المحاكمة > مراجعات رواية المحاكمة > مراجعة محمد أحمد الشواف

المحاكمة - فرانز كافكا, د. نبيل الحفار
تحميل الكتاب

المحاكمة

تأليف (تأليف) (ترجمة) 3.8
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
4

مُحيّرة...

ــ

هل تعرف أن كافكا كتبها فى ليلة واحدة من العاشرة مساءًا حتى السادسة صباحاً، المقطوعات الفنية الفريدة فقط هى التى لها مثل هذه السّمة!

مُحيّرة، فماذا أراد بها كافكا!

لأديب يكتب رواية مثل هذه فى ليلة واحدة دون انقطاع، فإنى لا أشك أنه نفسه لا يعرف مدى رمزيتها وماذا أراد بها، فهو –مؤكد- لم يرسم الشخصيات ولم يوزع أدوارها فى الشكل النمطىّ المعهود ولا استخدم المسودات.. لأن كل هذا العمل الروتينى الرتيب يستغرق وقتاً ويستهلك من الروح الإبداعية، فتلك الروح حين تتواجد بقوة فإنها تتبنى كل تلك الأدوار وتسير بلا رقيب نحو الإبداع الحق... كافكا قد تلقى الهمسات الهادرة من ربة الشعر فى تلك الليلة!

كل ما فعله أنه عبر عن نفسه وحالته النفسية الحاضرة فى تلك الليلة بالرمزية.

لكن هذا لا يعنى أن قصته لاترمز إلى شيء، بل على النقيض؛ القصص التى تُكتب بتلك الروح تكون رمزيتها غاية الإحكام ومنتهى الصدق، فى رمزية "المحاكمة" بالذات لها أكثر من تأويل وجميعها قد يكون صحيحا: لكنى أميل إلى هذ التفسير:

فالإنسان حين يفتح عينيه على الدنيا ("جوزيف ك" يستيقظ ذات صباح) يجد نفسه مطاردا محاكما من محكمة القدر، لأنه لا يملك زمام هذا القدر، فالإنسان يأتى الحياة مُسيّراً، وهو مُطالب دائما بإثبات براءته من تهمةٍ لا يعرفها فهو لا يتحكم فى مصيره ولم يأت إلى الدنيا بإرادته، كأنه لم يأت إلا لأن يدافع عن نفسه طيلة حياته!

وهو دائب البحث عمن يدافع عنه (المحامى) ويحلم بذلك المدافع المثالى الذى لم يره أبدا لكنه يعرف أنه فقط من بيديه خلاصه.. وفى النهاية وبعد محاولاته البائسة للدفاع عن نفسه يُحكم عليه بالموت، نهاية حتمية لا مناص منها..

السوادوية والعبثية هما سمتىّ المحاكمة الفريدتين، جعلتا منها قطعة أدبية فريدة، من حسن الحظ أن صديق كافكا لم يستجب لوصيته بحرق أعماله..

لم يعب الرواية سوى هذا الوصف الزائد خصوصا فى الفصل السابع، فى وصف المحكمة ونظامها الإدارى.

الترجمة لا بأس بها رغم التحفظ، لكن أخطأ المترجم حين ضمّن فى المقدمة مقتطفات من الرواية فكان أن (أحرق) بعض أحداثها..

Facebook Twitter Link .
5 يوافقون
1 تعليقات