المؤلفون > سلام سعود مطّور

اقتباس جديد

سلام سعود مطّور

1992 فلسطين

نبذة عن المؤلف

فلسطينية مواليد مدينة القدس 1992. طالبة طب عام في جامعة في مدينة بوخوم الألمانية. كاتبة افتراضية منذ عام 2014 من المجلات والصحف العربية العديد في والالمانية الافتراضية والمطبوعة. الرواية الأولى باسم "جدائل اللوز" أو كما تسميها هويتها الأولى.
4.6 معدل التقييمات
154 مراجعة

اقتباسات سلام سعود مطّور

الأمــر لم يَكن مَحـض صُدفة  ولا ضــربة حَــظ  أصابت نقطة الهدف ، الأمر كان يحتاج الكثير  والكثير من التَـــخلي !  أن تتخلى عن كل الزوائد  التي التصقت بك بلا فائدة  مع كل شخص وموقف مَـر فيك ومنكَ ،  التخلي أصعب أنواع الوعي .

سَتتخلى عن الإجابة عن الكثير من الأسئلة ، عن العلاقات التي لو ضربت بقبضة يدك طاولة واقعك سَـتتناثر فقط كالغبار حولك .

سَتتخلى عن الوقت المبذول الذي ترتب فيه حَـقيبة سفرك فأشيائك بدت واضحة ومعروفة لك ولا تريحك إلا هي .

ستتخلى ، وَستغلق بابك وهَاتفك وأذناك عن كل الضوضاء البشرية ، وسيعجبك صوت الماء المنسكب من الصنبور والستائر التي تهبط وترتفع مع كل هواء يحاول أن يختلس النظر لكَ ، وصوت فتح مغلف بريدي ، قلمك وهو يتحرك فوق الورق ، تقطيع الخضار فوق لوح الطعام ، صنارات الصوف ، ماكنة الخياطة ، ضربة الفرشاة في كأس الماء ، بخاخ الماء على أوراق المزروعات الصغيرة ، لوحة مفاتيح جهازك وأنت تكتب وأزرار جهاز التحكم .

صوت فتح باب الخزانة التي تحوي علبة القهوة ، وصوت مقاعد طاولة الطعام وهي تسحب للوراء وبعد برهة تعود إلى مكانها ، وصوت عدد الاطباق نفسه وأَنتَ ترتبها فوق بعضها لمجموعة مقربة منك تزورك وتشاركك عالمك ، وأصبح يُــلزمك الأمر أن تنفض الغبار عن الأطباق والأكواب في الركن الخلفية من خزانتك ، عندما تحين بعض الأحيان التي لا بد أن تشارك فيها ضوضاء البشر .

ستتخلى إلى أن تصل إلى أن تحفظ صوت خطواتك الأخيرة لسريرك قبل أن تنام ،وزر المصباح ، والصوت الذي يصدر وأنت تتقلب لجهتك اليمين أو اليسار لتنام .

بهذا كله ، فجأة ستكتشف بأنك أصبحت سعيدا بأن تكون وحيدا ، وبأنكَ " تَـتـخلى" .

رُغم أن ما كان يقلقك قبلا هو "هذا "! أنك تحاول أن لا تَـتخلى حتى لا تُصبح وحيدا ! ؟ فتتشبث أكثر وأكثر وتخسر نَفسك مضاعفة أكثر فأكثر .

عندما تصل لهذه المرحلة من الوعي ، ستكتشف أن هناك فرق كبير بين الوحدة والعزلة ، كما الصمت و السكوت ، وبين أن تنظر للحياة من نافذتك ، أو من بابك المفتوح لكل الأشياء والأشخاص من دون أن تُـتقن كَيف

مشاركة من 2255
اقتباس جديد كل الاقتباسات
  • كتب سلام سعود مطّور

    1