الفيل الأزرق > مراجعات رواية الفيل الأزرق > مراجعة إسراء مقيدم

الفيل الأزرق - أحمد مراد
تحميل الكتاب

الفيل الأزرق

تأليف (تأليف) 3.9
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
1

مين عاوز هامبورجر ومين عاوز سوسيس...

هكذا وجدتني أتذكر جملة عادل إمام في أحد الأفلام السينمائية فور انتهائي من الرواية,لن أتحدث بالطبع عن عادل إمام وملابسات القصة وراء تلك المقولة..فهي لا تخفى على أحد,ولكن سأتحدث عن سبب تذكري لتلك المقولة مع انتهائي من الرواية..فالرواية تسير على منهج "كله هياكل".."غمض عينيك وكل اللي نفسك فيه تلاقيه"..بمعنى أنك إن كنت من مريدي الحبكة الدرامية فستجد الحبكة,ان كنت من هواة الطب النفسي فالرواية مرجع طبي لعدة أمراض..ان كنت من مريدي السحر الأسود والجن وماشابه فالرواية في آخر مائة صفحة ستتحول تماماً لحفلة صاخبة ليلة عيد الهالويين!أماان كنت ممن قد قضوا نصف سنوات حياتهم تحت وطأة رجل المستحيل وفانتازيا وحل الألغاز ..أعدك بساعات ممتعة من الغموض

إذن فما هي المشكلة؟ المشكلة تكمن في اني قد انتهيت منها فيما يقارب اسبوع!

فلنرَ..عندما أقضي مع رواية كل تلك المدة وتصبح العلاقة اليومية بيننا هي "يانا ياانتي النهاردة",فهذا يُرجح احتمالين؛إما أنها قد قتلتني شغفاً أو أنها قد قتلتني مللاً..بالنسبة للفيل الأزرق فقد قتلتني من فرط السذاجة!

لا أدري متى تحديداً تحوّلت الصفحات بين يدي من حالة طبيةعن قاتلٍ ما مستوحاة من خليط ذكي من حلقات CSIو Grey's anatomy

(أعني البنية الدرامية بالطبع)

لإحدى حلقات برنامج صبايا عن السحر والجن والأعمال,ولا أدري أيضاًمتى حدثت النقلة السينمائية التي حجزت لي تذكرة لمشاهدة تنويع آخر على حوار الشيطان مع الإنسان في فيلم the devil's advocate !

ــــــــــــ

حدث مرة أن قرأت عبقرية ابراهيم أصلان (عصافير النيل)؛أتذكر أنني قد تعلقت بعبد الرحيم ونرجس بالدرجة التي جعلت الشخصيات تأبى أن تفارقني إلا بعد أن أكتب عنها!

أما هنا..لا أظنني آبه كثيراً لمصير يحيى ومسيرة حياته مع لبنى بعد تفجير (وأضحك من سذاجة الكلمة ) مفاجأة آخر صفحات الرواية..

فالشخصيات مجردة تماماً من أية أنسنة ,لم يهتم الكاتب حتى برسم أبعاد نفسية لهم برغم أن الرواية تدور في مصحة للعلاج النفسي!

لا أدري..ولكنني شعرت بخواء تامّ,فجوة عميقة في الشخصيات كأنها أجساد محمول فوق أاعناقها فراغ أسود بدلاً من الوجوه

ملحوظة :لو قرأت تلك الرواية مبكراً خمسة أعوام لهمتُ شغفاً بها ولَأصبح الكاتب تجسيد لمقولة "هذا ربي هذا أكبر"..فالرواية مراهقة فكرياً ,مراهقة وليست مُرهِقة..الفرق جلّي.

بقى لي ملحوظتان ..

أولهما

الفورمة الكتابية لأحمد مراد هكذا دائماً؛مشكلة غالباً ما تكون جنسية تودي بصاحبها لسلسلة ثنائية العدد من جرائم القتل,وتوريط شخصان غير معنيّان بكل هذا الهراء..أولهما البطل لأنه بطل الرواية وثانيهما القارىء لأنه كان بالغباء الكافي لإقحام نفسه في الأحداث إرادياً بقرائته إياها

كما أن الحل دائماً وأبداً يوجد بين طيات كتاب

ففي تراب الماس كان الحل ,وتفسير اللغز بأكمله ,كامن بين طيات كتاب في صندرة والد بطل الرواية الذي لا أتذكر اسمه حتى

وفي الفيل الأزرق كانت كل التفسيرات في كتابي الجبرتي الكامن في حوض سمك يحيى والكتاب الآخر في محل مدام ديجا..الأمر الذي استرعى انتباهي لأتساءل؛هل يلزم دائماً بأحمد مراد أن يخلق عقدة ويزيدها سُمكاً لإضفاء الجو المرغوب فيه من الإثارة والتشويق ,وعندما يبلغ به التعقيد منتهاه ويصل به لحائط مصمت يضطر لهدمه سريعاً بظهور مُفاجىء للكتاب السحري الذي يحتوي على كل الحلول؟

بالنسبة لي شخصية يحيى ليست من هذا الطراز الذي يحتفظ بكتاب الجبرتي في بيته,حتى وإن كان محتفظ به في حوض سمك قديم!..والأمر الأغرب ؛أن يتذكر يحيى فجأة وجود الكتاب في الوقت المناسب ليرشده!!

هل الأمور دائماً ما تكون بتلك البساطة أم انها "تساهيل ربنا" أم ان الكاتب أثناء كتابته للرواية تعمد إضفاء الأبعاد الدرامية _لا الروائية_ للرواية لتناسب ذائقة سوق صناعة السينما؟

والأمر الثاني تجلّى لي بالأمس أثناء مطالعتي لصفحة الكاتب الشخصية على الفيسبوك ومشاهدتي لمقطع من حفل التوقيع وتعليقات الأصدقاء هناك التي تتحدث عن فتحي عبد الوهاب وكريم عبد العزيز وسيرين عبد النور كأبطال للرواية!!

معلوماتي أن التسلسل المنطقي لأية رواية هو الكتابة..النشر..القراءة..النجاح,ثم تظهر على الساحة فكرة تخليدها بشكل سينمائي كي تترسخ في ذاكرة المشاهدين,من منطلق أن العظمة ليست حكراً للقراء والمثقفين وأن البسطاء أيضاً من حقهم التعرف على أشكال مختلفة من الفن والجمال

أما أن يتحول حفل التوقيع لمناقشة عن الفنانين المناسبين للأدوار,فهذا أمر أكد لي أن الرواية مكتوبة كي تتحول لمادة فيلمية

على كلٍ الاسلوب المكتوب به الرواية مناسب جداً لشركة أوسكار-النصر-الماسة!

كان يجب تسليط الضوء على هاتين الملحوظتين كي لا تأكلني الدهشة وحدي عموماً

Facebook Twitter Link .
0 يوافقون
3 تعليقات