رسائل إلى روائي شاب - ماريو بارغاس يوسا, صالح علماني
أبلغوني عند توفره
شارك Facebook Twitter Link

رسائل إلى روائي شاب

تأليف (تأليف) (ترجمة)

نبذة عن الكتاب

يختار ماريو بارغاس يوسا أن يكتب عن الرواية بطريقة مختلفة عما كتبه النقاد. وفي تجربة فذة على شكل رسائل يلتقط الزوايا الخفية في روايات نعرفها وأخرى لا نعرفها. خسر يوسا كرسي الرئاسة في بلاده وكسب القراء في كل أنحاء العالم.
عن الطبعة
  • نشر سنة 2013
  • 131 صفحة
  • [ردمك 13] 9782843057885
  • دار المدى للطباعة والنشر والتوزيع

تحميل وقراءة الكتاب على تطبيق أبجد

أبلغوني عند توفره
4.4 14 تقييم
59 مشاركة

كن أول من يضيف اقتباس

هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم

  • مراجعات كتاب رسائل إلى روائي شاب

    15

مراجعات

كن أول من يراجع الكتاب

  • لا يوجد صوره
    4

    كتاب مليء بالنصائح و التحليلات ، مفيد جدا لشخص مثلي مهتم بالكتابة ، يراودك الشعور بالملل عند قراءة الكتاب ، ساعدني كثيرا في التعرف على أساليب الكتابة و فهم الرواية كما أنه عرفني على العديد من الكتاب الرائعين و رواياتهم

    كتاب أنصح بقراءته لكن فقط لمن هو مهتم بالكتابة

    Facebook Twitter Link .
    2 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    4

    اثنا عشر رسالة من يوسا إلى كل كاتب ناشئ، يوضح فيهم رأيه بكل بساطة وسلاسة بالرواية وأركانها وأنواعها وأساليبها.

    ينصح بها لكل مهتم بكتابة القصص والروايات.

    Facebook Twitter Link .
    2 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    5

    أفضل مايمكن أن يقوله الكاتب لمراسله : أن يرجوه أن ينسى كل ماقاله له ويبدأ بالكتابة مباشرة .. وحالاً ..

    Facebook Twitter Link .
    2 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    5

    لو كنتُ معلماً لجعلتُ هذا الكتاب مادةً تُدرَّس في مقرر الأدب دون تردد. ففوائده لا تعد ولا تُحصى.

    صحيح أن كتابة الرواية والكتابة بشكل عامٍ موهبة قبل كل شيء إلا أن هناك جوانباً تنحسر عن الإلمام بتقنيات كالتي يشيرُ إليها يوسا ببراعة فائقة. في عناصر الرواية من المكان والراوي والرؤية المكانية والزمن ـ الذي برأيي لا يخلو من علمٍ لا ينتهي وفهمٍ لا يتجدد كلما عاودت زيارة رسالته فيه ـ ثم القصص المتفرعة المتناسلة من القصة الأم، ثم الكثير من الذي لا بد أن يُلصق على مكتب الروائي والقاص حين يريد كتابة هذا الفن

    Facebook Twitter Link .
    1 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    5

    نصيحة :لازم و لابد من قراءة هذا الكتاب المهم في بابه،لأنه يتعلق بكيفية كتابة الرواية،مهم لمن اراد كتابة نص ادبي يعيش بعد موت كاتبه.

    Facebook Twitter Link .
    1 يوافقون
    1 تعليقات
  • لا يوجد صوره
    0

    كتاب " رسائل الى روائي شاب " ماريو يوسا – الجزء الأول

    كيف يمكن ان تصبح روائيا , سؤال قد تجدون اجابته في رسائل الروائي البيروفري الاسباني ماريو بارغاس يوسا , الحاصل على جائزة نوبل عام 2010 .

    واقول قد إذ تتعدد اسباب رغبة الواحد منا بان يصبح كاتبا ما بين الرغبة بالحصول على الجوائز والاعتراف العام ومبيعات الكتب والسمعة الاجتماعية , ولكن كل ذلك يتخذ مسارا تعسفيا كما يقول يوسا , فهي " تتجنب من يستحقها بجدارة " وهكذا يمكن لمن يكون حافزه الرئيس هو النجاح والشهرة , ان يشهد انهيار حلمه على صخرة الواقع , والواقع هو ان بريق الشهرة والمنافع المادية التي يوفرها الأدب لبعض الكتاب ( وهم محدودون ) تختلف عن الميل الحقيقي للادب .

