هروبي إلى الحرية؛ أوراق السجن (1983 - 1988) > مراجعات كتاب هروبي إلى الحرية؛ أوراق السجن (1983 - 1988) > مراجعة مروه عاصم سلامة

هروبي إلى الحرية؛ أوراق السجن (1983 - 1988) - علي عزت بيجوفيتش, محمد عبد الرءوف, شكري مجاهد
أبلغوني عند توفره
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
5

أتدري ما الآسر أكثر من الكتاب؟؟ ...رجل يخطو الآخرمن أعتاب العقد الخامس من سنين العمر ..ومحكوم بتسع أخرى في الأسر ...ثم يقبع في الزنزانة ليخطّه ؟؟...فتتوقع أدبيات وصف السجن ولون الحزن لبكائياتٍ من مداد الدمع ونبع الرثاء ...فإذا به يصطحبك لمكتبته ..ينتقي لك اليسير من الفلسفة ويقصّ عليك الكثير من الروايات ...يرافقك إلى المسرح الكلاسيكي ليحكيك رأيه في الحبكة الدرامية والأبطال... فتتلاشى ظلال جدران (سجن فوتشا ) بمخيلتك وينصهر أمام ناظريك حديد القضبان ...ليبقى في البال رغماً عنك صورة (علي عزت بيجوفيتش) وهو يقاسمك خواطره عن كل هذا بينما يخلع سترته الأنيقة عائداً في المساء ....الإباء اختيار كاليقين!! ...فإن لم تكن ساعة القهر كتوم الدمع ..عزيز النفس .. أبيّ الضمير ..فأنت السجين!!

ولبعض الكتب قدراً فوق قدرها ..إما لسفرٍ بعيدٍ تقطعه إليك أو لعناءٍ حتى وصولها ليديك ..وعن بداية الرحلة يقول علي عزت بيجوفيتش : ((لم أستطع الكلام ، ولكني استطعت التفكير ، وقررت أن أستثمر هذه الإمكانية حتى النهاية ، وأدرت منذ البداية بعض الحوارات داخل ذاتي عن كل شئ ، وكل ما يخطر بالبال . وعلقت بذهني على الكتب المقرؤة والأحداث في الخارج ، وبدأت بعدها بتدوين بعض الأشياء استراقاً في البداية ، ثم تشجعت تماماً، جلست وقرأت وكتبت ، وهكذا تجمع لدي ثلاثة عشر دفتراً صغيراً ..مكتوبة بخط دقيق وغير مقروء قصداً ، حتى إن طابعتي (ميرسادا) تعبت كثيراً وهي تقوم بنسخها ، وهذه مناسبة لكي أشكرها على الصبر في فك رموز شيفرتي للكلمات الخطرة مثل: (الدين، الإسلام، الشيوعية، الحرية، الديموقراطية، السلطة) وما شابه، تمّ استبدالها في الملاحظات بكلمات أخرى كنت أنا وحدي من يعرفها ، وأصبحت حتى بالنسبة لي خلال الأعوام التي خلت مفهومة بصعوبة وغريبة ))

أما عن درب الوصول.. فيقول : (((عندما كنت أملأ دفتراً ، لم أكن أضعه في خزانتي . وإنما كنت أودعه لدى أحد زملائي السجناء ، والذي كان مداناً بسبب جريمة قتل ، وهكذا يمكن مصادرة دفتر واحد فقط، ذلك الذي أعمل به. أي بمعنى آخر فإن إدارة السجن كانت تقوم بين الفينة والأخرى بتفتيش خزائننا باحثة عن (أشياء خطيرة) ، وكانت الأشياء الخطيرة السلاح والمخطوطات . وكانو يقومون بالتفتيش بالتساوي ، إلا أننا نحن أو بعضنا (كنا متساويين كثيراً!!!) ، وكانوا يفتشون خزانة صديقي القاتل والفلاح بالأصل بشكل عابر!!، وقبل نهاية السجن حمل صديق آخر لي في السجن ، وهو محكوم بالتزييف ، العشرات من هذه الملاحظات في علبة شطرنج إلى الخارج ، وعندما سلم الأمانة إلى أولادي ، رفض أن يتسلم مكافأة نقدية....الناس الذين نسميهم مجرمين ، يكون لهم أحياناً شعبية وجاذبية معينة في محيطهم، وسبب ذلك أنهم يعرفون عادة الصداقة ومستعدون للمخاطرة ، وبعض من نسميهم الطيبين يكونون غالباً مجردين من هذه الفضائل ))

