة غريبة ما بعرف كيف بس بتخلينا نندمج وننصهر ونعيش الرواية كأننا احنا حدا من أبطال الرواية وعايشينها مش قارئيهااا

    من المقتطفات التي أعجبتني :

    " تبدو المصائب كبيرة تقبض الروح ،،ثم يأتي ما هو أعتى وأشد فيصغر ما بدا كبيرا وينكمش متقلصا في زاوية من القلب والحشا "

    “في وحشة سجنك ترى أحبابك أكثر ,, لأن في الوقت مُتسعا , و لأنهم يأتون حدبا عليك في محنتك , و يتركون لك أن تتملى وجوههم ما شئت و إن طال تاملك ..”

    “و كأن همّاً واحداً لا يكفي أو كأنّ الهموم يستأنس بعضها ببعض فلا تنزل على الناس إلا معاً”

    “والله يا أخي ما يعذبني أكثر من السؤال: أين ذهب العرب والمسلمون؟”

    Facebook Twitter Link .
    4 يوافقون
    1 تعليقات
  • لا يوجد صوره
    3

    الموت في الرحيل ليس في البقاء .. اهتزّت داخلي العبارة تهزّ كل الأحزان الدفينة .. كم من عربي يمكن أن تهزّه هذه العبارة في ظلّ الحروب التي لا ترحم ؟

    الرواية تجعلك مبهوراً بقدرة الكاتبة على السرد والربط والوصف!! يا إلهي كم أبهرني الوصف .. عبقرية لا متناهية في وصف أدق الأشياء التي قد لا نلحظها في حياتنا الطبيعية! فتتفتّح غرناطة على ورق الرواية زهرة زهرة .. حجراً حجراً .. نقشاً نقشاً .. في كل دار .. وفي كل طريق وفي كل بناء ..

    إلا أنّها أسهبت في الوصف كثيراً على حساب الكثير من أحداث الرواية .. كلما مضيت في الرواية أقول ستتحدث عمّا حدث لنعيم والقس الذي كان يعمل لديه وكيفية زواجه .. ولا وضوح ولا تبرير!!

    الوصف أكل الكثير من الرواية وكان أحياناً يشتت العقل فلا يقدر على متابعة كل هذه الدقة في الوصف ..

    لم أكن أتوقع أنني سأمشي في تاريخ عائلة بهذا الشكل .. ربما ربطتنا بالعائلة لأننا عاشرنا أجيالها كلهم .. وكان فقد أحدهم مؤلماً جداً .. لا سيّما رحيل سُليمة! كان مؤلماً جداً .. وكان هذا الربط بالعائلة رائعاً وفي مصلحة الكاتبة ..

    ما أزعجني جداً جداً .. هو القصة التي طرحتها والتي لم أسمع بها في حياتي قط ولم أجدها .. قصة تبدأ على لسان الرسول !!! وتعرض جانباً من حياة خالد رضي الله عنه وبطولة علي رضي الله عنه في تخليصه .. انزعجت جداً من هذه القصة المُختلقة!

    وكانت العديد من الجوانب قصصاً خيالية أيضاً على ألسن بشر حقيقيين .. كان هذا مُزعجاً .. تمنيت أن أعرف من أين أحضرت هذه القصص ..

    هناك بعض الحشو في الرواية .. أمور لا داعي لذكرها على حساب القصص والتفاصيل التي ينبغي ذكرها، واللغة جيّدة .. في آخر عشرين صفحة كانت أفضل فقط ..

    الخاتمة كانت ممتازة! ورائعة جداً، لغتها والتشابيه فيها كانت جميلة كذلك ..

    في بعض المواضع أبرزت أنّ الله كان ظالماً لما أنزله على عباده -حاشاه تعالى- مما كان أيضاً غير مقبول في الرواية .. ومن المثير للعجب، أنّ أسرة تُحافظ على دينها ولو على حساب حياتها وتعرضها للموت إن انكشفت .. تشك في عدل الله فيموت أحد أفرادها ظاناً أن لا إله في الكون وأن تتكرر حوادث الزّنا في الرواية ..

    ليست أفضل ما قرأت .. كنت أتوقع أنها أفضل لما سمعت عنها ..

    Facebook Twitter Link .
    4 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    5

    لا أجد وصفاً لـ رضوى عاشور سوى كلمة "العظيمة"‏

    بين صفحات رواية بديعة ومحكمة

    قضيت وقتّاً شديد الخصوصية والمتعة

    وقد أبدع الأصدقاء في وصفها ،وسرد انطباعاتهم عنها

    لذا سيكون حديثي عن واحدةٍ من الشخصيات

    تلك التي أذابت قلبي وروحي وطاردتني في أحلامي

    هذا الريفيو إهداء لروح سليمة غرناطة

    سليمة تركت الورق وتنفست جواري

    حادثتني وبكت معي

    قبلتني ، وهدهدتها كأم

    حاورتني وتركت عقلي منتشيا

    سليمة واحدةٌ من الكائنات التي تغلغلت إلى مسامي

    لم أحتج للمكوث معها طويلاً

    فقد بقت وستبقى أبداً

    سليمة الشغوف بالعلوم ، والمتمردة أبداً

    وسليمة المرأة الحائرة في دورها ، وفيما يُفرض عليها من أدوار

    وسليمة الفكرة المجردة، والإنسان الحائر ، والبطلة الشجاعة‏

    سليمة التي تموت لأنها كانت أكثر من مجرد عادية تقوم بأشياء عادية

    سليمة الرمز ،، والحدوتة ،، والمأساة

    أظن أن الشخصية قد أفلتت من يد رضوى وتمرّدت على خالقتها ، وعلى الرواية

    كانت حيّة ، مشعّة ، مذهلة ، حقيقية لدرجة الإيلام ،وخيالية لدرجة الذهول

    أرادت رضوى انتقادها ،، أو الوقوف بحياد ، أو التعاطف معها

    فأبت إلا أن تكون هي..هي

    لا تحيلها أي جملة لواحدةٍ مغايرة أبداً

    كانت سليمة أقوى من رضوى عاشور ومن الرواية بأكملها

    تبدأ الحدوتة بفتاة حلوة لها عينين زرقاوين هائجتين كبحر وصافيتين ‏

    لا تحب أشغال المنزل وتفضل الدرس والقراءة

    عنيدة لدرجة غير عادية ولا يكف لسانها عن المجادلة ، وحنون بريئة كالظبية التي اتخذتها أليفاً ‏لها

    سليمة الشقيّة بهجران زوجها ، وببقايا الحب المغلّف بالضياع في الكون العابث

    سليمة الحائرة في دنيا الله ، وتدابيره

    التي تريد أن تتفهم سلطان الموت ، وتحاول محاربته بالدواء

    والتي تتحول رماد في محكمة تفتيش بتهمة السحر

    والتي تبقى روحاً تطوف حولي

    ليست كباقي الفتيات ولن تكون

    كان وقتاً لا يُنسى جوار هذه المرأة

    لا أظنني تعلّقت بشخصية روائية بهذه الدرجة أبداً

    وأحببتُ أن أردّ لها بعض ما أعطتني من سعادة ، وقوة

    Facebook Twitter Link .
    4 يوافقون
    اضف تعليق
المؤلف
كل المؤلفون