    وبالحديث عن الميل الأدبي , فهو كما يقول الكاتب في أولى رسائله هو نقطة الانطلاق التي لا بد منها " فالكاتب يشعر في أعماقه بأن الكتابة هي أفضل ما حدث له ويمكن أن يحدث له " ويعرف الميل على انه استعداد فطري لدى الشخص لتكريس حياته في نشاط ما يشعرون انهم مدعوون او مجبرون نوعا ما على ممارسته.

    اذن كيف تعرف انك تملك ذلك الميل الفطري الغامض ؟ اولا عليك ان تعلم ان " البشر لا يولدون بقدر مبرمج " فالميل هو اختيار وحركة حرة للمشيئة الفردية تحسم مستقبل الفرد . فلنقل انه ان وجدت في نفسك نزوعا منذ الصغر الى تخيل أشخاص ومواقف وحوادث كثير منها مختلف عن الواقع الذي تعيشه فانت تمتلك كبداية الميل الأدبي المطلوب لتخطو اولى خطواتك نحو عالم الكتابة .

    أما عن منشا هذه الحالة المبكرة فهو يعود الى التمرد على الواقع , فالشخص بذلك يعلن ويطريقة غير مباشرة عن رفضه وانتقاده للحياة كما هي عليه , و يعرب عن رغبته في استبدالها بتلك الحياة المتخيلة, والتخيل " هو الاكذوبة التي تخفي حقيقة عميقة , إنه الحياة التي لم تكن ".

    دون كيخوته لثربانتس ومدام بوفاري لفلوبيير , مثالان لتشابك الحياة الواقعية مع تلك المتخيلة , اذ ان من يعيشهما من خلال القراءة " يعود الى الحياة الواقعية بحساسية أكثر تيقظا حيال محدوديتها ونقائضها " وهنا يطرح سؤالا بالغ الاهمية , هل يمكن ان يتحول خيالك ككاتب الى لعبة خطرة ؟ ويجيب : ما يحدث في عقل الكاتب ما هو لا تمرد سلمي الا اذا حاولت اللعبة ا تجاوز ميدانها الخاص , وتكون النتيجة حينها الخوف والمفاجأة .

    ولهذا السبب ارتابت محاكم التفتيش الاسبانية بالروايات التخيلية واخضعتها لرقابة صارمة حد حظرها من المستعمرات الأمريكية بذريعة ان هذه القصص غير المعقولة تشغل الهنود عن الرب , وبهذه الطريقة تعاملت الدكتاتوريات الفاشية والشيوعية.

    وماذا بعد ؟ ماذا بعد ان استشعرت في نفسك الميل الادبي والاستعداد الفطري للكتابة ؟ يصف لك ماريو بارغاس وصفة الدودة ! لا تستغرب ففي القرن التاسع عشر توصلت بعض السيدات المذعورات من بدانة اجسادهن الى ابتلاع نوع من انواع الدود لاستعادة رشاقتهن ! نعم على الكتابة ان تتحول الى دودة تحملها في احشائك اينما كنت , تتغذى علي فكرك وتجاربك ومواقفك , حتى تتحول الى كائن لا يعيش لاجله بل من اجل هذا الكائن الذي يحمله – الكتابة – " والذي لن تعود سوى عبد له " ان صح لنا التعبير.

    كان فلوبيير صاحب الرائعة مدام بوفاري يقول : الكتابة هي طريقة في الحياة , ويفسرها ماريو بارغاس يوسا على هذا النحو " من تبنى هذا الميل الجميل لا يكتب ليعيش بل يعيش ليكتب "

    اليك حقيقة قد تكون صادمة , ما نسميه الموهبة او النبوغ الادبي , لا يولد – على الاقل لدى الروائيين – بصورة مبكرة , بعكس ما يحدث عند الرساميين والشعراء والموسيقيين , الابداع الأدبي - ولنضع الف خط احمر تحت هذه العبارة – يظهر عبر سياق طويل وسنوات من الانضباط والمثابرة . لا وجود لروائيين مبكرين , فجميع الروائيين الرائعين كانوا في اول امرهم مخربشين , وراحت موهبتهم تتشكل استنادا الى المثابرة والاقتناع .