على مسيرة 470 صفحة متخمة سيطالعك حشد من الأدبيات الناقدة لمؤلفات ( شكسبير ، أفلاطون ، فولتير، كافكا، سقراط ، هيرمان هيسة ، فيكتورهوجو، نيتشة ، وجورج أورويل ) ...يتخللها هوامش انطباعية على مسرح براند إبسن والتراجيديا اليونانية ، مروراً باعترافات (تولستوي ، وهوجو وجان جاك روسو)، ..يتبعه تفنيد شديد الدقة لتنظيرات (ميشيل فوكو، ماركس وهيجل )... ومع هديرهذه الجيوش المتتالية على عقل بسطحية ثقافتي قد تجد نفسك مدفوعاً بخزيّ إلى الوراء...قبل أن يبدو وكأن الكتاب يمنحك فواصل من صمت مطبق ينعدم بجوارها قيمة كل الأشياء ....ومن الوراء أنت الحيّ الوحيد في هذا المجال ستتقدم أنت في جلال ....لتتوارى بعينيك السطور كل السطور إلا هذه : ((يبلغ ابني اليوم الثلاثين عاما. ...اليوم انتهت أربع سنوات وبقي خمس .... اليوم انقضت خمسة أعوام وبقي أربعة ....اليوم أنهيت من عمري ثلاثة وستين عاماً وبينما تنهض في الخارج ثورة عارمة لا أستطيع سوى المراقبة ، وهذا شئ ، يدل في حد ذاته على أن المشهد في غاية الإثارة ....اليوم طلبوني إلى الإدارة حيث قرأ عليّ قائد الحرس بصوته الاحتفالي قرار الرئاسة اليوغسلافية بأن أعفيت من بقية العقوبة ..كان ذلك في يوم سجني الألفين وخمسة وسبعين )) وُلد له خلالها من ولده (بكر) وابنتاه (سابينا وليلى) العديد من الأحفاد ... أتعلم لو كان في سيرة العمر شيئاً للتأريخ ..لكان مثل ذلك مع أعياد ميلاد الصغار... ..آه وقبل أن أنسى !! لن يفوتك أيضاً كيف اهتم في العامين الأخيرين من سجنه بجمع العديد من الدراسات والمزيد من الإحصاءيات عن معدلات الجريمة ..الطلاق والإدمان مع مقارنات لها بالاقتصاد..وكأنه مثلاً بصدد التحضير لمؤتمر صحفي للبلاد !!..حصل (بيجوفيتش) على العفو عام (1988) ..وفي عام (1990) كان رئيساً البلاد!!

دوّن عن حياة السجن بضع ملاحظات .. كان لها عندي انطباع من يجمع معلومات لدراسة بحثية عن نفس السجين ..يقول مثلاً: ((عندما تكون في السجن تكون لك أمنية واحدة : الحرية ، وعندما تمرض في السجن لا تفكر بالحرية ، وإنما بالصحة ..الصحة إذن تسبق الحرية ))

((في زمن السجن لم ألاحظ لدى ذاتي هبوط الرغبة في الحياة ، ولكنني كنت أجد نفسي غالبا أمسك بأمل كبير ، يكمن في حقيقة كوني عجوز وأن الموت ليس بعيداً ، كانت هذه الفكرة تجلب لي الراحة ، واحتفظت بها كسرٍّ كبير))

وكان لمفهوم الجريمة والعقاب والجدلية الفلسفية التي دارت حولها حضورا قوياً بذهنه ...تكررت وتعددت محاولاته لدحض حجج القائلين بكون الجاني هو مجني عليه بالأصل... ولذا فإن بعض العقوبات الرادعة لا تفعل شيئاً سوى جعل العالم يدور في حلقة مفرغة من الظلم اللامتناهي ..في خضم ذلك لن يفوتك على ما أعتقد كيف بدا في بعضها كمن كان متشككاً ففكر ثم أيقن ..وهو ما جعل لنقده وقعا أصدق في نفسي..اخترت منها هذه والتي حاولت اختزالها قدر الإمكان:

