اقتباسات من رواية قصر الشوق

وكان الألم في الأيام الأولى للفراق كالمجنون في هذيانه ووسوسته ، ولو طال به الأمد على ذلك لقضي عليه.

ولكنه نجا من تلك المرحلة الخطيرة بفضل اليأس الذي وطّن النفس عليه من قديم، فانسرب الألم إلى مستقر له في الأعماق يؤدي وظيفته من غير أن يعطل سائر الوظائف الحيوية كأنه عضو أصيل في الجسم أو قوة جوهرية في الروح، أو أنه كان مرضا حادا هائجا ثم أزمن فزايلته الأعراض العنيفة واستقر، غير أنه لم يتعز -وكيف يتعزى عن الحب، وهو أجلّ ما كاشفته الحياة ؟

ولكنه كان يؤمن إيمانا عميقا بخلود الحب، فكان عليه أن يصبر كما ينبغي لإنسان مقدور عليه بأن يصاحب داء إلى آخر العمر.

ثمّة شيء نفتقده كلّما خلونا إلى أنفسنا ولكنّه لا يعود.

يتقاذفون كرة قلبك وهم يلعبون

أليس كتاب يهز الأرض خيرا من وظيفة وإن هزت الأرض؟! كل المتعلمين يعرفون سقراط، ولك من منهم يعرف القضاة الذين حاكموه؟!

إني كلما اشتدّ أمر، لم أجد عزاءً إلا في قلبك

لوكان المال كل شئ فدنيا لأشتريت به سعادتي وأرجعت به الراحلين

تبا للمال

الإيمان بأنّ الموت حتمٌ مقدّر لا يمنع من الجزع حين حضوره.

وتمنيه لو كان للحب مركز معروف في الكائن البشري لعله يبتره كما يُبْتَر العضو الثائر بالجراحة؟

وتمنيه لو كان للحب مركز معروف في الكائن البشري لعله يبتره كما يُبْتَر العضو الثائر بالجراحة؟

فلم يفطنوا إلى حقيقة هامة وهي أنها تحب حب الشخص لها لا الشخص نفسه!

تجلدي يا نفسي وأنا أعدك بأن نعود إلى هذا كله فيما بعد، بأن نتألم معًا حتى نهلك، وبأن نفكر في كل شيء حتى نُجن، ما أمتع هذا الموعد في هدأة الليل حيث لا عين ترى ولا أذن تسمع!

العاقل من يعرف لقدمه قبل الخطو موضعها،

ليس أقوى من الموت إلا الهوى

– ألا تهفو نفسك إلى السياحة في جنبات الأرض الواسعة؟ ‫ فكر كمال قليلًا، ثم قال: ‫ – يُخيَّل إليَّ أني مطبوع على حب الاستقرار وكأني أجفل من فكرة الرحلات، أعني من الحركة والاضطراب لا من الرؤية والاستطلاع، وددتُ لو

ها هي قائمة أمام عينيه شاهدًا على أن الألم الذي لا حد له والسرور الذي لا وصف له واليقظة المحرقة للنفس والحلم المدوم في السماء،

أليس عجيبًا أن يكون رأي أمه خيرًا من رأي أبيه؟ ولكنه ليس برأي، إنه شعور سليم، لم تفسده ممارسة الحياة الواقعة التي أفسدت رأي أبيه،

ما قيمة التاريخ؟ سحر التقويم أنه يوهمنا بأن الذكرى تُبعث حية وتعود ولو أن شيئًا لا يعود،

ويتفاوت تأثري بالتذكر ما بين حنين ينبعث معتدلًا أو حزن يمر مرور السحاب أو حسرة تلسع ولا تحرق إلا أن تثور النفس بغتة كالبركان فتدور بي الأرض.

غير أن كره إنجلترا نوع من الدفاع عن النفس وليست الوطنية على ذاك إلا إنسانية محلية.

لم يعُد يجد رفيقًا يحاوره بمكنون روحه مُذْ غادر حسين شداد أرض الوطن، فلم تبقَ له إلا نفسه ليحاورها إذا استشعر حاجة إلى الحوار، فاتخذ من روحه صديقًا بعد أن فارقه صديق الروح