    ولكي تتطلع أكثر على هذا الموضوع , ينصحك ماريو يوسا بالاطلاع على مراسلات فلوبيير الضخمة – رسائله الى لويز كولي بين عامي 1850 و 1854 وهي السنوات التي كتب خلالها روايته مدام بوفاري .

    سؤال اخر اعتقد انه مر بنا جميعا نحن الكتاب المبتدئون , من أين تخرج القصص التي تقصها الروايات وكيف تخطر الموضوعات للروائيين ؟

    والإجابة هي : " أصل كل القصص ينبع من تجربة من يبتكرها . حياتك هي النبع الذي يروي قصصك "

    فالروائي يقوم بالنبش في تجاربه الخاصة بحثا عن شخصيات وأحداث ومشاهد , انطلاقا من مادته الأولى وهي الذكريات , وبعد بناء العمل وصياغته , يصبح من المتعذر التعرف على المادة الاولية الماخوذة من منجمك الخاص , أما بالنسبة للموضوعات فببساطة انت لا تختارها بل هي تختارك , " الحياة هي من تفرض عليك الموضوعات ".

    ولكن ورغم ان نقطة انطلاقك هي حياتك الا انها ليست نقطة وصولك , اذ ان الاخيرة موجودة على بعد فلكي من تلك لان المادة الاولية تتعرض الى تحولات كثيرة تمكنها من الاستقلال بذاتها , اما تلك التي لا تستقل عن مؤلفها في مجرد وثيقة لسيرته الذاتية .

    لكي تكون روائيا حقيقيا عليك ان " تتقبل شياطينك الخاصين " وان تكتب عن ما يطالبك ويلح عليك لا ان تختار ببرود شؤونا وموضوعات عقلانية حتى وان كنت تظن انها ستحقق لك النجاح , بعبارة اخرى , نحن لا يجب ان نتبع ما تفرضه الساحة بل ما تطرحه الحياة علينا من خيارات وفرص وان بدت مجنونة .

    لنتحدث الان عن القدرة على الاقناع , هل قرات موبي ديك – ملفيل - تلك التي تروية قصة ذئب بحر مهووس بحوت ابيض يلاحقه عبر بحار العالم . او دون كيخوته – ثربانتس - ذلك الفارس المجنون الذي يقاتل الطواحين في سهول المنشا , او رواية المسخ – كافكا – التي تروي التحول الرهيب لموظف متواضع الى صرصار مقرف .

    انها الطريقة التي استخدمها هؤلاء عبر بعض الكلمات وبعض الصمت وبعض التفاصيل وترتيب معين للمعلومات وخط سردي بحيث تفرض نفسها علينا كقراء . ومن اجل ان تزود روايتك بالقدرة على الاقناع , عليك ان تسردها بطريقة تستفيد الى اقصى الحدود من المعايشات المضمرة في الحكاية وشخصياتها , بل وتتمكن من ايهام قارئك باستقلالية عملك المجنون عن العالم الواقعي .

    على روايتك ان تشعر القارئ "بانها مكتفية بذاتها , منعتقة عن العالم الواقعي وانها تتضمن في ذاتها ما تحتاج اليه لتحيا "

    "الاسلوب هو طريقتك في اختيار مفردات اللغة وصياغتها وترتيبها في روايتك , وهي عامل حاسم في جعل قصتك تمتلك القدرة على الاقناع او تفتقر اليه " يمعنى , لا يمكن لك ان تفصل روايتك عن اللغة المستخدمة وعن الموضوع فالكتابة تبعا لما ترويه تكون فعالة او غير فعالة , ويمكنك في البداية استبعاد فكرة السلامة اللغوية فهي " لا تفترض وحدها اي شيء حول الاصابة او الخطا الذي تكتب به قصة متخيلة "

