اقتباسات رفاعة رافع الطهطاوي

لا ينفي انقطاعُ المصريين –قبل الطهطاوي بأربعة قرون عن كتابة السيرة النبوية- بقاءَها حية وفاعلة في الوجدان الشعبي المصري/ العربي ومن هنا كانت كتابة الطهطاوي «نهاية الإِيجاز» بمثابة إِعادة تقديم النموذج البطولي الذي تعكسه شخصية الرسول ﷺ، ليجعل منه وسيلة لنقل رسالته.

إِن توظيف الشعر داخل متن سيرة الطهطاوي سواء لاستكمال بعض الوقائع، أو لإِعادة صياغتها، أو لتحقيق صورة من صور الاستطراد يقرب كتابته من تقاليد استخدام الشعر لدى كتاب الرواية التاريخية والتعليمية (1870 -1914) الذين أكثروا من استخدام الشعر لتحقيق وظائفه

اتصال الإِحيائية بكتابة الطهطاوي «نهاية الإِيجاز» من كون الطهطاوي قد أعاد إِحياء ذلك الشكل السردي بعد أن توقفت كتابته في مصر لمدة أربعة قرون؛ إِذ إِن آخر الكتابات المصرية السابقة على الطهطاوي هو كتاب المقريزي «إِمتاع الأسماع»

.

وعمره ست سنين مع شئٍ يقدره

ضابطــــــه بمائـــة أيامًــــا

‫ وقيـــل: بل أربعــة أعوامًــــا

‫ وحين ماتتْ حملتــــه بركــهْ

‫ لجدِّه بمكــــــة المباركـــــهْ

‫ كفله إلـــى تمـــــام عُمْـــرِه

‫ ثمانيًـــــا ثم مَضــــى لِقَبْــرِه

حليمة السعديــــه ‫ فظفــــــرتْ بالدُرّة السَّنِيَّــــه ‫ نالتْ به خيـــــرًا وأيَّ خيـــر ‫ مِن ســــــعةٍ ورغـــدٍ ومَيْـــر ‫ أقام في سعد بن بكر عندهـــا ‫ أربعة الأعــــوام تجنِي سَعْدَها ‫ وحين شَقَّ صــــــدره جبرِيلُ ‫ خافتْ عليـــــه حدثًا يئــــول ‫ .

ماتَ أبـــــوه وله عامــــــان ‫ وثلث، وقيـــــلَ بالنقصــــان ‫ عن قَدْرٍ ذا، بل صَحَّ كان حمْلًا ‫ وأرضعته حين كـــــان طفــلًا ‫ مع عمِّه حمزة لَيْث القــــــوم ‫ ومع أبي سلمـــة المخزومي ‫ ثُويْبة، وهـــي إلى أبي لهـــب ‫ أعتقهـــــا .

انصرف مصطلح السيرة في المراحل المبكرة من رواية السيرة وتدوينها- إِلى دلالة تقصره على تقديم المرويات الخاصة بمغازي الرسول ﷺ فإِن كتاب محمد بن عمر الواقدي (ت 207هـ) «المغازي» يمثل نمط الكتابة في السيرة طبقًا لهذا الفهم ويبدو أن اقتصار عمل الواقدي على ...

عروة بن الزبير وعاصم بن عمر بن قتادة والزهري وعبد الله بن أبي بكر وغيرهم- ممن تخصصوا في رواية أخبار النبي ﷺ وقد وازى تطور الاهتمام بجمع أخبار النبي ﷺ التطورَ في علوم الحديث والتفسير والتاريخ(6) وهذا ما برز، منذ بداية القرن الثالث الهجري.

علي مبارك هو الذي رأى التعجيل بنشر هذه السيرة منجمة في «روضة المدارس» على أن تُطبع كاملة بعد ذلك(5) ولما كان «نهاية الإِيجاز» متممًا لـ «أنوار توفيق الجليل» فقد احتل في هذا النسق ترتيب المقالة الخامسة .

الكتابة التاريخية يعكسها كتابه «أنوار توفيق الجليل في توثيق مصر وبني إِسماعيل» (1868)، كما يعكسها كتابه «مناهج الألباب المصرية في مباهج الآداب العصرية» وإِن لم يكن من نمط الكتابة التاريخية الخالصة ‫ وقد كتب الطهطاوي السيرةَ النبوية وقدمها تحت عنوان نهاية الإيجاز في سيرة ساكن الحجاز.

ومما يستحسن في طباع الإفرنج دون من عداهم من النصارى حب النظافة الظاهرية، فإن جميع ما ابتلى الله سبحانه وتعالى به قبط مصر٥ من الوخم والوسخ أعطاه للإفرنج من النظافة. ولو على ظهر البحر! فإن أهل المركب التي كنا فيها يحافظون على تنظيفها وإذهاب الوسخ ما أمكن، حتى إنهم يغسلون مقعدها كل يوم من الأيام، (ص ٣١، ٣٢) ويكنسونها في غرف النوم كل نحو يومين، وينفضون الفراش وغيره، ويشمونها٦ رائحة الهواء، ويزيلون أوخامها، مع أن النظافة من الإيمان، وليس عندهم منه مثقال ذرة! ‏

— وأحبِسنَّ — بيتين، معرضًا بعلماء الحرمين:

‫ومن يغترب عن «أزهر» العلم فليَنُح

‫على بعد دار العلم والعلماء

‫ففيه بحور طاميات، وغيره

مو حلو

لماذا لا استطيع فتح الكتب التي حملتها ؟