يقول بيجوفيتش: ((لا شك بأن العقوبات الجسدية تتعارض والشعور بالكرامة والاحترام الإنساني ، ويمكن لنا أن نوافق على ذلك بسهولة ولكن التجربة تبين من ناحية أخرى ، ومع الأسف ، بأنه هناك أناساً لا يملكون ذرة من الكرامة والاحترام الإنساني ، يقول الله في القرآن : ((أم تحسب أن أكثرهم يسمعون أو يعقلون إن هم كالأنعام بل هم أضل سبيلاً)) ..رأيت في السجن عدداً كبيراً من الناس المعتادين على النشل وقطع الطرق ، ولم ألاحظ لدى أي واحد منهم الاستعداد عند الخروج لقبول عمل محترم ، وعلى العكس كانوا يشجعون بعضهم ويتواعدون ويتبادلون الخبرات ، لاحظت بعض الندم لدى القتلة وحتى هؤلاء لم يكن النادمون الأكثرية ، في الفيلم الذي شاهدته بسينما السجن ، وفي بعض المشاهد ، حيث يهاجم رجل فتاة صغيرة من أجل اغتصابها ، وبينما كانت مخطوفة مثل حيوان مسلوب ، وتنادي عبثا للنجدة كان معظم المشاهدين (السجناء) يشجعون بصوت عالٍ المغتصب !!، إن اللصوص الصغار والنشالين كانوا يتمتعون بالحديث معاً ، وذكروا حالة عامل منجم سرقوا راتبه فأقدم على الانتحار ..أحدهم وكان يشير إلى يديه ، قال لي : ألا تلاحظ أن هذه الأيدي لم تخلق للعمل ، إنها مخلوقة لشئ آخر ، وفي الحقيقة كانت له يدان ناعمتان وأصابع طويلة ، عندها فكرت بانه لا يستحق هذه الأيدي ، وكان من الإنصاف أن لاتكون له ، حتى تذكرت لاحقاً أن حكم الشريعة ينص على هذا ، قبل ذلك كانت لدي تحفظات إزاء العقوبات الجسدية ، ويبدو لي أحياناً بأن الله بعثني إلى هناك (إلى السجن) لكي أقارن حكمتي مع حكمته!))

حملت تأملاته الدينية بكل الفصول على عاتقها ثقل الأسئلة المطلقة بلا إجابات ...في حين قنع بعضها مثلي راضياً بالعديد من المحاولات ...يقول على سبيل المثال: ((لماذا نقدر الأخلاقية دائماً ونحتقر الوعظ غالباً ؟؟ لأن الأخلاق فعل ، والوعظ كلام، الأخلاق مطلب للذات ، والوعظ مطلب موجه للآخرين ، ولذلك فإن الأخلاق خلقية والوعظ نفاق خالص...أي غير أخلاقي))

وأحببت هذه القراءة له في القرآن ..يقول : ((ماذا تعني رواية القرآن عن خلق الإنسان الأول ؟؟ إنها تتضمن شيئين هامين : أولاً جميع الناس إذا لم يكونوا إخوة أو أقارب فهم أباعد وإنهم بذلك متساوون ، ثانيا كان الرجل والمرأة أولا ثم الناس والشعوب ، وتبعاً لذلك فإن حقوق الإنسان هي أقدم وأهم من الحقوق العائلية والمشتركة والشعبية والحكومية ، حقوق الإنسان أساسية وهذه الأخرى هي اشتقاقات منها))

أما هذه الفكرة فقد اتخذت على وضوحها بالفكر تجوال ..يقول بيجوفيتش : ((كل إنسان عاقل يلتزم بالقانون، ليس من الضروري أن يكون إنساناً أخلاقياً ، الاستقامة الشكلية للسلوك يمكن أن تكون من خلال العادات أو الخوف بشكل أقل من ذلك ، الممارسة الواعية وحدها هي حقاً الأخلاقية ، كما يجب عليّ أن أتخذ قراراً واعياً بأن أصوم أو أصلي ، فعليّ أيضاً أن أتخذ قراراً بأن أتصرف بشكل جيد وشريف، ولكي أستطيع أن أتخذ مثل هذا القرار، فإنه يجب أن تكون الإمكانية الأخرى مفتوحة ، فالمخصيّ ليس مثال الاحترام ، كما أن الضعف ليس فضيلة ))...صرت أعيدها وأسأل : لو أني بمجتمع يفسح المجال للرذائل تماما كما يمنحه لفضائل المظاهر و الأفعال..فكيف يا ترى سيكون حالي؟؟ فمرّ بي حينها طائف من عزة النفس غريب ..وكأني إن كنت الفاضل حينها لصرت في عين ذاتي العفيف بالاختيار...ثم ما لبثت أن ناقضت الفكرة ونقضت طيفي بالسؤال: أيوجد من نسل ابن آدم حقاً من يترفع عن الشجرة المحرمة إن حدث و كانت له يوماً في حيز المنال؟؟

و يقول في موضع آخر بشكل أكثر حسماً : (( الديكتاتورية غير أخلاقية ، وحتى عندما تمنع الحرام ، والديموقراطية أخلاقية حتى عندما تسمح به ، الأخلاق غير منفصلة عن الحرية ، وحده السلوك الحر هو السلوك الأخلاقي ، بنفي الحرية وإمكانية الاختيار فإن الديكتاتورية في مسبقاتها تتضمن نفياً للأخلاق ، وبقدر ما وعلى الرغم من النظرات التاريخية فإن الديكتاتورية والدين يتقاطعان بشكل تبادلي ، لأنه وكما في إشكالية الجسد والروح ينحاز الدين إلى الروح ، حتى إن الاختيار بين الرغبة والسلوك ، النية والفعل ، ينحاز دائما للنية والرغبة ، رغما عن النتيجة أو بالأحرى عن العواقب ، في الدين لا قيمة للفعل بدون نية أي بدون إمكانية أو حرية لكي تفعل أو لا تفعل ، وكما أن الجوع الإجباري ليس صوماً كذلك فإن الخير الإجباري ليس خيراً ، ومن وجهة نظر الدين بلا قيمة ، ولذلك فإن حرية الاختيار أي القدرة على أن تفعل أو لاتفعل ، الانضباط أو المخالفة شرط كل الشروط لكل دين ولكل أخلاق ، ويتبع هذا أن كل مجتمع إنساني عليه أن يحد من عدد قوانينه وتدخلاته على مستوى الإرغام الخارجي إلى الحدود الضرورية التي يمكن من خلالها المحافظة على حرية الخيار بين الخير والشر ))