    ويضرب الكاتب بعض الامثلة لكتاب كتبوا باسلوب فائق السلامة مثل ثربانتس و وديكنز وماركيز , وآخرين خرقوا كل القواعد اللغوية والنحوية من امثال : بلزاك وجويس وسيلين , ففعالية الكتابة الروائية تعتمد على التماسك الداخلي للعمل والطابع , والاخير يعني : الدمج التام بين المحتوى والشكل , ويمتلك فلوبير نظرية حول ذلك اسمها نظرية الكلمة الدقيقة , فالكلمة الدقيقة قادرة على التعبير عن الفكرة وتستطيه ايجادها بحاسة السمع , فكلما كانت الكلمة مضبوطة , كلما كان وقعها جيدا . " فما الادب الا خدعة كبيرة , لكن الادب العظيم يتمكن من اخفاء ذلك بينما الادب الرديء يكشفه ويفضحه "

    امر آخر يجب ان تتطلع عليه , يقول يوسا : " الكلمات وحدها لا تكفي لرواية قصة جيدة " اجل هناك مسالة تتعلق ببناء القصة , بالتقنية المستخدمة . فان كنت مستعدا للكتابة عليك ان تنتبه الى عناصر: الراوي والمكان و الزمان ومستوى الواقع .

    اولا الراوي : هو اهم شخصية في كل الروايات دون استثناء , عليك ان تتعامل معه ككائن مصنوع من كلمات , شخصية مختلقة وعليك دائما ان تجيب على سؤال : من سيروي القصة ؟ وامامك ثلاثة خيارات : راو – شخصية في القصة , راو – عليم بكل شيء , او راو – ملتبس لا يعرف عنه ان كان من يروي من داخل العالم المروي ام من خارجه , وبعبارة اخرى هل تروى القصة على لسان : انا ام انت ام هو ؟ ولتنتبه الى انه من الطبيعي الا يعتمد سرد الروايات على راو واحد بل اثنين او اكثر , وقد تجد انموذجا مناسبا لذلك في رواية بينما ارقد محتضرة لفوكنر .

    ثانيا الروية المكانية : وفي رواية فوكنر السابق ذكرها تجد مثالا جيدا على النقلات المبررة التس استخدمها الكاتب اذا هذه التقنية في الانتقال من مكان الى اخر اذا كان لها ما يسوغها فهي تسهم في اثراء القصة المتخيلة وهي تكون نقلات غير مرئية بالنسبة للقارئ لكنها توقظ فيه الاثارة والفضول , هذه الرؤية المكانية ترتبط بالراوي وهي يمكن ان تكون نقلات سريعة وقصيرة جدا لا تستمر الا بضع كلمات . ففي كل حوار بين الشخصيات خال من تحديد المتكلم على سبيل المثال هناك نقلة مكانية وتبدل في الراوي.

    ملاحظة :

    هذا الكتاب القيم وهو من تاليف الروائي ماريو بارغاس يوسا , وترجمة صالح علماني , وصادر عن دار المدى

    كتاب رسائل الى روائي شاب –ماريو بارغاس يوسا– الجزء الثاني

    أتابع معكم الحديث حول عناصر العمل الروائي وكنا قد توقفنا عند عنصري الراوي والمكان , وفي تاملات هذا العرض يحاول الروائي ماريو باراغاس يوسا الكشف عن اسرار التخييل الروائي متفحصا هذه المرة عامل " الزمن " الذي لا يقل أهمية عن الشكل وتتوقف على طريقة معالجة الروائي له القدرة الاقناعية للقصة .

    الزمن المتخيل في الرواية يختلف جوهريا عن الواقعي , انه زمن مختلق تماما كما هو الحال مع شخصيات القصة ومكانها , وفي الرؤية الزمانية جرعة عالية من الابداع والتخيل بل " هي الطريقة التي يستغلها الراوي ليحرر ابداعه من العالم الواقعي ويزوده بذلك الاستقلال الذاتي "

    اما القاعدة التي يمكن الانطلاق منها كما يجزم يوسا هي تشييد زمنك المتخيل انطلاقا من الزمن النفسي وليس الواقعي , فلتتامل قصة المعجزة السرية لبورخيس .

    الخطوة الاولى في تحديد حصائص هذا العنصر هي التقصي في كل رواية بعينها عن الرؤية الزمانية وعدم خلطها بالرؤية المكانية رغم ان ما يظهر هو اتحاد العنصرين في الممارسة العملية .

