ذات > مراجعات رواية ذات > مراجعة Anas Refa't

ذات - صنع الله إبراهيم
تحميل الكتاب

ذات

تأليف (تأليف) 3.7
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
3

ضاعف الكاتب حجم الرواية ، ع الفاضي، بالفصول ذات الأرقام الزوجية التي ضمت اقصوصات من الجرائد المصرية وتناول لأخبار وأحداث من الواقع، أتى اسلوب عرضها - في الغالب - مملاً فارغاً، مكرراً، مبالغاً في مساحتها، وبشكل غير مترابط.. وكانت بمثابة هماً ثقيلاً، وفاصل "فصلان" مقرر عليك بين فصول الرواية..

لو قال "عاشت ذات في عصر الفساد بمختلف نواحيه" لكفت، لو صغّرَّ أحجام هذة الفصول التي كُتبت بتقريرية تليق بتحقيق صحفي لا رواية، أو لو اكتفى بفصل واحد منها.. أو لو بذل جهداً واعتنى قليلاً بتضمين هذة الوقائع باسلوب روائي ضمن الأحداث، أو حتى لو استغنى عنها تماماً، لخرجت الرواية برتم أخف وأسرع وأكثر بلاغة...

أقصد أن هذا الكم من المعلومات والوقائع والأحداث كان أجدى لو بذل الكاتب مجهوداً وكتب عنه نصاً روائياً ملحمياً كاملاً به من عناصر الرواية ما يلزم.. لم يعنيني من هذة الفصول سوى الذي تحدث فيها عن حادثة الأمن المركزي، و آخر عن توظيف الأموال وشركات السعد والريان.. فقد كانا مكثفين مختصرين، مترابطين..

مع وضع في الاعتبار آراء الأدباء في الفترة الأخيرة عن الأحداث، وتحديداً صنع الله ابراهيم، وحقيقة أن هذة الرموز لها من السذاجة ما لها، يظهر التسائل عن " هل يجب أن تميل كفة كاتب الرواية لعرض آراءه وأفكاره هو، أم أن تميل لاستخدام موهبته واسلوبه لنقل الواقع المجرد" .. تصريحات غالبية عظماء الروائيين مؤخراً، كفيلة بأن تجعلك تفقد الثقة فيهم كأصحاب مشورة فكرية تتركن إليها. وبالتالي أن تكون حذراً لما يصل إليك من روايتهم، وأن تُميز بين ما هو بوق للكاتب يصرخ فيه بما في عقله، وبين ما هو كادر تصوير للواقع يتصف بالأمانة، وبين ما هو حتى كادر تصوير مائل قليلاً يقتطع و يرسل إليك ما يريد الكاتب له أن يصل فقط..

"فـ حالات التدين مجرد انعكاس لفساد الدولة، و الشعراوي رجل بتصريحات تافهة، والمحجبات والحجاب ظاهرة نتجت عن أمراض المجتمع المصري، وعبدالناصر شخص عظيم - تزينت ذات لبطل العروبة العائد من فتوحاته !" -- هذا ما قاله صنع الله ابراهيم بطريقة أو أخرى. وواصل تكرراه..

على سيرة كادرات التصوير، فالفصول الروائية التي تمثل حياة ذات، وأسرتها ومن حولها، من الممكن أن تخرج كحياة أسرة مصرية عادية مملة، لولا اللغة الرشيقة الساخرة، والكادرات التصويرية الواضحة والجيدة، وعبقرية اظهار التفاصيل، والتصويرات والاستعارات في كل موقف.. أظن أن الكتابة إما لتناول أشياءاً جديدة، أو تناول ما هو معروف باسلوب جديد. والأمر الثاني هو ما تجده في "ذات" ..

ذات، - بتخيل نيللي كريم، بطلة المسلسل المأخوذ من الرواية في الخلفية - ومن وقع الاسم وموسيقاه: شئ برئ، بسيط.. تتمنى لها حياة أخرى، ظروف أخرى.. تتمنى لو أن لها عالماً أجمل، يحتمل برائتها .. ولكن وسط هذا الكم من الماضي المعبئ بالفساد، والحاضر الذي يحمل نذر الشر القادمة. والنهاية التي تركتها بين الأسماك الفاسدة والمبكي في المرحاض. لا تملك إلا أن تولى النظر عنها، وتنجو وترحل.. أو على الأقل ألا تهتم

Facebook Twitter Link .
1 يوافقون
اضف تعليق