توفيق البوركي
توفيق البوركي
عبّر قائلًا

إيحاء الأمكنة
أمير تاج السر
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وأنا أقلب ذهني، محاولا أن أتذكر قراءاتي في الأدب الأجنبي والعربي، وما علق منها في ذاكرتي، كما أفعل من حين لآخر، كتمرين للذاكرة، عثرت على عشرات المدن، موجودة ليس بأسمائها فقط، ولكن بجميع عوالمها، داخل روايات كثيرة، سواء كانت عربية أو أجنبية.
الكتاب هنا، يمسكون بيد القارئ، يقودونه عبر شوارع واسعة أحيانا، وضيقة في أحيان أخرى، يدخلونه مولات التسوق، والأحياء الشعبية والراقية، وبؤر الضجة وجذب السياح، وحتى المواخير والأندية الليلية بكل مواصفاتها، في سياحة أشبه بالسياحة الحقيقية التي يقوم بها أحد داخل مدينة ما.
هذه المدن المذكورة، بعضها يتكرر في عدة روايات، بينما مدن أخرى لا ترد أسماؤها، ولا مرة، رغم ما فيها من ضجيج وصخب، واحتمال أن تولد داخلها القصص الغريبة، وتنمو باستمرار.هذا لا يعني بالتأكيد خصوبة مدن معينة، مقابل جفاف أو عقم، مدن أخرى، فقط، بعض الأماكن تحتاج لوقت طويل من استيعاب تاريخها وحاضرها وحيلها أيضا، والاحتكاك بذاكرتها، حتى تساهم في عمل أدبي.. والمثير في الأمر، ان الكتب الأدبية التي تذكر مدنا بعينها، تمنح أيضا قدرا من التشويق، ليس للقارئ العادي وحده، وإنما لكتاب الرواية أيضا، الذين قطعا يودون التعرف إليها عن قرب، ليكتشفوا إيحاءها وحدهم.
لذلك حين قرأت روايات مثل: «ليلة لشبونة» للألماني أريك ماريا، و»الشتاء في لشبونة» للإسباني أنطونيو مونيوز مولينا، و»بيريرا يدعي» للإيطالي الراحل أنطونيو تابوكي، التي تدور أحداثها أيضا داخلد لشبونة في البرتغال، تملكني إحساس غريب بأنني ربما أضعت شيئا مهما، بعدم زيارتي لشبونة حتى الآن.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لقراءة المقال كاملا:
****

1 يوافقون
اضف تعليق