    وعليك الانتباه الى انه من النادر ان يتضمن عمل روائي رؤية زمانية وحيدة فالزمن الروائي هو " شيء يتطاول , يتباطأ , يتجمد او يندفع مسرعا " هكذا تتحرك القصة قافزة من الماضي الى الحاضر الى المستقبل والعكس بحرية محرمة علينا نحن البشر , ويمكنك تامل روائع مثل : رحلة الى البذرة لاليخو كاربنتيير او تريسترام شاندي للكاتب لورانس ستيرن , يقول يوسا : الزمن في كل رواية هو ابتكار شكلي لان القصة فيه تجري بطريقة لا يمكن ان تكون مطابقة او مشابهة لما هو عليه الواقع ".

    عندما نتحدث عن مستوى الواقع يحذرك ماريو يوسا اذ انك بذلك عزيزي القارئ ستدخل من خلال رسالته السابعة في الكتاب الى منزلق لا يقارن بالمكان والزمان .

    مستوى الواقع في الرواية هو : العلاقة القائمة بين مستوى الواقع الذي يقف فيه الراوي وبين مستوى الواقع الذي تدور فيه احداث القصة " وهناك مراتب مختلفة تتنوع بين السحري والاعجازي والخرافي والاسطوري , ويسوق الكاب مثالا على هذه القصة : " عندما استيقظ , كان الديناصور لا يزال هناك "

    ستتفق مع الكاتب بان مستوى الواقع هنا فنتازي لاستحالة وجود ديناصور خارج اطارنا التخيلي , لكن هل يقف الراوي في هذا المستوى ؟ بالنسبة للراوي هو يقع في مستوى الواقع ويشير الى حدث خيالي . يمكنك الاطلاع على نماذج مثل : الغيرة لالان روب او اورلاندو لفرجينيا وولف .

    عليك ان تعرف انه ليس مهما ما يجري في العالم الحقيقي بل الطريقة التي تحفظ بها التجربة المعاشة وتعيد انتاجها , اطلع على رواية " البحث عن الزمن المفقود "

    في نهاية المطاف يجب على الكاتب " ان يتوصل الى ان تكون روايته غير مرئية وفعالة في بنائها من خلال ما يزودها به من الوان ودراما وايحاء الى حد لا يمكن معه القارئ ان يلمح وجودها , اذ انه عندما يستغرق في سحر هذه الصنعة لا يحس بانه يقرا بل يعيش "

    يتحدث الكاتب في رسائله عن مواضيع اخرى لا تقل اهمية عما ذكرته آنفا مثل النقلات وهي كل تبدل تتعرض له القصة في المكان والزمان ومستوى الواقع وهي من اقدم الاساليب التي يستفيد منها الكتاب في ترتيب قصصهم .

    والنقلات في مستوى الواقع هي ما يجب ان تركز عليه اذ انها توفر لك امكانيات اكبر من اجل ترتيب مادتك السردية الاولية بطريقة معقدة واصيلة وتختلف هذه النقلات تبعا للرؤيتين الزمانية والمكانية ومستوى الواقع كما تختلف من حيث طابعها الوصفي او الظرفي , لكن ما يجب ان نتبه اليه هو ان اي تبدل زماني ومكاني – رغم اهميته – لا يجدد جوهر القصة وانما النقلات والامثلة كثيرة في روايات مهمة مثل : اورلاند لفيرجينيا وولف والمحاكمة لكافكا .

    وهنا يؤكد الكاتب على امر مهم يتمثل في كون " النقلة بحد ذاتها لا تحكم مسبقا على شيء ولا تشير الى شيء . ونجاحها واخفاقها في القدرة على الاقناع يعتمد على الطريقة التي يستخدمها الراوي "

    يمكنك الاستفادة من اسلوب اطلق عليه ماريو يوسا بارغاس اسم " العلبة الصينية " التي تتالف من بناء قصة رئيسة تتولد منها قصص اخرى فرعية تحقق التكامل والتحالف في العمل , كما حدث في الف ليلة وليلة , تلك الحكايات الربية الشهيرة التي صارت منذ اكتشافها وترجمتها الى الانجليزية والفرنسية متعة اوروبا وبهجتها .