تضمن الكتاب في الجزء السياسي منه الكثير من المعلومات ..ولكن هذه بالأخص والتي قد تبدو مستهلكة لدى المثقفين .. كانت بالنسبة لي شيقة جداً ..يقول فيها : ((أصل تسمية (اليمين واليسار) مرتبط بالمناقشة حول الدستور في الجمعية الوطنية الفرنسية عام (1789م) ، حيث جلس المطالبون بسلطات كبيرة للملك على يمين الرئيس ، بينما جلس المطالبون بسلطات أوسع للبرلمان والحد من سلطات الملك إلى اليسار، وارتدى هذا التقسيم لاحقا على أهمية عامة تتأسس على أن اليساريين هم أولئك المطالبون بالتغيير واليمين بالأمر الواقع ، التقسيم إلى يمين ويسار له معنى أكبر ولكن هذا أحدها ))

وهذه البشرى للمهوسيين بتقصيّ النوايا ...فأثرها في التاريخ الإنساني كأثر التدوين على صفحةٍ من ماء ..يقول : (((منذ ما يقارب مئة عام ، اشترت الولايات المتحدة في الجانب الغربي من أفريقيا قطعة من الأرض، وأنشؤوا عليها (ليبيريا) ، أول دولة سوداء حرة ، كانت تلك محاولة أمريكا للتملص من (الحمولة السوداء) المعيبة (المعروفة بتجارة الرقيق الأسود)، أعيد إلى ليبيريا عدد من الرواد الرجال السود الذين تم اصطيادهم هنا كعبيد ، واقتيدوا عبر المحيط وماذا حدث ؟؟ أصبح هؤلاء العبيد أسيادا في ليبيريا ، وموهوا بطريقة معينة المواطنة السوداء التي انحدروا منها ، هذه السلطة للطبقة السوداء المعروفة (بدولة الخوف لمئة عائلة) ، واستمرت لمئة عام ، ثم انتهت تقريبا بثورة عسكرية عام 1980، وعلى الرغم من كل ذلك ، يمكن أن نستنتج أن الحياة أحياناً تصوغ من الأفكار النبيلة سخرية متوحشة ، أو أن النوايا بغض النظر عما إن كانت حسنة أو سيئة ، لا يوجد لها في الحياة التاريخية أهمية خاصة ، ولذلك يحدث أن تنشأ نتائج إيجابية من دوافع أنانية ونتائج سيئة من دوافع نبيلة، ومن جهة أخرى فإن الحادث الموصوف يشير إلى أنه يتخبأ داخل العبيد والمعذبين...العتاة !! وكيف ؟؟ إن ذلك يعتمد على الظروف ...سيقول الشعب: الله يعلم ماذا يفعل، يمكن تقسيم الناس من الخارج إلى سادة وعبيد ، مجرمين وضحايا، ولكن يقبع في كل إنسان من الزاوية الأخلاقية السيد والعبد ، وأحيانا تبعا للظروف يتحدد موضوعيا ماذا سيكون عليه أحدهم ،وأي هاتين الإمكانيتين سيحقق في حياته التاريخية ))

وإن خُيرت من فصل ملاحظاته عن الإسلام شيئاً لاخترت تلك ..وتلك فقط..يقول بيجوفيتش : ((القرآن ينتقد الرسل)) ...بحرٌ من المعنى يهدر بهذه العبارة الموجزة ..باطنُ من الكنوز ..ولججٌ كذلك لمن طلب الغرق.

لم أعيّ منذ البدء الحكمة من وراء ولعه بزهرة الهندباء ....ثم علمت أنها تعتصر رأساً وضاءً بهيّ ...تنذره للريح..فيظن الرائي آسياً لوهلة أن قد كُتب للجمال ضريح ...قبل أن ينشق صلب الأرض بميلاد ألف هندباء ..ويرقّ قاسي القلب لمرآها بألف صلاة صدق وتسبيح......هي هذه الجميلة إن لم يكن لك بها سابق معرفة مثلي :

****

Facebook Twitter Link .
4 يوافقون
8 تعليقات