قصة حصار لشبونة > مراجعات رواية قصة حصار لشبونة > مراجعة Dina Nabil

قصة حصار لشبونة - جوزيه ساراماجو, علي عبد الرؤوف البمبي
أبلغوني عند توفره

قصة حصار لشبونة

تأليف (تأليف) (ترجمة) 4.2
أبلغوني عند توفره
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
4

ستدرك من الصفحات الاولى لماذا كانت "قصة حصار لشبونة" هى القصة المفضلة لسارامجو عند الكثيرين ، فهى تحمل خفة غير معهودة فى اعمال البرتغالى المجنون و قدر من الملل اقل من المعتاد فى اعماله الاخرى الشهيرة

ايقاع سريع -و لو نسبيا- و تعليقات ساخرة ممتعة من المؤلف الذى لم يترك مساحة خالية الا و قدم لنا فيه وجبة دسمة من الافكار و الفلسفة و تأملات

***********************

كانت توصيات المترجم منذ المقدمة على ضرورة بذل الجهد من القارئ ليصل الى جمال هذا العمل ، و ما اراه الا محقا  فوجود الصعوبات المعتادة فى ادب البرتغالى العبقرى كمزج الجمل الوصفية و الحوارية بلا فواصل و وجوب تركيز القارئ جيدا فقط ليدرك من يتحدث لمن فى الجملة ....يضاف عليها تلك المرة صعوبة التنقل بين لشبونة الحاضر و الماضى بلا فواصل مرة اخرى ليبذل القارئ جهدين الاول ان يدرك من يتحدث الان و صعوبة تحديد هذا "الان" اذا كان فى ظلال ماضى الحصار عام ١١٤٧ م ، او ان يكون هذا الان هى لشبونة الاوروبية الحديثة التى يزورها السياح حاملين الكاميرات

************************

تظل لى مشكلة مع المترجم فى تلك النسخة الراقية ، ربما هى شكوى من نوع غريب ، شكوتى ان الرواية مترجمة "افضل من اللازم" اختيار منمق للالفاظ اشعرنى باختلاف الروح و كأنى اقرأ لغير سارامجو المنطلق العفوى المجنون...كما كثرت التنويهات و الاشارات و التفسيرات بتعليقات متتابعة من المترجم، لعل على عبد الرؤوف يقوم بدوره على افضل ما يكون لكنى افضل مترجمى غائب اكثر مختبئ وراء النص لا امامه ، و كأن مترجمنا اكتسب نفس عدوى البطل حين تجاوز دوره كمصحح

***********************

يمزج سارامجو ها هنا بين حبكتين كلاسيكية فى اعماله ، حبكة الرجل متوسط العمر ذو الحياة الهادئة الرتيبة التى لا تلبث ان تتغير بحدث مفاجئ يجبر البطل البسيط الى محاربة الصعوبات النفسية على الاقل مثل روايات : الاخر مثلى و كل الاسماء ، و بين حبكة تناول حدث تاريخى معين بزاوية مغايرة لا تحكمها احداث التاريخ حتمية الحدوث بل تقلبات سارامجو الفكرية و اضافاته الساخرة و المجنونة ك روايات: المسيح يروى انجيله و قايين.....ولا ينتج عن هذا الدمج الا عن رواية تحمل خطين دراميين متوازيين غالبا ومتداخلتين احيانا

"بالليل و فى هذا الفضاء بين البيوت الوطيئة تتجمع الاشباح الثلاثة: شبح ما كان، و شبح ما كان على وشك ان يكون,  و شبح ما كان يمكن ان يكون...لا يتكلمون,  ينظرون الى بعضهم كالعميان و يصمتون" ....تلك الجملة الواردة فى الصفحة ١٠٦ بعفوية و دون اشارة  لاهميتها هى -ببساطة- ما بنى عليه البرتغالى المجنون رائعته كعادته مع القارئ

Facebook Twitter Link .
3 يوافقون
اضف تعليق