    ورغم كون هذه الوسيلة قديمة وشائعة الا ان الكاتب يرى انها تبدو اصيلة على الدوام مشيرا الى رواية دون كيخوته مثالا اذ وظف فيها ثربانتس هذه الوسيلة توظيفا رائعا ابتداء باختلاق مخطوطة سيدي حامد بن الايلي التي تفرعت منها قصة دون كيخوته وسانتشو مرورا بقصص ترويها الشخصيات في العمل مثل سانتشو وانتهاء بقصص مقحمة ك " كولاج " تقرؤها الشخصيات ولا ترتبط بالعمل الرئيس مثل الفضولي السفيه والقائد الاسير .

    هناك شيء آخر يسميه ماريو " المعلومة المخباة " تجدها واضحة في اعمال ارنسنت همنغواي , الذي خطر له في بداياته الادبية وبينما يكتب قصة ان يحذف الواقعة الرئيسة فيها : شنق البطل نفسه , الامر الذي حول معظم اعماله الى قصص تغص بمواقف صمت ذات مغزى ومعلومات مكتومة بما يثير مخيلة القارئ ويستثيره , وتجد هذا الاسلوب في قصته " القتلة " وفي " ما تزال الشمس تشرق "

    وهناك قلة من المؤلفين المعاصرين ممن اتبعوا هذا الاسلوب مثل : روب غرييه في " الغيرة " و فوكنر في " الملاذ "

    و يمكنك استخدام اسلوب " الاواني المستطرقة " : انهما واقعتان او اكثر تجري في ازمنة وامكنة او مستويات واقع مختلفة تجمع بينهما كلية سردية بقرار من الراوي , الا ن هذا التجاور لا يلغي اهمية اي من الاطراف ولا يمكنها من الاختلاط بل بالعكس انه يؤدي الى تكامل الوقائع بطريقة ما , كما في رواية " النخيل المتوحش " لفوكنر .

    كلمة اخيرة بقلم ماريو بارغاس يوسا اختم بها هذا الاستعراض " يمكن للنقد ان يكون مرشدا عظيم القيمة في النفاذ الى عالم المؤلف واساليبه , لكن لا يمكن لاحد ان يعلم احدا الابداع , واقصى ما يمكن تعليمه هو القراءة والكتابة .

    يا صديقي العزيز : انني احاول ان اقول لك ان تنسى كل ما قراته في رسائلي حول الشكل الروائي وان تبدأ دفعة واحدة بكتابة الروايات .

    حظا سعيدا

    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    3

    هذا التشريح لكيفية كتابة الأدب قد يكون منفِّر للقارئ. لكن بنظرة أكثر تركيزياً قد يسلط الضوء عن سبب رواج عمل أدبي عن أخر. فحتى ذلك العمل الأدبي البسيط نكتشف أنه غير بسيط في واقع الحال لغزارة تركيباته التي لم نعي بها.

    فصل الأواني المستطرقة لم أفهم منه شيئا، ممكن طبيعة العنوان المبهمة وعلاقتها بالمادة المشروحة هي السبب. عبء هذا العمل هو كمية العناوين التي ستضاف لقائمة الكتب التي تنتظر القراءة ولكن شخصيا قررت أن أخرج بعنوان واحد هو "مدام بوفاري"، فحان الوقت للبحث عن نسخة كاملة لها بدل النسخة المختصرة التي قرأتها في سالف الزمان، فالعزيز يوسا لا ينفك أن يشير لها في كل رسالة من رسائله. (وملاحظة أخرى أهمس بها لنفسي بأن الوقت حان للبدء بقراءة كافكا ).

    الموهبة لا توهب ولكنها تصقل بالتأكيد. لست أدري هل يفيد الكتاب من ينوى احتراف الكتابة أو لا. كشخص يهوى قراءة الأدب فقط وجدت الكتاب إضافة لجمهور القُراء ولكن هنالك نظرة شك فيما يتعلق بمن يريد أن يكتب. بالنهاية هو أشبه بالكتيّب وما الرسائل سوى إضاءات بسيطة للتركيبات التي قام بشرحها.

    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    5
    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    4
    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
المؤلف
كل المؤلفون